تجربة الصحافية ايفون ريدلي هي، في الواقع، مادة دسمة تصلح للبحث والنقاش في صفوف الدراسة في الجامعات. فهي - للإعلاميين - صحافية جَسورة تاقت إلى الدخول إلى الأراضي الأفغانية، وقت كان التوتر على أشده في أفغانستان، بينما كانت واشنطن تعد للغزو بعد أسبوعين من هجمات ال 11 من سبتمبر، واحتلت بعدها صحافية التابلويد البريطانية ايفون ريدلي عناوين الصحف في شتى أنحاء العالم عندما قبضت حركة"طالبان"على ريدلي مرتدية البرقع الذي غطّاها من رأسها حتى أصابعها، راكبة على بغل تحاول التسلل إلى أفغانستان. في بلدها بريطانيا أثارت الحادثة انتقاداً كبيراً. واتُّهمت ريدلي بأنها ارتكبت مغامرة خطرة في وقت حرج، وعرّضت نفسها للخطر، وما أن خَفَتَ الضوء حولها حتى عادت الصحافية المحنكة إلى الإخبار مرة أخرى، بعدما أعلنت رغبتها في اعتناق الإسلام، وهي تعد للدعاة اليوم أنموذجاً فريداً، فقد كانت تواجه الموت رجماً بالحجارة وقت احتجازها، إلا أنها وبعد قراءاتها المتأنية لما كُتِب عن الإسلام، أقبلت على الدين، على رغم أنها خرجت من الأَسْر، وهي تشتم خاطفيها وتبصق عليهم. اليوم أيضاً تعود ريدلي للعناوين، فقد كتبت عن الحجاب في بريطانيا ونشرت لها"واشنطن بوست"مقالاً تعلن فيه اشمئزازها من تصريحات وزير الخارجية السابق جاك سترو، الذي وصف الحجاب بأنه عائق في طريق التعايش بين الثقافات، وهي ترد - لكونها امرأة جربت الحجاب - إن معظم السياسيين والصحافيين الذكور في الغرب الذين يتباكون على اضطهاد المرأة في العالم الإسلامي يتحدثون عن الحجاب، وزواج القاصرات، وختان الإناث، والقتل من أجل الشرف، والإكراه على الزواج، معتقدين خطأً بأن تلك تمثل الممارسات الإسلامية تجاه المرأة. وهذه غطرسة لا يفوقها سوى الجهل بحقيقة الدين وحقوق المرأة في الإسلام. المقال أثار ضجة أيضاً، وريدلي تقول إن كثيراً من تلك الممارسات والتقاليد حول المرأة لها صلة بالثقافة، ولا علاقة لها بالإسلام. فقراءة متمعنة للقرآن تشير إلى أن كل ما كافحت من أجله الغربيات في عقد السبعينات كان متاحاً للمسلمات قبل 1400 سنة. وفي الإسلام تتساوى النساء مع الرجال في الجوانب الروحية والتعليم والقيم الأخلاقية. وتتساءل: لماذا يشغل الرجال الغربيون أنفسهم بالزي الإسلامي للنساء؟ حتى الوزيران البريطانيان غوردون براون وجون ريد أدليا بتصريحات مقززة حول النقاب من أسكتلندا حيث يرتدي الرجال التنورات النسائية!