كتاب معادون للاسلام يساهمون مع الإعلام الغربي المسيس في تقديم الإسلام للمرأة على شكل مجموعة من الأقفال: حجاب، تعدد زوجات، ولي، محرم.. هذا هو الإسلام يا امرأة فاهربي، فما نتيجة هذا الشحن الغبي على مدى أكثر من قرن؟ الأرقام تقول ان أوروبا ستغدو ذات أغلبية مسلمة بعد نصف قرن، لدرجة أطلق معها سكرتير البابا صرخته الشهيرة: أوقفوا أسلمة اوروبا، أما المفارقة العجيبة، فهي أن النساء الغربيات أكثر اقبالاً من الرجال على الإسلام! وأين؟ في بلاد الصناعة والتكنولوجيا والانفتاح والليبرالية والحرية والمراقص والشواطئ العارية. هاهي ذي إحدى الأوروبيات المثقفات، صحفية بريطانية تدعى (ايفون ريدلي) تؤسر في بلاد الارهاب والتطرف في نظر الغرب (أفغانستان) فتسجن بتهمة التجسس، ثم يطلق سراحها بعد ان ثبتت براءتها، فتعود إلى بريطانيا، وبدلا من أن تنتقم وتشفي غليلها بتلفيق التهم وإلصاقها بدين الإسلام، وبدلا من أن تؤلف كتابا عن معاناة المرأة من الإسلام والحجاب.. و.. و.. وهي التي تذرع الأرض دفاعا عن المرأة، بدلا من ذلك كله تكتفي (ايفون ريدلي) باعلان إسلامها، لتصبح أكثر نشاطا وشهرة. ما الذي يفعله الإسلام في المرأة وما الذي تنجزه المرأة بالإسلام؟ أشياء عظيمة متى مارست منافسة الرجل في التعرف إلى هذا الدين، وتخلت عن أن تكون عالة على الرجال في ذلك، لأنها ستشربه كما شربته خديجة وعائشة.. من النبع مباشرة: ستبحر بنفسها.. بعقلها، بروحها، وستراه بعينيها لا بعيني الرجل وعقله وإملاءاته.. إبحارها في روائع الإسلام يريها ان ما يمنحها الاسلام اضعاف اضعاف ما يطالبها به ربها، ولابد للرب أن يطاع حسب المستطاع، وإلا ما معنى أن يكون إلهاً، أما إن كانت ترى أن حياتها مجرد أزياء وجنس وصخب، فالحياة أكثر من ذلك بكثير، وحتى لو اختارت هذا الطريق، فالإسلام يتسع لها، لا ينفيها، يبقيها في رحاب أحن عليها من قلب أمها، علها تكتشفه يوما، لكنها لن تكتشفه الا إذا تحررت من عقلية الرجل الذي يريد تسليعها وتحويلها الى شيء يكتب بيديه تاريخ صلاحيته، جميل أن تتلمذ على الرجل، لكن العيب ان تترك الرجل ان يفكر عنها ويكتب عنها ويتحدث عنها ويفهم عنها ويستغلها وقد يحولها إلى دمية، وهي التي خلقها الله شريكة ومكملة له. لم تتفوق المرأة في العلم الشرعي بعد عائشة إلا ما ندر؟ أوليست تتفوق على الرجال احيانا في الرياضيات والكيمياء والفيزياء؟ فلم تتسول الرجل فتوى أو حكما شرعيا في أخص خصوصياتها؟ لم تعجز المرأة عن منافسة الرجال في الفقه والتفسير والاستنباط، وهي التي ترى (أثناء دراستها) أن تلك المواد سهلة يسيرة ومن العيب الرسوب فيها؟ يقول أحدهم: في بيتي ومع زوجتي وبناتي أرفض كلمة (يقول الشيخ الفلاني: حرام) فلتقل دليلها ودليل شيخها والا فلا مكان لأقوال بلا دليل، فستموت الواحدة منهن لوحدها وستبعث وتحشر وتحاسب لوحدها، وستلقى مصيرها لوحدها، فلتتحمل مسؤوليتها منذ الآن، بعدها صرنا نتداول قال الله وقال رسوله، ويحتدم النقاش وتتداعى الآراء، ثم اكتشفنا أدلة أخرى وآراء أخرى نستمع لها ثم نناقشها، يقول: ما زلت غير مصدق ما يحدث في بيتي من سعة أفق أحيانا أصوب آرائى بآرائهن، صرت اشعر بالخجل والحرج عندما تحاجني ابنتي بقال الله وبقال رسوله صلى الله عليه وسلم، وأنا أحاول فرض رأيي دون دليل! فأقول: اي باب فتحته على نفسي؟ لكن مع الأيام اكتشفت نعمة الاعتراف بالخطأ وعدم المكابرة، وأدركت أحد أسباب اعتناق أولئك الأوروبيات الإسلام، انهن لا يتنازلن للرجال عن مهمة التفكير والبحث عن الحق.