وصف وزير الصحة الدكتور حمد المانع، إحصاءات المصابين بالسرطان، التي ذكرها المشرف على المركز الخليجي لتسجيل السرطان الدكتور علي سعيد الزهراني، ب"المخفية"، إذ أن من بين كل 100 ألف سعودي 66 مصاباً بالسرطان. وأشار المانع بعد رعايته حلقة العمل الخليجية،"تحسين جودة بيانات السرطان"مساء أول من أمس، في فندق قصر الرياض، إلى وجود أكثر من 10 مراكز موزعة على مناطق السعودية تعالج السرطان، منوهاً في الوقت نفسه، إلى أن العلاج ليس هو الحل، بل الوقاية التي تسبق مراحل العلاج، من خلال توعية الناس، وتحسين أداء الجودة في المستشفيات، والتي تحمل وزارة الصحة دوراً كبيراً فيها. وقال:"إن السرطان مثل غيره من الأمراض المزمنة في دول مجلس التعاون، يتطلب اهتماماً للحد من انتشاره، ومكافحته، أو على الأقل الحد من آثاره التعاقبية، من طريق رصد المرض واكتشافه الباكر، والشروع في علاجه بأسرع وقت ممكن". من جهته، أوضح المشرف على المركز لتسجيل السرطان الدكتور علي الزهراني، أن الحلقة العلمية التدريبية التي يحضرها 30 متدرباً من مسجلي السرطان في دول مجلس التعاون، تهدف في شكل أساسي إلى تدريب العاملين في مجال تسجيل السرطان على تطبيق المفاهيم الأساسية للتسجيل، وإطلاعهم على مصادر المعلومات المعترف بها دولياً، وطرق تشخيص السرطان، والمعلومات التي يجب تسجيلها من المصادر المختلفة وتصنيفها وترميزها، بما يتفق مع المعايير العالمية لترميز أمراض السرطان ICD-O. وأشار إلى أن الحلقة تزامنت مع إصدار المركز الخليجي لتسجيل السرطان التقرير التجميعي الأول، الذي اشتمل على تحليل بيانات السرطان للفترة من كانون الثاني يناير 1998 إلى كانون الأول ديسمبر 2002، إذ بلغ عدد حالات السرطان المكتشفة والمسجلة لدى مواطني دول مجلس التعاون الخليجي 41475 حالة، موزعة على دول الخليج: 29917 حالة في السعودية، و4435 حالة في سلطنة عمان، و2971 حالة في دول الكويت و1893 في مملكة البحرين، و1502 حالة في دولة الإمارات، و757 حالة في دول قطر. كما بلغ عدد حالات السرطان المكتشفة في الأطفال دون سن 15 سنة 3721 حالة. ولفت إلى أن تشخيص الإصابة جاء بناء على تأكيد فحوص الأنسجة في أكثر من 95 في المئة من الحالات، ما يشير إلى درجة عالية من صحة تشخيص حالات السرطان، بينما تم التسجيل باعتماد المصادر الأخرى، مثل التقارير الطبية وتقارير الأشعة وشهادات الوفاة، في 95 في المئة من جميع حالات السرطان. وذكر الدكتور علي الزهراني أن الإحصاءات أوضحت أن الإصابة بالسرطان لدى النساء كانت في أعمار باكرة مقارنة بالرجال، إذ كان متوسط العمر نحو 48 سنة عند النساء، و53 سنة لدى الرجال. وكان أعلى معدل للإصابة بالسرطان بين الذكور لدى المواطنين البحرينيين ثم القطريين بمعدل 195 و157 حالة سرطان لكل 100 ألف نسمة، ثم الكويتيين إذ بلغ معدل الإصابة 133 حالة، تلاهم العمانيين بمعدل 99 إصابة، والإماراتيين بمعدل 70 إصابة، فيما جاءت أدنى النسب بين السعوديين، بمعدل 66 حالة سرطان لكل 100 ألف نسمة. وكان أكثر السرطانات شيوعاً بين الرجال سرطان اللمفوما من نوع Non-Hodgkin، تلاه سرطان الكبد ثم سرطان الدم لوكيميا، وسرطان القولون. وفي ما يخص النساء كان أعلى معدلات الإصابة بالسرطان لدى القطريات بمعدل 165 حالة سرطان، ثم البحرينيات بمعدل 142 إصابة، والكويتيات بمعدل 137، فالعمانيات بمعدل 85 إصابة، والإماراتيات بمعدل 62 حالة، ثم السعوديات بمعدل إصابة لكل 100 ألف نسمة. وقال:"أصبحت لدينا قاعدة بيانات تحتوي على نسبة كبيرة من حالات السرطان المكتشفة في دول مجلس التعاون، ونسعى في حدود الإمكانات المتاحة لنا، للاستفادة القصوى من هذه البيانات، لدراسة وبائية السرطان، والعوامل المؤدية لظهوره، وطرق الحد من انتشاره". من جهته، قال المدير العام للإدارة العامة للتموين الطبي في وزارة الصحة عضو الهيئة التنفيذية الدكتور خالد الحسين، أن مشكلة السرطان أصبحت ذات عبء اقتصادي، ومرض مؤثر في الموازنات العامة للدول. وأشار إلى أنه وقف كثيراً أمام عدد من حالات الإصابة بسرطان الأطفال، وتبلغ 3721 حالة وبنسبة 9 في المئة. وأكد على أهمية الدورة التدريبية لتجويد معلومات تسجيل السرطان كقاعدة وركيزة لتكوين قاعدة بيانات موثوق بها، ويمكن استخدامها من مخططي البرامج الصحية وصانعي القرار على المستويات الإدارية والاقتصادية كافة، وكذلك تنبع أهمية التحسين والتطوير المستمر للبرنامج الخليجي لتسجيل السرطان بما يتواكب مع المستجدات العالمية الحديثة.