لم تقتصر جهود ارامكو السعودية على التنقيب والاستكشاف في المناطق الصحراوية أو البحرية، إذ أطلقت الشركة مشروعاً جديداً يتضمن عمليات مسح"سيزمي"داخل الأحياء في المنطقة الشرقية، لتعزيز احتياطياتها من النفط والغاز. وعلمت"الحياة"أنه تم التعاقد مع إحدى الشركات الصينية لإجراء عمليات مسح"سيزمي"على طول الساحل الشرقي، ما يتضمن بعض مدن المنطقة الشرقية. ويعد أسلوب المسح السيزمي من الطرق الحديثة التي تستخدم في عمليات الاستكشاف، ويتمثل في إرسال موجات ناتجة من الصفائح الهزازة في العربة، بهدف"سبر"المكونات الداخلية للأرض. وقال مدير العلاقات في"ارامكو السعودية"، زياد الشيحة في تصريح خص به"الحياة"إن عمليات المسح تتطلب تمرير كابلات فوق الطرقات الرئيسية والفرعية. وشهدت طرق رئيسة في المنطقة وتحديداً تلك التي تقع داخل مدن الدمام والخبر والظهران والجبيل تثبيت كابلات في شكل مفاجئ، بدا بعضها ملاصقاً لمبان منزلية، ما أثار استغراب السكان. بيد ان الشيحة قال موضحاً:"إن الفكرة ليست وليدة الصدفة، وتلك المجسات تستلم الإشارات التي تصدرها أربعة هزازات ضخمة، ترسل موجات صوتية إلى أعماق الأرض، وواحدة احتياطية في الموقع، إضافة إلى ورشة متنقلة، تحسباً لأي عطل يقع في أحدها. وتابع: تقوم الآليات بإرسال ذبذبات اهتزاز، يتم تسجيلها بعد انعكاسها، ويتم رفعها على شكل تقارير لشركة أرامكو السعودية، لتحليلها واستعمالها في عمليات التنقيب والتطوير لحقول النفط. وأبان متخصصون أن عمليات البحث والاستكشاف داخل الأحياء لا تعني أنها تتضمن غازاً أو نفطاً أو استكشافات جديدة، وانما هي لتحديد المناطق وتفاصيلها والتأكد مما لدى شركة أرامكو من بيانات عن تلك المنطقة. وقال أحد المختصين:"حتى إن تم اكتشاف كميات جديدة من النفط والغاز داخل الأحياء إلا أن ذلك لن يغير شيئاً في خرائط المدن، إنما سيوضح للشركة حجم الكميات المتوافرة بدقة وإمكان الاستفادة منها تجارياً". يذكر أن السعودية لديها أكبر احتياطي نفطي في العالم، وتمتلك احتياطيات غاز هائلة، تم تطويرها لسد حاجات السوق المحلية والعالمية.