قال مصدر صناعي أمس (الإثنين) أن شركة أرامكو السعودية أرست عقوداً بقيمة 1.5 بليون ريال (400 مليون دولار)، في خطوة لدعم خطتها الاستكشافية للتنقيب عن النفط والغاز في المملكة. وذكرت مصادر في «بي جي بي العربية» (وهي نتاج الشراكة بين «بي جي بي العالمية»، والشركة الصينية الوطنية للبتروليات «سي إن بي سي»، وشركة محلية)، أن عقود الرصد ستغطي منطقة البحر الأحمر، وحقل منيفة النفطي في الخليج العربي. وصرحت المصادر نفسها، أن مشروع الرصد الأول سيكون عبارة عن برنامج ثلاثي الأبعاد لحقل منيفة وسيستغرق سنتين، و برنامج ثنائي الأبعاد لمنطقة التنزيل والتحميل الانتقالية في البحر الأحمر، وستستغرق 14 شهراً، إضافة إلى برنامج مدته 4 سنوات يهدف إلى إيجاد مناطق النفط والغاز في المساحات الشاسعة للربع الخالي. ومن المتوقع أن توقع العقود مع شركة أرامكو في هذا الشهر، حسبما ذكرت المصادر. وذكر المصدر: «لم يصدر تأكيد من أرامكو أن البرنامج سيشمل الربع الخالي، ربما بعض المناطق». وكانت أرامكو صرحت الشهر الماضي، أنها تعمل مع شركة «رويال دتش شل» على درس تطوير حقل غاز كيدان في الربع الخالي. وتعد «بي جي بي» أكبر شركة تتعاون مع أرامكو في مجال المسح السيزمي. وكانت أرامكو قامت في أواخر 2006 باستخدام المسح السيزمي عبر العربات الهزازة، للحصول على معلومات وافية عن حقل الدمام. ويستخدم أخصائيو علم الجيولوجيا البيانات السيزمية التي يحصلون عليها من العربات الهزازة لتشكيل نماذج جيولوجية ثلاثية الأبعاد توفر معلومات مفصلة عن خصائص المكامن، كمسامية المكمن وقابلية النفاذ ومقدار التشبع بالماء. ويتم من خلال هذه النماذج تحديد مواقع الحفر. وبحسب الأستاذ النعيم، يمثل النموذج صورة اصطناعية للمعلومات الهندسية حول المكمن من خلال جهد متكامل ومتعدد التخصصات. ويتطلب المسح السيزمي الناجح وجود فريق عمل متعدد التخصصات لضمان نجاحه. وتبدأ العملية عندما يقوم مهندسو المكامن وأخصائيو الجيولوجيا بتعريف أهداف الحصول على البيانات السيزمية. ويشمل ذلك التحديد الدقيق للمواقع التي ستجري دراستها، ومعرفة كمية الطاقة السيزمية اللازمة وتنسيق مصادر الطاقة وأجهزة الاستقبال. وتعود بداية استخدام البيانات السيزمية في السعودية إلى العام 1938، إذ تم مسح معظم أنحاء المملكة باستخدام تقنية المسح السيزمي ثنائي الأبعاد، وفي أواخر السبعينيات أجرت الشركة أول أعمال المسح ثلاثي الأبعاد، على مساحة واسعة من الأرض. وفي الوقت الحالي، تسمح التطورات التقنية بالاستفادة من الطاقة الكاملة لتقنية المسح السيزمي ثلاثي الأبعاد، ويشمل ذلك التحسينات الهائلة في سرعة الكمبيوتر وطاقة الذاكرة المطلوبة للتعامل مع كميات البيانات الهائلة التي يتم الحصول عليها من خلال أعمال المسح ثلاثي الأبعاد الحديثة. وقد مكنت أساليب معالجة البيانات الجديدة وبرامج إنتاج الصور والتفسير المتطورة التصوير من رسم صورة واقعية لباطن الأرض. ويقوم الجيولوجيون بدراسة الصخور والمعادن والأحافير لتحديد مكان تجمع الزيت والغاز، كما يقومون بدراسة حركة قشرة الأرض وطرق تكون الأحواض بمرور الوقت في جميع أنحاء العالم. ويقوم الجيوفيزيائيون بدراسة فيزياء الأرض مستفيدين في ذلك من علم الزلازل الذي تتم من خلاله دراسة الأصوات في أعماق الأرض والمسح السيزمي ودراسة تأثير الأصوات التي يحدثها الإنسان في باطن الأرض. ويعتمد أخصائيو التنقيب في أرامكو السعودية بشكل أساسي على المصائد التي يكتشفها الجيوفيزيائيون في المناطق التي يعتقد الجيولوجيون بإمكان وجود الزيت فيها.