ما نوع الرياضة التي تمارسها؟ - رياضة التحليق في سماء اللون والكلمة. وهل أنت بارع فيها؟ وإلى أية درجة؟ - عفواً... الإجابة عند الآخر. بوصلتك التشجيعية... إلى أي الأندية تتجه؟ - للأبيض والأزرق. من الأهم من وجهة نظرك... الشاعر أم رئيس ناد؟ - رئيس النادي يقال له: الرئيس السابق، أما الشاعر فلا يقال له الشاعر السابق. أيهما أهم من وجهة نظرك... الدوري السعودي أم سوق الأسهم؟ - دوري الدرجة الأولى ومباريات الهلال. لو تم تعيينك رئيساً لناد رياضي، فما القرار الأول الذي ستتخذه؟ - أطبق الاحتراف حتى على الجماهير وعمال النظافة، والاحتراف هو الطريق الصحيح للنجاح في أي علم. لو كنت رئيساً لقسم رياضي... فما أول قرار ستتخذه؟ - سيقرأ القراء تحليل المباريات في قصائد شعرية. لو قرر المدرب البرازيلي باكيتا ضمك للجهاز الإداري للمنتخب السعودي الأول، فماذا ستكون أبرز شروطك؟ - أرفض هذا الاختيار ابتداء، لأن باكتيا مدرب ناد وليس مدرب منتخب. لو منحت صلاحية مطلقة في ما يخص الرياضة السعودية ولم يكن لك سوى قرار واحد فقط، فماذا سيكون؟ - سأعطي الأقواس باريها. لو كانت لديك درع واحدة لتكريم رياضي، فهل ستمنحه للعداء الشهير هادي صوعان أم للاعب محمد الشلهوب؟ - محمد الشهلوب. مع أي الفريقين تقف؟ المنادين بتاريخية ماجد عبدالله الوحيدة، أم المؤكدين عالمية سامي الجابر المطلقة؟ - عندما تكون منهمكاً بحاضر زاهر لا يمكن ان ترجع للوراء، وحديثنا عن الوراء في الرياضة السعودية يعني جفاف الحاضر. القنوات الرياضية هل لها محل في جدولك اليومي؟ - فقط خلال المباريات. ماذا قلت عندما خسرنا من ألمانيا بثمانية أهداف في كأس العالم؟ - من كثر ما أنا غبي، ولأني كنت بعيداً عن التلفزيون، عندما كلمني أحد الأصدقاء قائلاً: المباراة انتهت بثمانية. قلت لصاحبي: لنا أم لألمانيا؟! علاقة اللاعب بالفن كيف تراها؟ - أي إنسان يبحث عن شخصية مميزة، سواء في الفن التشكيلي أو في كرة القدم، هو أقرب إلى الفنان، وعندما يكون شخصية مكررة لا يمكن أن يكون مميزاً. من اللاعب الذي ترى فيه روح الفنان التشكيلي؟ - نواف التمياط ومالك معاذ، وكذلك محمد الشلهوب. لماذا؟ - التمياط مثلاً يحاول تقديم شخصية مختلفة داخل الملعب، فأول مرة رأيته في الملاعب شعرت بأنه يبحث عن تقديم أمر جديد، والأمر ذاته ينطبق على الشلهوب ومعاذ. الفنان التشكيلي بأي عين يتابع المباراة؟ - بلغة الألوان، فأول ما أراه في المباراة هو ألوان قمصان اللاعبين، ولك أن تعرف أن ما لفت نظري مثلاً في لقاء الأهلي والهلال، هو أن قمصان الاهلي خضر والسراويل بيض، وقمصان الهلال زرق والسراويل بيض، وهنا كنت أتساءل: كيف كان المشاهدون أمام التلفزيون الأبيض والأسود يتابعون مثل هذه المباراة؟ وكيف كانوا يفرقون بين اللاعبين؟ ولماذا لم يفكروا في تلك الفترة في أن يلبس احد الفريقين اللون الأساس، بينما يلبس الآخر اللون الأبيض. إذاً، أنت ترى أن اختيار الألوان في الماضي كان يجب أن يتم بطريقة مختلفة؟ - وعلى فكرة، هذه مشكلة لونية في الملاعب العربية كلها، عدم استيعاب القضية اللونية التي لها تأثير في اللاعب، فأنت عندما ترى هنا تشابهاً بين اللاعبين تحتاج وقتاً أطول من التركيز للتمييز بينهم. هل تعتقد أن اللون يساعد اللاعب على التميز؟ - لون الملعب اذا كان مميزاً والأرضية جيدة، فهذا يساعد اللاعب على التركيز في شكل أكبر، وعلى تمييز زملائه بطريقة أسرع. هناك نظرية تصنف ألوان الأندية، فتقول إن"الأخضر"يدعو للتفاؤل، و"الأزرق"للارتياح، و"الأصفر"للهدوء والتركيز؟ كيف ترى هذه النظرية اللونية؟ - الألوان لها تأثير حتى في حوادث السيارات، فنسبة حوادث السيارات الحمر والصفر الفاقعة أقل من نسبتها في السيارات البيج أو الرمادية. هل تعتقد أن هناك حوادث رياضية كان للون تأثير فيها؟ - نعم، وعلى فكرة في الوقت ذاته الاتحاد مثلاً يستخدم لوناً غير لونه. كيف؟ - الاتحاد كان من ضمن شخصيته الخطوط المقلمة طولياً، فعندما تشاهد فريقاً له قميص مقلم طولياً تعرف مباشرة أنه الاتحاد، لكن أخيراً أفسدوا هذا الأمر، وهذا دليل على أن الاتحاديين الآن أو القائمين عليه لم يستوعبوا تأثير ذلك، فشخصية القميص الاتحادي تغيرت. وكيف ترى قمصان المنتخب السعودي الأول؟ - أنا أتفاءل بالأبيض كثيراً، وهو الأفضل لمصلحة المنتخب ولاعبيه، فالأخضر هو لون أرضية الملعب نفسه، وبالتالي يتطلب من اللاعبين جهداً ذهنياً أكبر لمعرفة زملائهم، فيقل تركيزهم. هل تعتقد أنه من الممكن مساعدة اللاعبين على تقديم مستوى أفضل عن طريق الفن التشكيلي؟ - بالتأكيد، فعندما تسمع بعض المعلقين يصف إحدى المباريات، فهو يقول"هذه الهجمة مرسومة"، ودائماً المرسومة تنتهي بهدف جميل، وعلى فكرة، في مباراة المنتخبين السعودي والياباني لم نشاهد أية هجمة مرسومة. إذاً، فشل اللاعبون في الرسم في تلك المباراة؟ - الرسام الحقيقي هو الذي ينجح في تنفيذ لوحة الفوز، أو حتى لوحة التعادل. هل تعتقد أنك لو طرحت فكرة تعليم اللاعبين الفن التشكيلي ستوافق إدارة المنتخب؟ - فهد المصيبيح لن يستوعب أهمية ذلك، لأنه يعامل اللاعبين كطلبة في زمن الاحتراف، ومنذ كان في نادي الهلال يرفض ان يتعامل مع تميز اللاعب، فنحن كوسط رياضي نتساءل دائماً: لماذا ينال ياسر القحطاني أو محمد نور اهتماماً أكبر، والجواب أنه صاحب شخصية مختلفة ويستحق الاهتمام. قلت إنك تشجع الأزرق والأبيض، أي الهلال، ألا تعتقد أنك لو أقمت معرضاً فإن هذا الكلام لن يجعل اعضاء شرف النصر والاتحاد مثلاً يتشجعون لشراء لوحاتك؟ - اذا لم يشتروا لهذا السبب فأنا أفضل الاحتفاظ بلوحاتي، لأنني عندما أحب الهلال فأنا مدين للنصر، لأن النصر هو الذي بني شخصية الهلال، والعكس صحيح فالهلال بنى شخصية النصر، وكذلك الاهلي والاتحاد، التنافس الرياضي هو الذي بنى شخصيات الاندية، وإلا لكانت جميع الاندية نادياً واحداً وانتهى الأمر. في الوسط الرياضي، احياناً لا يتم الاعتماد على هذه الدرجات، فالقضايا اما ان تكون سوداء أو بيضاء؟ - الوسط الرياضي في حاجة إلى إعادة درس وضع الوسط الرياضي قبل اللاعب، وما أراه ان الحديث دائماً عن اللاعب فقط، اللاعب هو الإنجاز الحضاري، لكن الاساس فيه هو البنية الرياضية الكاملة. { طالب الفنان التشكيلي عثمان الخزيم إدارة المنتخب السعودي الأول، باعتماد اللون الأبيض لوناً رئيساً لقمصان المنتخب السعودي، مشيراً إلى أن استخدام اللون الأخضر يقلل من تركيز اللاعبين، نظراً إلى حاجته لجهد ذهني إضافي، بسبب تطابقه مع لون أرضية الملعب، وهو ما يستغرق وقتاً لتحديد اللاعبين زملاءهم. وأكد الخزيم وجود علاقة وطيدة بين الفن والرياضة، مشيراً إلى استخدام بعض المعلقين مصطلح"هجمة مرسومة"، مؤكداً أن"لوحة الفوز تحتاج إلى رسام ماهر"وأن الهدف الجميل يتطلب دائماً هجمة مرسومة". وأوضح الخزيم أن هناك لاعبين يمتلكون روح الفنان، مبيناً أن الفنان دائماً يبحث عن شخصية مختلفة غير مكررة، وأن الوسط الرياضي يرفض أن يتعامل مع تميز اللاعب، مشدداً على أن لا مانع من أن ينال لاعبون مثل ياسر القحطاني أو محمد نور معاملة مختلفة، طالما أنهما صاحبا شخصيات مختلفة تستحق الاهتمام.