إن التفاعل مع"ذوي الحاجات الخاصة"مهم، فكم من معوق متفوق موهوب بل مبدع في مجال من المجالات مقارنة بأقرانه المعوقين طبعاً. إن هناك من لديه تخلف عقلي بدرجة بسيطة قابلون للتعلم Educable على رغم إعاقته إلا أنه بقوة إرادته واهتمام من حوله به استطاع أن يجعل من الإعاقة قدرة وطاقة، إذ لم تعقه عن مواصلة حفظ القرآن الكريم، فاستطاع أن يشارك في مسابقة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم العاشرة في الرياض، فحقق المركز الثاني فيها، أيضاً هناك من لديه الإعاقة نفسها ولم يتجاوز 13عاماً، يحفظ من الشعر لنزار قباني ويوجِد لنفسه حضوراً في الأمسيات الشعرية والأندية الأدبية والثقافية، فهؤلاء مثل أعلى يقتدى به. فذاك لم يتحقق من فراغ بل جاء من خلال تكافل المجتمع واهتمامه بهم قوة إرادة المعوق مصاحبة باهتمام وتفاعل أفراد المجتمع المحيطين به لإبراز طاقاته ومواهبه وإخراجه من العزلة، هذا من جهة علمية أكاديمية، بهذا تكون لنا وقفة لزيادة الوعي والثقافة عند هذه الفئة، فنقول: إن المتخلفين عقلياً من"ذوي الحاجات الخاصة"هم من لديهم تدنٍ في القدرة العقلية، ملازماً بقصور في السلوك التكيفي يظهر في مرحلة نمائية صفر - 18 سنة وهذه الفئة لها تصنيفات بحسب الدرجة العقلية وهي درجة بسيطة قابلون للتعلم، درجة متوسطة قابلون للتدريب Trainable، شديدة وشديدة جداً اعتماديون Profound، فأعمارهم الزمنية تنمو عادية ولكن أعمارهم العقلية تنمو متأخرة، لذلك نطلق عليهم من منظور تربوي تعليمي"ذوو التخلف العقلي"أي تخلف العمر العقلي عن العمر الزمني، أن المظهر الخارجي لذوي التخلف العقلي البسيط كالعاديين لا توجد فروق ذات دلالة واضحة تميزهم عن العاديين، وبهذا يتضح لنا ثلاثة محكات أساسية للتعرف على ذوي التخلف العقلي، هذا من جهة، ومن جهة رياضية فهنا تكون لنا وقفة حق، خصوصاً لما رأينا ورآه الرياضيون من أبنائهم المعوقين، وقد نبغوا في مختلف الفنون كالرسم والألعاب الرياضية والهوايات أيضاً كالسباحة وكرة الطائرة وكرة السلة وكرة القدم، خصوصاً التي نرى فيها منتخبنا السعودي، لذوي الحاجات الخاصة، يتألق ويبدع في تحقيق كأس العالم لكرة القدم الرابعة المقامة في ألمانيا 2006، وهو بهذا يسجل إنجازاً على المستويين العالمي والدولي، ويهدي إنجازاً تاريخياً غالياً للوطن لا ينسى... وبهذا لا يخفى علينا قول الشاعر: كان حلماً فخاطراً فاحتمالاً ثم أضحى حقيقة لا خيالا لقد أثبتوا للعالم أجمع أنهم قادرون على مواصلة الإبداع والتفوق في كل المجالات، فهذا مفخرة لنا جميعاً وما تحظى به رياضة"ذوي الحاجات الخاصة"من اهتمام ودعم لا محدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين وقيادته الرشيدة وتعاونها مع الاتحاد السعودي لذوي الحاجات الخاصة، وهذا يجعل رياضتهم وقدراتهم ترقى لأعلى مستوى، كما أخبر بذلك الرسول الكريم ? صلى الله عليه وسلم ? عليكم بضعافكم فإنما تنصرون وترزقون بهم إذ بتلك الإنجازات تنطلق التوعية والثقافة من خلال تلك النماذج الحية البارزة على جميع المستويات، عندما نراها على وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة التي تكون مصاحبة مع دور المتخصصين في التربية الخاصة والتربية البدنية، وتفاعلهم مع دورهم الرسالي التوعوي باستغلال مثل هذه المناسبات في نشر التوعية والثقافة وبث روح العطاء والتعاون بين أفراد المجتمع، وجعله يحمل روحاً تربوية تجاه أبنائهم ذوي الحاجات الخاصة، إن هذه الفئة الغالية تستحق الاهتمام والتقدير من الجميع. جامعة الملك سعود بالرياض [email protected]