أعتقد أنه لا يوجد قطاع في وطننا يخدم فئة كبيرة جداً من الشعب، ويعاني من التخبط ونقص المقرات والأيدي مثل إدارة المرور. فعلى رغم الدخل المهول الذي يدخل خزانتها، إلا أن غالبية المواطنين الحريصين على صورة الوطن أمام الأجانب الزائرين، وانتشار النظام، يؤكدون بأن إدارة المرور في حاجة للتطوير في ظل سياستها الراهنة. هذا الأمر جعلني أكتب مرات عدة عبر موقع المرور، عن أفكار أطرحها أمام المسؤولين في الإدارة لتسهم بمشيئة الله في التقليل من الاختناقات المرورية وضبط القيادة عند بعض أشباه السائقين، وأمام إصراري وحرصي وخوفي على الوطن ولكثرة مطالباتي لهم ، جاءني ردهم الأخير على بعض أفكاري، يطالبونني فيه بالاتصال على أحدهم برتبة"رقيب"في الإدارة العامة للمرور، وهو الذي سيتفاهم معي في هذا الشأن، أنا لا أقلل من مكانة وتفكير هذا الرقيب، ولكنني كنت آمل أن تكون جزئية بسيطة جداً من اقتراحاتي وجدت اهتماماً وطبقت ولو لفترة قصيرة من دون الرجوع إلي، ولهم بعد ذلك الحكم عليها بالنجاح أو بالفشل. أنني هنا أطرح على الحريصين، ممن يملكون الصلاحية، مقترحاً لعله يكون آخر العلاج فآخر العلاج الكي للوضع الذي نعاني منه يومياً من ظاهرة الفوضى المرورية العجيبة، في ظل غياب إدارة المرور، وتكون أحد أسباب التخفيف عن المواطنين لما يتعرضون له - بحسب المراقبين والمتابعين- من موت وإعاقة وإصابة بأمراض عدة نتيجة الضغوط النفسية التي يتعرضون لها يومياً، إضافة إلى التخفيف من التلوث البيئي الذي لا تخفى آثاره ومضاره على الإنسان والحيوان والأشجار وغيرها. أنني زرت كثيراً من الدول العربية والإسلامية والغربية، وشاهدت النظام المروري لديهم، ووجدته منظماً ولا يرحم، والآثار الإيجابية كثيرة جداً، أهمها تجميل صورة الوطن أمام الأجانب، ونحن قريباً جداً بصدد فتح باب تأشيرة السياحة غير الدينية، التي ستفتح باب الدخول لمئات الآلاف من الأجانب سنوياً، وستتكون لديهم صورة سلبية عن المرور في وطننا، على رغم أن الحكومة لم تبخل عليها بشيء. وسيسهم اقتراحي في مكافحة"البطالة المقنعة"وتوفير عشرات الآلاف من الوظائف للمواطنين والمواطنات في جميع التخصصات الإدارية والفنية على مستوى الوطن. واقتراحي هو"تخصيص إدارة المرور"وتحويلها إلى مؤسسة حكومية مساهمة من أبناء الوطن، ويكون الجزء الأمني منها"رخصة العربة"تحت مظلة وزارة الداخلية، وتقوم بإدارة نفسها مالياً من المدخول الذي يأتي من مصادر عدة منها المصادر الحالية،"كرسوم رخص السير، رسوم رخص العربة ورسوم المخالفات"التي لا يطبق منها إلا أقل القليل،"إضافة إلى مصادر جديدة كرسوم عدادات المواقف بالاتفاق مع وزارة الشؤون البلدية في الأماكن المزدحمة"وقت الذروة"، ذات الطابع الترفيهي والكماليات، كوسط المدن والأسواق والمتنزهات الأهلية مدن الألعاب والمقاهي وغيرها، والعدادات وسيلة فعالة لمحاربة الازدحام والعشوائية والخروج للأماكن من دون أمر مهم جداً، إضافة إلى ذلك يحتاج المرور لآلاف من رجال المرور الراجلين لمتابعة النظام وتطبيقه بحق مخالفيه بلا مداهنة ولا رحمة. أتمنى أن يرى هذا الأمر النور قريباً، فقد أصبح الوضع المروري الراهن سيئاً جداً، على رغم ما تنفقه الدولة من مئات الملايين سنوياً على هذا القطاع، وإن كنا نعلم بأن هناك مبالغ ضخمة ترصد للحملات المرورية المختلفة طوال السنين الماضية. بدر الجهني - الرياض