بعد مضي ثلاثة أيام على نظام التداول الجديد في توحيد فترة التداول اليومية لتصبح فترة واحدة بدلاً من فترتين متزامناً مع توحيد فترة العمل لموظفي البنوك، أثيرت لدى المتداولين قضايا عدة تختص بالقرار الجديد والمؤشر العام الذي حقق ارتفاعاً نسبياً في اليوم الأول، لينخفض تدريجياً في اليوم الثاني والثالث لأكثر من 300 نقطة، وهو ما أضعف الأمل لدى كثير منهم في قيام هيئة السوق المالية بدور أكبر لانتشال سوق الأسهم من الخسائر التي تلحق على مؤشرها يوماً بعد يوم. وهنا يقول أحد المتداولين في سوق الأسهم عمر محمد الذي أمضى أكثر من سنتين في التعامل اليومي مع السوق إن قرار توحيد فترة التداول لفترة واحدة يشتمل على عدد من الإيجابيات والسلبيات، فمن ايجابياته أنه يسهم في قتل ما نسبته 80 في المئة من المضاربات القوية المؤثرة في صغار المستثمرين، وهو يواكب فترة عمل الموظفين في البنوك، لكن أحد السلبيات على القار هي التوقيت غير الموفق لفترة التداول والذي تتخلله صلاتي الظهر والعصر لبعض المناطق، وهو ما يؤثر في سير علميات البيع والشراء، وفوات الكثير من الصفقات المربحة لبعض الشركات المرتفعة. ويرجع عمر نزول المؤشر وخسارته لكثير من النقاط بعد أي قرار تصدره هيئة السوق المالية إلى عدم ثقة المتداولين في السوق، إلا أنه يؤكد أن الفترة المقبلة ستشهد بحسب قوله ارتفاعاً في سيولة الشركات وعدد الصفقات اليومية، ويضيف:"ستتغير نظرة المتعاملين مع السوق وسيعتبرونها سوقاً استثمارية بعد أن كانت سوق مضاربة". ويطالب عمر هيئة السوق المالية بإصدار نظام جديد للتداول يحمي الكبار والصغار على حد سواء من مخاطر السوق، وإيجاد حلول لمشكلات البنوك في مواقع التداول الخاصة بها، والتغلب على مشكلات الضغط الكبير الذي تواجهه بسبب العدد الكبير من صفقات البيع والشراء التي يعقدها المتداولون يومياً. من جهته، عبر المستثمر الجديد في سوق الأسهم عقيل الغامدي، الذي أكد عدم ثقته بنصائح المحللين الماليين عن خيبة أمله الشديدة في القرار الجديد، والذي كان من المتوقع أن يؤثر إيجاباً في المؤشر ويرفع من عدد نقاطه، معتبراً قرار توحيد فترة التداول بالخدمة المجانية لكبار المستثمرين والذين يمكنهم الدخول للسوق في وقت جيد بعد قضاء قسط وافر من النوم، والتحكم في سير المؤشر لمصلحتهم الشخصية. وقال:"كبار المستثمرين يسحبون جميع أموالهم قبل الإجازات الرسمية، وفور إعلان أي قرار فإن لديهم علماً مسبق بما سيتم في السوق، فيمكثون أسابيع عدة بعد دراسة سريعة لوضع السوق، ليقرروا بعد ذلك الدخول إليه، إن انخفاض المؤشر لأكثر من 300 نقطة أمر سيئ وغريب، ليست هناك أي تكهنات وتوقعات، فالمصلحة للأكبر والأقوى". ويقترح عقيل الغامدي لتفادي ما وصفه ب البلبلة في السوق بإيجاد مؤشر خاص بالشركات ذات العوائد الكبيرة، ليكون ذلك بمثابة التنظيم الجدي للسوق، فالكثير من الشركات الصغيرة تحقق عوائد كبيرة لا مبرر لها، وما لم يتخذ إجراء كهذا الإجراء فإن الوضع سيبقى على ما هو عليه.