رحبت منسوبات القطاع المصرفي بالتوحيد المزمع لفترة دوام العمل في المصارف، بينما تباينت ردود فعل المواطنات الراغبات في توافر مدة زمنية مرنة في المساء تقدم الخدمات والموظفات منهن على وجه الخصوص. "رضى عملاء المصارف غاية لا تدرك"، هذا ما تراه الموظفة في إدارة الاستثمار في البنك الأهلي منى الرميزان. وتقول:"لن يرتاح المستفيدون من خدمات البنوك حتى ولو فتحت طوال 24 ساعة"، مشيدة بالقرار الذي ترى انه تأخر كثيراً و"الآن جاء في وقته وأنا مؤيدة له، لأنه قرار حكيم". وأفادت بأنها عملت 13 عاماً متواصلة في القطاع المصرفي وجربت الفروق بين الدوام بفترتين أو بفترة واحدة ولمست ان"الفترتين معوقتان للإنجاز ومهدرتان للوقت". وتعتبر أن"العمل لفترة متواصلة مريح واستثمار جيد للوقت، إذ تستقر الموظفة مع أسرتها وتعود متجددة ونشيطة ويقل هدر الجهد في المواصلات وعوضاً عن استهلاك الطاقة بأربع مشاوير يومياً من وإلى العمل". وتقول مديرة فرع البنك الفرنسي في حي الرحمانية ريهام الحربي:"منذ التحاقي بالعمل قبل 4 أعوام أتمنى التوحيد، إذ كان يؤثر في حياتي ويصعب الخروج من 7 صباحاً وترك أطفالي ثم العودة إليهم فترة قصيرة وتركهم للعمل مساءً، وحتى في حال الموظفات غير المتزوجات هناك معاناة". عن المتابعات لسوق الأسهم واحتمالات تأثير القرار سلباً فيهن قالت إن هذه"الفئة من كبيرات السن هي غالباً من ستتأثر، ومع ذلك يمكن الالتفاف على ذلك، أما غالبية المتعاطيات مع الأسهم فهن من المتعلمات والعاملات وتعاملاتهن عبر الإنترنت". الموظفة في قسم الخدمات الخاصة في البنك الأهلي ريم الحسن تشير إلى تجربتها في العمل مديرة في البنك الفرنسي في حي المحمدية في الرياض ولمدة سبعة أعوام موضحة أنها عانت طويلاً بسبب"فترتي الدوام المنفصلتين"، لكن بعد انتقالها والعمل لفترة موحدة حالياً"لمست الفروق بين الحالتين". وهي تعلم من واقع رصدها تجربة السيدات العاملات والأمهات تحديداً، ومن لديهن أطفال أنها"تجربة مرهقة ومن هنا كان الكادر يتسرب ويصعب الحصول على موظفات مستقرات في العمل نتيجة لذلك". ورأت أن"هذا القرار سيشجع السعوديات في البنوك على الاستمرارية وبالتالي ينعكس ذلك على النساء العاملات في هذا القطاع لتتجه نحو الأداء الأفضل". وترى الموظفة في خدمة العملاء في أحد البنوك بسمة العتيبي أن كل ما يحدث من تطوير في عهد الملك عبدالله يصب في المصلحة العامة، مؤكدة أن"جميع دول العالم تعمل بدوام واحد، ونحن ننتقل إلى اعتماد المعايير العالمية ولم نكن مستفيدين من العمل بدوامين، والمسألة تتعلق بإعادة برمجة التفاصيل الحياتية بحسب النظام". وبالنسبة إلى المواطنات أثار توحيد فترة العمل مشاعر الاستياء لكون الفترة المسائية التي تعد فترة الذروة لظهور الأسر والعائلات وتخصص غالباً لقضاء الحاجات يعد الأمر غير مناسب من وجهة نظر المختصة في العلاقات العامة الجوهرة الحيدري والتي أفادت بأنها ليست مؤيدة"لكون العاملين ليسوا في مطلقهم، ملمين بوسائل التقنية الحديثة بخاصة كبار السن في مجتمعنا". فيما ترى المعلمة بدرية الشمري إذا كان القرار أفضل بالنسبة إلى القطاع المصرفي فلا يعني عدم إيجاد حلول للفئات التي ممكن أن تتعطل مصالحها".