أدت مطاردة فرقة تابعة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على طريق جديدة عرعر، مساء أول من أمس، إلى وفاة فتاة متأثرة بجراحها وإصابة الشاب الذي كانت برفقته، بجروح وكسور عقب انقلاب سيارتهما أثناء محاولتهما الهرب. وذكر مصدر مطلع أن مطاردة الشاب والفتاة استمرت نحو الساعة للاشتباه في تورطهما في خلوة غير شرعية داخل سيارة من نوع"سوناتا". وأوضح مصدر طبي في مستشفى عرعر باشر الحال الإسعافية للشابين ل"الحياة"، أن حال الفتاة عندما وصلت المستشفى كانت حرجة جداً، ومتوفاة بنسبة 98 في المئة، بسبب وجود كسور في الجمجمة ونزيف داخلي في الرأس، إضافة إلى وجود كسور متعددة في الجسم. وأضاف أن المستشفى لم يكن يستطيع عمل أي شيء أبداً، إذ توفيت بعد وصولها بربع ساعة تقريباً، موضحاً أن الشاب بصحة جيدة ولا يشكو سوى من كسور في الأقدام ورضوض في نواح متعددة من الجسم. وصرح مصدر أمني فضَّل عدم ذكر اسمه أن الشرطة تحفظت على الشاب داخل المستشفى الذي نُقِل إليه للعلاج، تمهيداً لإحالة الموضوع إلى هيئة التحقيق والادعاء العام بعد إجراء التحقيقات المبدئية لمعرفة ملابسات الحادثة. وقال المصدر نفسه:"إن القضية اجتماعية أكثر من كونها أمنية"، مشيراً إلى أنه لو تمت الملاحقة عن طريق المتابعة لكانت أسلم من المطاردة. في المقابل، أشار مصدر شرعي إلى أن ما قامت به الهيئة نتيجة الاجتهاد الشخصي، إما لتخليص الفتاة من اختطاف أو لشيء آخر، مؤكداً أن تصرف رجال الحسبة الذين كانوا يستقلون"الدورية"غير مبرر، وكان التصرف السليم هو أخذ رقم اللوحة ومواصفاتها واتباع الإجراءات الرسمية المتبعة في مثل هذه الحالات. وأضاف أن تقرير المرور هو الذي يحسم قضية"الدية"التي يصدر الحكم فيها بعد النظر للتقرير المروري. كما أكد أن هذه القضية قد تُلحق بها أمور وتبعات اجتماعية وأسرية، قد تلحق بأهل الشاب وأهل الفتاة. من جهته، نفى مصدر مطلع في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في عرعر، وفاة الفتاة نتيجة مطاردة من"دورية"الهيئة، مؤكداً أن الهيئة لا تقوم بمطاردات إلا للحفاظ على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة. وأوضح أن فرقة واحدة من"الهيئة"هي التي باشرت الواقعة، رافضاً إعطاء أي معلومات تفصيلية، لافتاً إلى أن كثيراً من المعلومات المتداولة حول الحادثة غير دقيقة.