يستعد مربو الخيول في مدن المنطقة الشرقية إلى تهيئتها من أجل استخدامها في أيام العيد وتأجيرها للراغبين في ركوبها من الشبان أو الأطفال، إذ تمثل تجارة تنتعش في مثل هذه المناسبات. ويفرق مربو الخيول بين الحصان العربي الأصيل وغيره، ويذكر بعضهم أن"الخيل العربية الأصيلة تمتاز بهدوئها المطلق مع الطفل، بيد أنها قد تكون سمجة بعض الشيء مع الشبان، وإن أحسن تربيتها فهي لطيفة حتى مع الكبار، إلا أنها لا تحترم إلا الفرسان الذين يحسنون التعامل معها". ويرى المربون أن"تأجيرها لركوب الأطفال أيام العيد، غير جيد"، ويقول فتحي المهنا، وهو ممن يربي الخيل العربية الأصيلة:"لا أميل لهذه التجارة التي تتعب الخيل، ولكن ما نجده في أيام الأعياد هي الخيول غير العربية غالباً"، مضيفاً"ان عرفنا أن سعر الخيل العربية الجيدة يبلغ نحو 40 ألف ريال، فسندرك أن التجارة بهذه الطريقة خسارة حتى من الناحية المادية". ويستدرك"يتاجر غالبية مالكي الخيول في العيد بخيول تبلغ قيمتها نحو ستة آلاف ريال، وهي انجليزية وليست عربية أصيلة". وعلى رغم من أن للعيد ميزة خاصة، مثل التوجه إلى أماكن الترفيه، إلا أن المهنا يقضي يوم العيد بصحبه خيله العربية، ويضيف"آتي برفقة عائلتي في كل عام لنتأمل في الخيل وفي حركاتها وسكناتها"، مضيفاً"في العيد أو قبله تكون هناك فرص جيدة للشراء، ففي العام الماضي اشتريت فرسين من بائعين مختلفين باعا خيلهما بسبب قدوم العيد لأنهما يريدان المال". وعن أسعار الخيل العربية يقول:"بعضها مبالغ فيه، إذ يبلغ الفرس الممتاز ملايين الريالات، وكلما اقترب الخيل من المواصفات والسلالة الرائعة ارتفع سعره". وتشتهر الشرقية بعدد من الخيول العربية ذات القيمة العالية من الناحيتين النسبية والمالية، ويقدر خيالون أسعار الخيل الموجودة بين 15 ألف ريال، ومليون ريال، ويمتاز الحصان العربي الأصيل بميزات كبرى تميزه عن أقرانه من فصائل الخيول، فالقدرة والقوة ورأسه الجميل وعنقه وكامل هيكله العظمي الذي يصفه الفنان نافع التحيفاء بأن جسده يمثل"أسطورة في عالم الجمال". وتعتبر الخيل العربية ذات قدرة فائقة على التحمل، ويشدد الخبير في الخيول العربية محمد الفرج على أن الخيل العربية الأصيلة لها قدرة تحمل رهيبة، إذ"تستطيع تحمل التعب جرياً لمدة قد تصل إلى ثلاثة أيام متواصلة، حيث كانت السباقات تجرى في مسافات طويلة في الصحراء ويمكن أن تستمر لثلاثة أيام".