أمي كانت تفطر في رمضان وقت دورتها منذ نحو 40 سنة، ولم تكن تقضي هذه الأيام لجهلها ولعدم علمها بالوجوب، واستمرت الحال قرابة ثمانية رمضانات، ثم علمت بالوجوب منذ نحو 30 سنة، ولكنها لم تقض الأيام السابقة، مع العلم بأنها تصوم يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع منذ نحو أربع سنوات طوال العام، وعمرها الآن 60 سنة، فماذا يجب عليها؟ - الذي يظهر أن عليها قضاء تلك الأيام، لأن هذا الأمر مشهور ومعروف بين المسلمين أي وجوب القضاء على التي تفطر بسبب العادة الشهرية وقد تساهلت جداً في عدم السؤال عن مثل هذا، ثم إنها لما علمت بالوجوب لم تقض أيضاً وهذا ما يدل على تساهلها. فإن كانت لا تستطيع الصيام الآن لكبرها وعجزها عن الصوم، فعليها أن تطعم عن كل يوم مسكيناً نصف كيلو وعشر غرامات من طعام البلد كالأرز ونحوه، والله أعلم. أنا الآن رجل تائب، وبما أننا في هذه الأيام المباركة وأردت أن أسأل سؤالاً أخذ حيرة شديدة في نفسي، ألا وهو: كنت في الأيام الخوالي من بداية فترة البلوغ لا أصوم بعض أيام رمضان، والعياذ بالله، ولا أدري كم يوماً أفطرت، طبعاً كنت أفطر من دون أي عذر، وأعرف حكمه في الإسلام، ولكن ما سبيل النجاة؟ جزاكم الله خيراً، وماذا علي أن أفعل وأنا الآن رجل تائب إلى الله سبحانه وتعالى؟... وجزاكم الله خيراً. - الحمد لله الذي وفَّقك للتوبة ونسأل الله لنا ولك الثبات. إذا كنت تفطر متعمداً من غير عذر فهذا محل خلاف بين أهل العلم، فقيل إن من أفطر متعمداً من دون عذر فعليه التوبة فقط من دون القضاء، لأن عمله من الكبائر، فالقضاء لا يكون مقبولاً منه، فعليه كما سبق التوبة والإكثار من الأعمال الصالحة. وقال بعض العلماء بل عليه القضاء مع التوبة لعموم الأدلة على وجوب القضاء. وإذا أردت أن تحتاط وتصوم القضاء ولا تدري كم يوماً أفطرت، فإنك تجتهد وتتحرى في عدد تلك الأيام ثم تصوم عدد الأيام التي ترجح عندك ترك صومها، ولا شيء عليك بعد ذلك، والله أعلم.