غالباً ما يصر محمد المغاسلة على ارتداء آخر صيحات الموضة الخاصة بالثياب التي يفصلها قبل العيد بنحو ثلاثة أسابيع، إلا أنه قرر تغيير المعادلة في عيد هذا العام، خصوصاً بعد أن أقنعه صديقه جعفر القديحي بالتميز الذي سيحصل عليه، إن ارتدى ما يعرف محليا ب"الثوب القطيفي القديم". وعلى رغم تشدده في ارتداء آخر صيحات الموضة في الأعياد، إلا أن طريقة تفصيل الثوب ولونه المميز، خصوصاً إن أدخلت عليه بعض التطريزات التي تنسجم مع الذوق الرجالي، جذباه في شكل قوي، ما جعله يقتنع به، فالثوب يحمل ألواناً بعضها يختزل ماضياً بعيداً من خلال ألوانه المختلفة كلياً عن الثياب المألوفة، كأن يحمل اللون الرمادي وهو الشائع فيه، ويختلط الثوب القطيفي بموديلات عربية أخرى، خصوصاً الخليجية منها مثل الثوب العماني أو الثوب البحريني في الألوان، أما من ناحية عرضه فهو يقترب لحد كبير من الثوب الصعيدي في الأكمام والعرض وفتحة العنق، بيدا أن القماش والألوان تختلف عنه كلياً. ويلبس قلة من الشبان الثوب القطيفي، بما في ذلك الحديث مثل الثوب الأزرق، الذي يتناقض مع موديل البزمة الحديث، وتطريز أزراره ليس وفقاً للثوب الحجازي المعروف، وعن مزايا الثوب القطيفي يقول المغاسلة:"يختلف عن غيره في السوق السعودية، لأنه ثوب يمتاز بالعرض ويتميز به، بخلاف الثوب المخصّر الذي ظهر قبل أعوام، ويضيف:"أقنعني صديقي بلبس الثوب العريض"، معللاً"لديّ الكثير من الثياب التي تحمل الموضة الجديدة، بيد أني أريد تجريب هذا النوع من الثياب". ويرى أن ما يجذبه لمثل هذا الثوب الذي يبدو متخلفاً عن آخر موضة هو لونه، ويقول في هذا الصدد:"أهداني صديقي قطعة قماش لا توجد لدى معظم الخياطين، ولونها رمادي كأنه يمزج بين تلاصق السماء والبحر في الأفق البعيد، ما شجعني على تفصيله وفقاً لضوابطه القديمة". وما يلفت النظر في الثوب شيئان رئيسيان، هما عرض أكمامه لحد بارز جداً بخلاف البزمة، إضافة إلى عرضه المميز، وإن حافظ المغاسلة على ضبط مقاسات الثوب القطيفي، فإن عدداً من الشبان يفضلون كسر هذا العرف، فيصغرون الأكمام لتصبح أكثر رشاقة، ويضيّقون عرض الثوب ليجعلوه وسطاً، ويقول علي المحسن:"ليس من المنطقي أن تسير في ثوب يفوق عرضك مرتين، أو أن تتمايل أكمامه بسبب عرضها"، مضيفاً:"المطلوب هو الاعتدال"، موضحاً ما يعنيه بالاعتدال بقوله:"نحافظ على بعض مزايا الثوب مثل خلوه من"الكلر"في شكل نهائي، واللون المختلف عن الألوان المألوفة حالياً مثل اللون الأزرق، وحتى أزراره تختلف من حيث رسم تفصيلها". وعلى رغم أن المغاسلة والمحسن يتفقان على مسمى"الثوب القطيفي"الذي يحبان لبسه في الأعياد على وجه التحديد، إلا أن حسن العليوات لا يرى أن هذا المسمى واقعي، بيد أنه يستدرك:"لبسته في العام الماضي لكني لا استطيع أن أنسبه للقطيف، ففي البحرين والكويت هناك من يلبسه منذ القديم، وهو كويتي أكثر من كونه قطيفياً". ويضيف:"بسبب قلة الشبان الراغبين فيه لم تعد له سوق تذكر لدى الخياطين، ففي القطيف قلة من يفصلونه، ناهيك عن عدم وجود ألوان القماش الخاصة به مثل الرمادي، والموجود هو القماش المتداول الذي يراعي الموضة لحد كبير". أما جعفر القديحي، فيختلف معه"كان أجدادنا يلبسونه منذ زمن، وشاهدت أبي يلبسه منذ كنت طفلاً"، مستدركاً:"لشعوب الخليج عادات مشتركة كثيرة مثل القريقعان وغيره، بيد أن الثوب الذي سنرتديه في العيد سيميزنا في رحلتنا مع أصدقائنا، لأنهم سيلبسون الثوب المتفق مع آخر موضة في السوق، بيد أن ثوبنا سيلفت الأنظار، ولهذا السبب نرتديه".