تودع المدينةالمنورة الحجاج بعد غد الخميس تمهيداً لانتقالهم النهائي إلى مكةالمكرمة وأدائهم فريضتهم، ومن ثم تنتظر عودتهم في الموسم الثاني. وبحسب إحصاءات رسمية، بلغ عدد الحجاج الذين وصلوا إلى المدينةالمنورة حتى يوم أول من أمس 800 ألف حاج نصفهم قدم عبر المنفذ الجوي والنصف الآخر عبر المنفذ البري. وفي هذا الإطار يتابع أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز، مراحل تفويج الحجاج إلى مكةالمكرمة، وتم اتخاذ جميع الترتيبات اللازمة لسفر الحجاج من الداخل والخارج وفق خطة معدة مسبقاً وتنظيم وجهود ومتابعة من القطاعات المعنية كافة. وأوضح وكيل إمارة منطقة المدينةالمنورة رئيس لجنة التنسيق والمتابعة المهندس عبدالكريم بن سالم الحنيني، أنه يتم يومياً إعداد تقرير شامل عن حركة الحجاج لرفعه إلى أمير المنطقة، الذي يتابع مراحل تفويج الحجاج أولاً بأول وساعة بساعة. مضيفاً أن اللجنة تتابع مع الأجهزة الحكومية مراحل ترحيل الحجاج مع ضمان سرعة إجراءات تفويج السيارات التي تقلهم إلى مكةالمكرمة بعد التأكد من سلامة المركبات التي تنقلهم. وتواصل لجنة الحج برئاسة أمير منطقة المدينةالمنورة ورئيس لجنة الحج الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز وعبر مركز خدمات الحج أعمالها على مدار الساعة لخدمة الحجاج زوار المسجد النبوي الشريف بتكاتف وتعاون جميع اللجان والإدارات ذات العلاقة بخدمات الحج. وتشرف على أعمال مركز خدمات الحج لجنة رئيسة تسمى لجنة التنسيق والمتابعة يترأسها وكيل إمارة المنطقة وترتبط إدارياً بسكرتارية لجنة الحج، ومهمتها العمل مع بقية فروع الإدارات على مدار الساعة اعتباراً من بدء توافد الحجاج في منتصف شهر ذي القعدة الماضي وحتى منتصف شهر محرم من كل عام والاستمرار في العمل وفق برنامج منظم لموسم الحج. وأوضح المهندس الحنيني أن سير العمل بلجنة التنسيق والمتابعة تمثله لجنة يشارك فيها مندوبون من الإدارات المختصة، ويتم العمل من خلالها على هيئة غرفة عمليات لتلقي البلاغات من الفرق الميدانية التي تجوب الأحياء وأماكن وجود الحجاج والزوار وبعثات الحج والإدارات المختصة، وإيجاد الحلول المناسبة الفورية لما تبلغ به من مشكلات أو صعوبات تواجه الحجاج والزوار ،عبر تمرير تلك البلاغات للجهة المعنية ومتابعة الحالة معها هاتفياً أو لاسلكياً حتى تتم تسويتها. وتهدف لجنة التنسيق والمتابعة إلى تقديم الخدمات للحجاج بشكل سليم ومستمر وإعطائهم انطباعاً عما تبذله حكومة خادم الحرمين الشريفين في سبيل خدمتهم، وحل ما يعترض الحجاج من عقبات أو مشكلات بشكل سريع وبعيداً من الروتين سواء في قدومهم أو سفرهم أو إسكانهم، والعمل على توفير الراحة والاستقرار للحجاج طوال مدة مكوثهم في طيبة الطيبة وتمكينهم من تأدية المهمة التي قدموا من أجلها، وهي زيارة المسجد النبوي الشريف وإجراء التنسيق اللازم عند الضرورة في ما يحدث من تداخلات بين أعمال بعض الإدارات ذات العلاقة بشؤون الحجاج وخدماتهم، ومتابعة أعمال اللجان الميدانية العاملة بشؤون الحج والتي ترتبط باللجنة لكشف أوجه القصور في أعمالها وتصحيحها، وتلقي تقارير يومية من الإدارات واللجان المختصة بحصيلة نشاطها اليومي في مجال خدمة الحجاج وما لديها من ملاحظات ومرئيات حول هذا الموضوع وتلخيصها في تقرير شامل يتم عرضه أولاً على وكيل الإمارة رئيس اللجنة للتوجيه بما يراه مناسباً وبعد إجازته وتوقيعه يتم عرضه على أمير منطقة المدينةالمنورة لمناقشته مع أعضاء لجنة الحج في اجتماع يعقد مساء كل يوم في مركز خدمات الحجاج، لإستصدار التوجيه اللازم حيال المواضيع التي تعذر على لجنة التنسيق حلها. وينحصر عمل اللجنة في أماكن استقبال ومغادرة الحجاج في محطة الاستقبال بطريق الهجرة لحجاج الجو والبحر والبر في محطة حجاج البر بطريق الجامعات، ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز، ومسجد الميقات، ومكاتب الخدمة التابعة لمؤسسة الأدلاء، وأماكن سكن الحجاج، والطرق التي يسلكونها في طريق قدومهم وسفرهم من وإلى المدينةالمنورة. من جانبه، تفقد المدير العام لفرع وزارة الحج في المدينةالمنورة حسن بن حامد البكري محطات الاستقبال، لمتابعة عملية ترحيل الحجاج والاستعدادات والترتيبات المكثفة التي اتخذتها وزارة الحج والمؤسسة الأهلية للأدلاء والنقابة العامة للسيارات لسرعة الإجراءات والتأكد من سلامة الحجاج وجاهزية السيارات التي تقلهم. وأوضح مدير شرطة منطقة المدينةالمنورة اللواء احمد بن دخيل الله الردادي، أن كافة القطاعات الأمنية المشاركة تواصل تقديم خدماتها مع تكثيف جهودها في مرحلة تفويج ضيوف الرحمن لضمان سهولة ترحيل الحجاج بالتنسيق مع المؤسسة الأهلية للأدلاء ومتابعة الدوريات الأمنية لترحيل ومتابعة خروج سيارات الحجاج من محطات السفر. زيارات ل"قبر الرسول"والمساجد التاريخية ألف أهل طيبة الطبية فترة ما قبل الحج وبعده التي يطلق عليها"الموسم الأول"و"الموسم الثاني"، إذ تتحول المدينةالمنورة خلال الفترة الأولى وكأنها مكان أداء الفريضة، فيما يتكرر المشهد لاحقاً بعد انتهاء مناسك الحج لتتحول مرة أخرى، إلى ورقة يوقع عليها الآلاف ممن شهدوا الحج قبل مغادرتهم النهائية للبلاد. ولكن ما الذي يفعله الحاج في المدينة غير زيارة المسجد النبوي والصلاة فيه وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه؟ يبدأ الحاج زيارته للمدينة عادة بانتقاء دار سكنية يتوافر فيها شرط القرب من المسجد النبوي ليؤدي معظم صلواته فيه، فيما يرغب البعض الآخر في أدائها في المساجد التاريخية التي تزخر بها المدينة منذ عهد الإسلام الأول، مثل مسجدي قباء والقبلتين وغيرهما من المساجد التاريخية التي تعلقت بها قلوب المسلمين شرقاً وغرباً لما لها من علاقة بقصص أحبوها عن تاريخهم فأحبوا مشاهدة أماكنها. ويقول الحاج لطفي بيومي"مصري الجنسية":"حين أذهب إلى مسجد القبلتين أتذكر تلك القصص التي ذكرها القرآن الكريم والسنة النبوية عن تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام بمكة ما يجعلني أشعر بعمق التاريخ في هذا المسجد والأهمية التي يحتويها". كما تكتسب منطقة المساجد السبعة أهمية خاصة عند فئة أخرى من الحجاج، وينطبق ذلك أيضاً على ساحة الشهداء أو قبر سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب والذي يشهد تجمهراً واسعاً من الزوار والحجاج خصوصاً من الجنسية الإيرانية والذي ستحوله هيئة السياحة السعودية إلى بانوراما تعرض فيها ما هو متاح لقصة المعركة التي حدثت قبل 1400 عام.