في وقت كانت الكرة السعودية تتغنى بوفرة نجوم قائدي الدفاع وضابطي الإيقاع والتوازن في الكثير من الأندية المحلية وعلى مستوى الأندية الممتازة أو الموجودة في الدرجة الأولى، والتصقت بالكثير منهم ألقاب عدة على مرور الأجيال الماضية، ولن ينسى التاريخ المهارة والقدرة الكبيرة في قيادة فرقهم من منطقة الدفاع كما فعل قائد الشباب إبراهيم تحسين وقائد الأهلي عبدالرزاق أبو داود وقائد النصر توفيق المقرن، وما أن ابتعد هؤلاء النجوم عن الساحة الميدانية حتى واصل الجيل الذي يليهم الذي يتزعمه قائد الهلال صالح النعيمة وقائد الاتحاد احمد جميل مسلسل النجومية في سحب النجومية، التي من المعتاد أن ينالها المهاجمون كما يحصل في أنحاء العالم وليس على مستوى رياضتنا المحلية، وما ألقاب الامبراطور الذي التصق بالنعيمة والسد العالي لأحمد جميل والراسي لقائد الشباب عبدالرحمن الرومي والأستاذ للاتحادي محمد الخليوي التي وضعها النقاد والمحللون إلا دليلاً على النجومية التي يحظى بها من يتبوأ هذا المركز الحساس في فريقه وقدرته الفائقة والفطرية في جذب الأنظار نحوه وإجبار الجميع على توجيه الإشادة والتشجيع للتألق الكبير الذي أظهره داخل المستطيل الأخضر وخارجه. ولم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن يصل الحال في تساوي فرص التنافس بين لاعبي الدفاع والهجوم خصوصاً في ظل غياب القائد الفعلي للدفاع في أنديتنا المحلية، كما يحصل مع أكثرها جماهيرية وأكثر تسجيلاً للبطولات الداخلية والخارجية كما يحصل مع الهلال بجلب المحترف البرازيلي تفاريس وكولمان في النصر وإعارة احمد البحري من الاتفاق للشباب، وشراء عقد رضا تكر من الشباب للاتحاد. هذه الوضعية التي تعانيها الأندية ألقت بظلالها على عمق الدفاع في المنتخب الأول الذي يعاني مشكلة كبيرة بفقدانه للقائد الفعلي والمسيطر على عملية التوجيه والربط بين الخطوط على رغم اجتهادات المنتشري والقاضي والمولد وتكر إلا أن الفجوة تبدو واضحة للمتابعين من خلال المباريات الودية"للأخضر"أو من خلال مباريات الأندية المحلية والخارجية. إلا أن الكثير من النقاد والمحللين يرون بوادر مشجعة ومطمئنة لعودة الهيبة والمكانة لهذا المركز الحساس في بعض النجوم الصاعدة مستقبلاً، كما هو حال قائد منتخب الشباب والأهلي جفين البيشي ومدافع الشباب سند شراحيلي اللذين قدما فاتورة النجاح باكراً من خلال عطائهم التصاعدي في مباريات أنديتهم الأخيرةً.