يأمل الوسط الرياضي أن تكون المباراة الأولى التي خاضها المنتخب التونسي أمام المنتخب الزامبي، ضمن البطولة الأفريقية ال25، وتحديداً في المجموعة الثالثة التي تقام مبارياتها في ملعب المكس في الإسكندرية، جعلت مدرب المنتخب السعودي باكيتا يدوّن الكثير من الملاحظات الفنية والتكتيكية، على الأداء القوي الذي تميز به"نسور قرطاج"، ما جعلهم يلقنون منافسهم القوي درساً قاسياً، وبرباعية من الأهداف، في مقابل هدف في شوطين، قدم خلالهما النجوم التوانسة بدءاً من الحارس المتمكن علي بومنيجل، مروراً بالجعايدي والطرابلسي وسليم بن عاشور، والهدافين سانتوس والجزيري، والنجم القادم بقوة عادل الشاذلي، قدموا أداء رفيعاً وبراعة في قوة الانتشار من الناحية الدفاعية إلى الهجومية، وسرعة في تناقل الكرة بين المهاجمين، خصوصاً أن التفاهم الكبير بدا واضحاً بين الخطيرين سانتوس والجزيري، ما مكن الأول من ترك بصمة في هذه المباراة بتسجيله ثاني"هاتريك"في هذه البطولة، ومن المباراة الأولى للمنتخب التونس. إلا أن المدرب الفرنسي روجيه لومير أبى إلا أن يترك بصمة واضحة على منهجية الفريق التونسي التكتيكية، بالتعامل الرائع مع مجريات هذه المباراة على رغم الإحراج الباكر الذي تعرض له المنتخب التونسي، بهدف زامبيا الباكر 9 عن طريق تشامنجا. هذه المعطيات الأولية للصورة الفنية التكتيكية، التي أظهرها المنتخب التونسي، أوضحت ما يجب على باكيتا عمله من تركيز كبير على تغيير سرعة الأداء والقوة، خصوصاً أن المباراتين اللتين خاضهما"الأخضر"أمام السويد وفنلندا، أوضحتا الضعف في النواحي اللياقية للاعب المحلي، وهبوط مستوى سرعة الأداء خلال شوطي المباراة. وأمام باكيتا فرصة سانحة في تطوير النواقص الفنية لدى اللاعبين المختارين لصفوف المنتخب، خلال الفترة القصيرة المقبلة، من خلال المعسكرات المتواصلة والمباريات الودية الدولية التي سيقيمها المنتخب، أو من خلال المتابعة والتنسيق مع الأجهزة الفنية في الأندية المحلية، عقب عودة لاعبيهم الدوليين للتدريبات والمشاركة في المباريات المحلية والخارجية، التي تجب إضافتها إلى برنامج الإعداد للاعبي المنتخب قبل الدخول في أجواء"المونديال"المقبل. وقد يكون من الظلم الحكم في هذا الوقت الباكر على العمل الذي قدمه باكيتا خلال هذه الفترة، إلا أن البوادر الأولية تبشر بعمل فني مقنع، لمسح صورة"مونديال"كوريا واليابان، التي أحزنت مسيري الرياضية المحلية ومحبي"الأخضر".