لم تحظ مباراة كرة قدم في التاريخ الحديث لتونس والمغرب باهتمام شعبي وإعلامي مثلما تحظى مباراتهما المرتقبة في رادس مساء السبت المقبل في ختام التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2006، ويحتاج نسور قرطاج - وهو لقب المنتخب التونسي - إلى التعادل فقط على ملعبهم ووسط جمهورهم لحجز بطاقة التأهل لمونديال ألمانيا للمرة الثالثة على التوالي، ولا بديل لأسود الأطلسي - وهو لقب المنتخب المغربي - عن الفوز لانتزاع البطاقة، وهي المباراة الثالثة بين المنتخبين خلال عامين، وسبق لتونس الفوز في ملعبها 3 - 1 في نهائي الأمم الأفريقية الأخيرة وتوجت بطلة للمرة الأولى في المسابقة القارية في شباط فبراير 2004، وتعادل المنتخبان في الدار البيضاء 1 - 1 في لقاء الذهاب في تصفيات المونديال، وخاض المنتخبان المباراتين السابقتين تحت قيادة الجهاز الفني الحالي في الجانبين، المدير الفني الفرنسي روجيه لومير الأكثر نجاحاً في تاريخ تونس، والمدير الفني لمنتخب بلاده والحارس الأكثر شهرة وتوفيقاً في الكرة المغربية بادو الزاكي. لومير اختار بلده الأصلي فرنسا لإقامة المعسكر الأخير لفريقه قبل المباراة هروباً من ضغوط الجماهير والصحافة، واستقر الأمر عند 23 لاعباً لخوض اللقاء، هم: علي بومنجل وحمدي القصراوي وخالد فاضل وأنيس العياري وخالد بدرة وخوسيه كلايتون وكريم حقي وراضي الجعايدي وحامد نموشي وكريم سعيدي وحاتم الطرابلسي وعلاء الدين وسليم بن عاشور وشوقي بن سعد ورياض بوعزيزي وعادل الشاذلي وقيس الغضبان وعماد مهذبي وجوهر المناري ودوس سانتوس وهيكل قمامدية وعصام جمعة وزياد الجزيري، والمشكلة الكبرى التي تواجه لومير هي وفرة المهاجمين الأكفاء وارتفاع مستواهم الفني والبدني، والثنائي الأساسي للفريق هما دوس سانتوس والجزيري، ولكن قامدية وجمعة سجلا كل أهداف تونس في مباراتيه الأخيرتين ضد كينيا ذهاباً وإياباً، والمهاجمون الأربعة محترفون في أندية فرنسا ويلعبون معها باستمرار. وعلى الصعيد الإداري ارتفعت أسعار تذاكر المباراة إلى رقم قياسي لم تشهده المباريات الرياضية من قبل، وهو الأمر الذي وجده الاتحاد التونسي ضرورياً لضمان أعلى دخل لدعم المنتخب حال تأهله، ولم يقلل الارتفاع الهائل لأسعار التذاكر من إقبال الجماهير عليها، وفي مبادرة غير مسبوقة بتوزيع تذاكر المباراة عبر شبكة الإنترنت، نفدت 10 آلاف تذكرة خصصت لهذه العملية خلال 67 ساعة فقط من تاريخ عرضها، ونفدت بقية التذاكر التي طرحت في الأسواق عقب ساعات من توزيعها، وخصص الاتحاد التونسي ألفي تذكرة في مدرج خاص للجماهير المصاحبة لمنتخب المغرب في المباراة. وفي منطقة ماربيلا الساحرة على شاطئ المتوسط في إسبانيا جمع بادو الزاكي لاعبيه بعيداً من حملات النقد الشرسة التي تعرض لها من الصحافة المحلية في المغرب، وطالبت الصحافة بإعفائه من مهمته بعد الفوز الهزيل على بتسوانا الضعيفة 1 - صفر في المباراة الأخيرة للمنتخب في التصفيات. الزاكي استبعد المدافع المخضرم نور الدين نايبت من تشكيلة المنتخب بعد عودة المدافع عبدالسلام وادو الذي حرمه الإيقاف من اللعب ضد بتسوانا، وانضم إلى المنتخب أيضاً هدافه مروان شاماخ. ويسعى الزاكي الآن إلى إقناع الغالبية المتشددة من لاعبيه بضرورة الإفطار يوم المباراة للوصول إلى أعلى لياقة وقوة بدنية، ويتمسك أكثر من نصف لاعبي المغرب بالصيام، مؤكدين أن موعد المباراة الليلي يسمح لهم بالصيام وتناول الطعام قبل المباراة بوقت كافٍ. ويحاول الزاكي الاستعانة بعلماء الدين من المغرب لإقناع لاعبيه بالإفطار، ولكنه لم يجد كثيراً من المؤيدين بينهم.