شهدت منطقة نجران خلال الأيام الأخيرة، ازدياداً في عدد الزوار من مختلف الجنسيات. وقال مدير إدارة الآثار والمتاحف المكلف صالح بن محمد آل مريح، إن عدد زوار المواقع الأثرية في منطقة نجران بلغ 1994 زائراً خلال الشهر الماضي، وشملت الزيارات ثلاثة مواقع هي: مدينة الأخدود الأثرية، ومتحف الآثار والتراث، وقصر الإمارة التاريخي. وأضاف أن آثار الأخدود من أهم المعالم السياحية في السعودية عموماً، وفي نجران خصوصاً، وتستقطب آلاف السياح كل عام. وأشار إلى أن الزائر للمدينة يستطيع الاطلاع على عدد من المعالم الأثرية مثل: أطلال أول مسجد بني في نجران، ورسومات ونقوش على الجدران والحجارة، وحروف وكتابات حميرية، مصممة بطريقة الحفر الغائر. ولا تزال مدينة الأخدود محافظة على طابعها القديم من حيث عدم تداخل المباني الحديثة مع الموقع بشكل عام، ما يساعد على سهولة التنقيب واكتشاف ما يخبئه باطن الأرض. وأثبتت الشواهد والدلائل التي سجلتها البعثات الأثرية من وكالة الآثار والمتاحف في وزارة التربية والتعليم السعودية وبعض المؤرخين والمستشرقين أن منطقة نجران تعد واحدة من أقدم أماكن الاستيطان البشري في جزيرة العرب، كما مرت بمراحل تاريخية مختلفة، لموقعها الجغرافي المميز على طريق القوافل بين الجنوب والشمال. يذكر أن اسم نجران ورد في الكثير من الروايات التاريخية للرحالة العرب والأجانب، من دون تعليل لهذه التسمية، ومن أشهر مدنها رقمات، التي أطلق عليها اسم الأخدود، نسبة إلى الأخدود الذي حفره الملك الحميري اليهودي ذو نواس، وأحرق الذين اعتنقوا النصرانية في منتصف الألف الأول الميلادي تقريباً، وهي القصة المذكورة في القرآن الكريم في سورة البروج. وبإمكان الزائر لهذه الآثار الآن أن يرى آثار الحريق والرماد والعظام. ويلاحظ وجود اختلاف بين المؤرخين حول عدد ضحايا المحرقة، فبعضهم قدر عددهم ب 30 ألفاً وبعضهم ب 60 ألفاً وآخرون ب 90 ألف شخص.