حققت عمليات زراعة الكلى في السعودية تقدماً كبيراً، إذ تجاوزت نسبة النجاح في تلك العمليات 95 في المئة من عدد الحالات التي تم إجراء عمليات الزراعة لها. وأوضح رئيس قسم الإمراض الباطنة واستشاري أمراض الكلى في مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة الدكتور سعيد محمد الغامدي"أن التبرع من متوفى دماغياً هي الأكثر انتشاراً في العالم والأقل انتشاراً في السعودية، على رغم أن عدد عمليات زراعة الكلى التي أجريت خلال 25 سنة الماضية تجاوزت 1400 كلية". وأكد الدكتور الغامدي أن الزراعة للمصاب بالفشل الكلوي هي الحل الأمثل لشفاء المريض، وتكون من ميت دماغياً أو من شخص متبرع له صلة قرابة بالمريض أو غير قريب. وأشار إلى أن عدد عمليات الزراعة التي أجريت من متبرع قريب حي تجاوز 2900 حالة خلال المدة نفسها، بينما لا تجرى زراعة الكلى من أحياء غير أقارب، بهدف منع ظهور التجارة بالأعضاء. ولفت إلى أن أمراض التهاب المجاري البولية والحصيات الكلوية وأمراض الكلية الوراثية تعد أكثر الأمراض شيوعاً التي تصيب الكلية، إضافة إلى الأمراض المناعية التي تصيب"كبيبات"الكلى، وربما لا تظهر أعراض الفشل الكلوي عادة في البداية، إلا عند تدهور 80 في المئة من عمل الكلى، موضحاً أن من أعراض الفشل الكلوي الغثيان والقيء والضعف العام وفقر الدم والحكة الجلدية والتورم في القدمين. وقال الدكتور الغامدي"أثبتت الدراسات بما لا يدع مجالاً للشك أن بإمكان من أجريت له عملية زراعة كلى، أن يخدم نفسه من دون أي معونة من الآخرين، مؤكدا أن التبرع بكلية لا يؤثر على وظيفة الكلية الأخرى، نظراً لأن الإنسان باستطاعته أن يعيش بكلية واحدة". وأشار إلى أن غالبية الذين تجرى لهم عملية تنقية دموية"الديلزة"في السعودية هم من الفئة العمرية من 16 إلى 55 عاماً، ويوجد بينهم 4080 مريضاً قابلين للزراعة على الأغلب، إلى جانب أن مرضى الفشل الكلوي يعدون الأكثر احتياجاً إلى الزراعة، وهؤلاء المرضى يسجلون على لائحة الانتظار الوطنية لزراعة الكلى، وتراعى الأولوية للمرضى حسب العمر وفترة التسجيل على لائحة الانتظار. وأوضح أن زراعة الأعضاء في السعودية تجرى من الأقارب الأحياء والمتوفين دماغياً، ووجد أن عوامل عدة تؤدي إلى إعطاء نتائج غير إيجابية لعملية الزراعة، منها وجود داء السكري وارتفاع ضغط الدم الشرياني، إضافة إلى قوة المناعة التي تؤدي إلى عدم تقبل الجسم لهذا العضو.