حظيت الأدوار التمهيدية في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد - يرحمه الله - بلقاءات قوية ومثيرة وحماسية وبمفاجأت لم تكن متوقعة على الإطلاق وتباينت مستويات الفريق ونتائجها في النزالات الكروية، وشهدت المسابقة بروز الكثير من المواهب الشابة التي أبدعت وتألقت وتلألأت في سماء البطولة وفرضت نفسها وبقوة على المدربين الذين قادوا فرقهم في الجولات الفائتة. وتعتبر فرق الهلال والأهلي والشباب وأبها من أبرز وأميز الفرق التي قدمت مستويات أدائية رائعة كسبت من خلالها إشادات واسعة ونالت إعجاب النقاد واستحسانهم. وتصدر الهلال حامل اللقب مجموعته الأولى باكراً بعد انتصاراته المتلاحقة التي حققها على فرق الأنصار والنصر والقادسية، وأعلن عن تأهله إلى الدور نصف النهائي تحت قيادة مدربه البرازيلي ألكسندر، وفي المجموعة الثانية حسم فريق الأهلي التأهل إلى الدور النهائي سريعاً، وقبل انتهاء الجولات التمهيدية، إذ حقق أبناء"القلعة"الفوز في كل لقاءاتهم ما عدا اللقاء الأخير أمام الشباب في جدة، الذي انتهى بالتعادل الإيجابي، ونجح المدرب البلجيكي العائد إيليا في إعادة وهج الأهلي وبريقه اللامع على رغم مشاركته في المسابقة بالفريق الأساسي، ومن المجموعة نفسها أيضاً تأهل فريق الشباب بعد انتزاعه وبجدارة لقب أفضل فريق ثان في المجموعات الثلاث، وقاده إلى ذلك المدرب الوطني سلطان خميس قبل أن يتولى المدرب الأرجنتيني دانيال روميو المهمة في اللقاء الأخير، وفجر أبها الصاعد للتو إلى دوري الكبار مفاجآت من العيار الثقيل باكتساحه الاتحاد والاتفاق وتعادله مع الوحدة، وبالتالي تأهله مباشرة من فرق المجموعة الثالثة إلى الدور نصف النهائي وسط إشراف مدربه يوسف السرياطي واهتمام من أمير منطقة عسير خالد الفيصل، الذي دعم النادي في شكل قوي وسهل من مهمة مسيري فريق أبها. وعلى الجانب الآخر ظهرت بعض الفرق بمستويات أدائية متدنية وحققت نتائج ضعيفة في الجولات التمهيدية رسمت أكثر من علامة استفهام حول برامجها وخططها وإعدادها لهذه المسابقة، ويأتي الاتحاد في مقدم هذه الفرق بعدما تذيل مؤخرة الترتيب في المجموعة الثالثة بفعل عروضه الكروية الهزيلة، التي من طريقها تجرع خسائر قاسية وصلت لمعدل الرباعيات والثلاثيات في بعض النزالات، ويليه الاتفاق الذي قاده الهولندي العائد فيرسلاين وبمشاركة جميع لاعبيه الأساسيين، إذ قدم الفريق مستويات باهته، وكانت نتائجه متفاوتة مرة في القمة وأخرى في القاع، حتى تلقى الضربة الموجعة في النهاية بخسارة كبيرة وثقيلة من فريق أبها، وصلت إلى خمسة أهداف رسمت انطباعاً غير جيد حول استعداد الفريق للمشاركة في بطولة الأندية الخليجية التي ستنطلق فعالياتها في الأيام القليلة المقبلة. وثالث هذه الفرق التي فاجأت جماهيرها بظهورها الضعيف الوحدة الذي كان محبوه يمنون النفس بالحصول على لقب هذه البطولة، ولكن تأتي الرياح بما لا تشهتي السفنُ، فقد ظهر الفريق في حال يُرثى لها وتلقى خسائر مستحقة أدت إلى إشعال فتيل المشكلات في النادي وراح ضحيتها الجهاز الإداري الذي تمت إقالته ولم يستفد الفرسان من معسكر تونس الخارجي، وأسهم المدرب لطفي البنزرتي في شكل مباشر في خروج فريقه خالي الوفاض من المسابقة، ويليه القادسية الذي تلقى خسائر غير متوقعة كانت أكثرها إيلاماً تلك التي تلقاها من فريق الأنصار في المدينةالمنورة بسداسية فجرت الأوضاع في نادي القادسية، وابتكر مسيرو النادي ظاهرة غريبة تمثلت في سرعة إلغاء عقود المدربين الذين استقدمهم النادي للإشراف على الفريق حتى اقتصر الأمر على المدرب الوطني حمد الدوسري في نهاية المطاف. وهناك فرق كانت نتائجها مقبولة إلى حد ما يأتي في مقدمها الفريق النصراوي الذي أشرف عليه المدرب البرتغالي الجديد ماريانو، ووضح تحسن مستواه من لقاء إلى آخر، وظهر ذلك جلياً في آخر اللقاءات عندما حقق النصر الفوز على منافسه التقليدي الهلال، وهناك فريق الطائي الذي حقق نتائج طيبة في الجولات الأخيرة من المسابقة بعد سداسية الشباب، ويبقى فريق الحزم الصاعد لدوري الأقوياء غير واضح المعالم حتى الآن، نظراً إلى مشاركته في المسابقة بفريق من فئة الشباب.