تحاول سعاد الجاسم 38 عاماً تقليص أعراض الملل المتسرب إلى حياة عائلتها، بعد اكتشافها المتأخر لدقات ناقوس الخطر على بابها، الذي تزداد أعراضه مع مرور الوقت ليصبح آفة تنتشر بين جميع أفراد العائلة. وعلة رغم محاولاتها استخدام وسائل متنوعة لطرده إلا أنها لم تفلح، كما تقول:"أُغلقت كل الطرق أمامي". وبين شرود ذهنها ويدها المتكئة على خدها، تضيف:"هذه حالي مع أولادي الثلاثة". وترجّح أن الروتين احد الأسباب الرئيسة في جلب الملل للعائلة"أراه في عيني زوجي، اشعر أن هناك أمراً خطيراً يهدد استقرارنا". ولا يتوقف الأمر على الملل فقط، بل يتعداه إلى جو من الضجر والكآبة. وتلفت الانتباه قائلة:"أشعر بحاجتنا إلى الابتعاد بعضنا عن بعض ولو لفترة قصيرة، حياتنا فاترة، لا دفء فيها. يتكرر الأمر كل يوم من دون تغيير، وباءت كل محاولاتي لإدخال بعض المرح على العائلة بالفشل"، وترى الجاسم أن ابتعاد أفراد العائلة بعضهم عن بعض لفترة موقتة ربما يخلق أجواءً مختلفة ومتجددة، بحيث يشعرون بالاشتياق بعضهم إلى بعض، ما يساعد على تجاوز هذا الخطر. وترى سارة زكي 33 عاماً أن أي عقبة مهما كانت صغيرة تؤثر في الأسرة، وتولد الملل والجفاء بين الزوجين، لافتة إلى أن الشعور بالرتابة والملل، خصوصاً مع طول العشرة، مرجعه إلى الزوجين :"هما السبب في المشكلة، خصوصاً إذا سارا على وتيرة واحدة في حياتهما اليومية، التي تتحول إلى كابوس يطاردهما"، مشيرة إلى أن احدى طرق القضاء على هذه المشكلة تتمثل في ممارسة المرح بالمزاح والضحك بين الزوجين، و"بعض الرومانسية كاف في البعد عن المشكلة". ولا تخفي سارة خوفها من الوقوع في مصيدة الملل، معتبرة ان حضوره كزائر غير مرغوب فيه يعني الوصول إلى الخطوة الأولى في إشاعة الجمود. ولذلك تعتزم الابتعاد عن زوجها شهرين:"أتمنى أن تكون تجربة مثمرة وناجحة بعد العودة". وتقدم نصيحة للنساء بتغيير المظهر الخارجي، بقولها:"بالطبع لن يكسر تغيير"اللوك"الروتين القاتل، وإنما هي محاولة للتغلب عليه بتوفير الوعي الكافي وهزيمته، بدلاً من الشكوى المتبادلة وتحميل المسؤولية للطرف الآخر. ولا يخفى ما للملل من آثار سيئة تصل إلى الطلاق، بسبب الرتابة التي تقتل الشوق، فضلاً عما ينتج منه من تفكير سلبي وما يجره من متاعب". فاطمة طارق 36 عاماً لا تسمح للمشاعر السلبية بالتسلل إلى حياتها الزوجية، كما تؤكد"أن المرأة الذكية تحاول كسر الروتين اليومي والسنوي بالخروج من حياة زوجها، ما بين فترة وأخرى"، وتعتقد أن الملل لا يأتي فجأة، بل له مقدمات يعلن بها عن قدومه. ومع ذلك ترى أن الملل حال غريزية لا احد مستثنى منها، إلا أن الأخذ بزمام الأمور هو خير طريق للخروج منه. وتضيف:"بعض الأمور كفيل بإبعاده مثل زيارة الأهل لمدة، أو خروج الزوج مع أصدقائه في رحلة يشعر فيها بالراحة والاستجمام". وتوضح الاختصاصية الاجتماعية كوثر عبدالعزيز، أن الإرادة هي كلمة السر، والتغيير والوعي بأهمية بذل الجهد في التجديد هما مفتاحا الحل لمسألة الفتور، ليستمر الحب ويظل اللقاء حاراً حياً ومتجدداً. وتضيف:"المهمة تنصب على الزوجين والهدف من التجديد هو تلبية الحاجة المشتركة لدى الطرفين من أجل الوصول إلى السعادة". موضحة أن المرأة لديها القدرة على التجديد والابتكار أكثر من الرجل،"وربما كان الابتعاد ولو لفترة قصيرة هو الحل الناجح لكسر الروتين".