واصلت اسرائيل عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي، كما واصلت حملة الاعتقالات التي تشنها في الضفة الغربية وطاولت حتى الان نحو 300 معتقل معظمهم من القيادات السياسية والاجتماعية ل"حركة المقاومة الاسلامية"حماس، وذلك في تجاهل تام للقرار الذي اتخذته"حماس"بوقف هجماتها ضد اسرائيل انطلاقا من القطاع. راجع ص 12 وعلمت"الحياة"ان قرار"حماس"الذي اعلنه القيادي محمود الزهار مساء اول من امس واعتبره معلقون اسرائيليون"خضوعاً للضغط العسكري الاسرائيلي"، يأتي بعد تهديدات وجهها الرئيس محمود عباس لرئيس مكتبها السياسي خالد مشعل بأن الحركة ستجد نفسها في مواجهة مباشرة مع السلطة ان هي واصلت اطلاق الصواريخ، وان عباس سيسعى خلال محادثاته في القاهرة اليوم الى الحصول على ضوء أخضر لضرب"حماس"في حال استمرت عملياتها، خصوصاً ان هناك اطرافاً تحاول جر الحركة الى مواجهة مع السلطة. واضافت ان الحركة تخشى من ان تؤدي الاعتقالات التي ينفذها جيش الاحتلال في الضفة وتطاول المئات من مرشحيها للانتخابات التشريعية والبلدية، الى عدم حصول الحركة على مقاعد تذكر في انتخابات المرحلة الثالثة من انتخابات البلديات التي ستجرى بعد غدٍِ في الضفة، او في المجلس التشريعي في دوائر الضفة أيضاً. وفي ضوء التصعيد الاسرائيلي واعلان"الجهاد"انها ستستأنف اطلاق الصواريخ على اسرائيل، تحرك المسؤولون المصريون على اكثر من جبهة من اجل الحفاظ على اتفاق التهدئة. فبعد الاتصالات التي اجراها رئيس الاستخبارات اللواء عمر سليمان مع مشعل والمحادثات التي اجراها الوفد الامني المصري الموجود في غزة برئاسة اللواء مصطفى البحيري مع قادة"حماس"، اتصل مسؤولون مصريون مع قادة"الجهاد"في غزة ودمشق لاقناعهم بالتزام التهدئة، كما اجروا اتصالات مع اسرائيل لحضها على ضبط النفس ووقف العمليات. ومن المقرر ان يصل عباس الى القاهرة مساء اليوم حيث سيعرض على الرئيس حسني مبارك غدا الوضع في ضوء التصعيد الاسرائيلي، بالاضافة الى قضية معبر رفح البري والتحرك السياسي مع الادارة الاميركية والاتصالات مع الجانب الإسرائيلي. وسارعت فرنسا الى دعوة اسرائيل الى ضبط النفس وعدم القضاء على الجهود الفلسطينية، في حين ناشد منسق الشؤون الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا اسرائيل والسلطة عدم تضييع الفرصة التي هيأها الانسحاب الاسرائيلي من غزة. وربط مراقبون في اسرائيل بين التصعيد الاسرائيلي وبين عملية التصويت في مركز حزب"ليكود"امس على اقتراح بتقديم موعد انتخاب زعيم للحزب يقوده في الانتخابات العامة، ورأوا ان رئيس الوزراء آرييل شارون يسعى الى توظيف هذه الغارات لمصلحته في هذا التصويت الذي اتفق المراقبون انه مهما تكن نتائجه، فانه سيضع اسرائيل امام واقع سياسي جديد سينعكس حتماً على الاوضاع السياسية الداخلية وعملية السلام. وسُجل اقبال كثيف على صناديق الاقتراع التي اغلقت مساء، وسط اجواء مشحونة بين معسكري شارون وخصمه بنيامين نتانياهو بعد ما بات يعرف ب"أزمة الميكروفونات"، في اشارة الى تعطيل ميكروفون شارون عندما همّ بالقاء كلمته، وهو ما دفع مناصري شارون ونتانياهو الى تبادل الاتهامات في شأن المسؤولية عن"هذا العمل التخريبي"، في حين فتحت الشرطة تحقيقا في الحادث. في غضون ذلك، كشف نائب رئيس الوزراء الاردني مروان المعشر عن وساطة سيقوم بها العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني لنقل"مطالب فلسطينية الى الجانب الاسرائيلي"اثناء زيارته المرتقبة الاسبوع المقبل للاراضي الفلسطينية ثم اسرائيل، مجددا نفيه وجود مطامع اردنية في الضفة الغربية.