يشاهد المحدقون في سماء المملكة مساء اليوم زخات من الشهب، تتزامن مع مرور الأرض في مسار المذنب Swifit-Tuttle". وتوقع رئيس جمعية الفلك في محافظة القطيف أنور صالح أن يصل عدد الشهب الساقطة إلى نحو 100 شهاب في الساعة. واختارت الجمعية شاطئ العقير لرصد الشهب المتساقطة مساء اليوم. وبرر أنور ذلك"لكون الأضواء خفيفة جداً، ما يسهل عملية الرصد في هذه المنطقة النائية، إذا ما قورنت بحال المدن التي تكثر فيها الأضواء، فتؤثر في عملية الرصد". وتقيم الجمعية دورة في شاطئ العقير في محافظة الأحساء مساء اليوم. ونصح فلكيون فيها الراغبين بالتوجه إلى العقير، لمشاهدة زخات الشهب، التي يعرفها العلماء ب"البرشاويات Perseids"، نسبة إلى نجم سماوي يدعى"برشاوس"، ونتجت هذه الشهب عن تقاطع الكرة الأرضية مع بقايا مذنب"سويفت تتل"، الذي مر بجوار الشمس قبل 14 عاماً. ومر بين الأرض والشمس، وهو مذنب يكمل دورته كل 130 عاماً. وتتميز شهبه باللمعان والسرعة الكبيرة، فهي تدخل الغلاف الجوي بسرعة تبلغ 60 كيلومتراً في الثانية. وقال رئيس الجمعية:"نعتزم، وبالتعاون مع أحد أعضاء جمعية الفلك الأردنية، تنظيم دورة ورحلة لرصد تلك الشهب، وسيقدمها الباحث الفلكي هاني الضليع، وستكون مخصصة للتعرف إلى طرق الرصد العلمي للشهب". فيما يتوقع فلكيون آخرون أن تُشاهد الشهب مساء غدٍ"الجمعة"والسبت. وتتواصل رؤيتها من بعد منتصف الليل وحتى الصباح. وتعتبر الشهب خيوطاً ضوئية لامعة، تخترق السماء في أية لحظة من أوقات الليل. تليها زخات الشهب، لكنها تتميز عنها بان لها موعداً زمنياً محدداً من كل عام، وهي ناتجة عن تقاطع مدار الأرض أثناء دورانها حول الشمس مع مدار أحد المذنبات أو الكويكبات الذي مر بالقرب من الشمس في وقت سابق، ودار حولها، ثم غادر، لكنه ترك خلفه بقاياه، التي كانت على شكل ذيل. وتتكون الشهب من حبيبات ترابية وغازات، تدور حول الشمس في مدار المذنب الأب نفسه، لكنها تفرقت وابتعدت عن بعضها في شكل تدريجي، حتى أصبحت المسافة بين الحبيبة والأخرى نحو 30 كيلومتراً، وحين تلتقي الأرض بهذه المخلفات فإنها تكنسها، وحين تدخل الحبيبات الترابية الغلاف الجوي تحترق.