أكد استشاري طب وجراحة الجلد والليزر الدكتور خالد العبدالوهاب في لقاء مع"الحياة"أن"حبة الخال"ليست من مكونات الجلد الطبيعي، وإنما هي خلايا وحمية منشقة من"القنزعة العصبية". وفي حوار سريع مع"الحياة"أجاب العبدالوهاب عن عدد من التساؤلات التي تدور حول"حبة الخال"التي يراها غالب الناس علامة من علامات الجمال. كيف تتكون حبة الخال، ولماذا لونها أسود؟ - اسمها خلايا وحمية وهي عبارة عن خلايا ذات علاقة وثيقة بالخلايا الملامية وهي تنشق مثلها من القنزعة العصبية وهي قادرة على تصنيع الصباغ الميلاني، وهذه الخلايا ليست من مكونات الجلد السوي، لكنها توجد في جلد جميع الناس تقريباً بأعداد صغيرة أو كبيرة على شكل تجمعات موضعة، وعلى عكس الخلايا الميلانية التي توجد بشكل منتشر في طبقة الخلايا القاعدية من البشرة، فإن الخلايا الوحمية توجد على شكل أعشاش في الوصل الآدمي البشراوي أو في الأدمة، وعلى عكس الخلايا الميلانية التغصنية، فإن الخلايا الوحمية دائرية الشكل ليس لها تغصنات، وهي آفات جلدية بقعية أو حطاطية، أو حليمومية بلون الجلد، أو ذات أصباغ مختلفة الشدة، مع تجمعات من الخلايا الوحمية مرئية نسيجياً ومتوضعة في البشرة أو الأدمة أو الاثنين معاً. هل العامل الوراثي لمثل هذه الوحمات مشكلة؟ - العامل الوراثي هو قيد النقاش بحسب ما تبديه دراسة التوائم والعائلات، ويفترض في تطورها خلال سن البلوغ تدخل مؤثرات هرمونية. وتجتمع الخلايا الوحمية المشتقة من القنزعة العصبية والمهاجرة إلى الجليد على شكل أعشاش صغيرة في طبقة الخلايا القاعدية البشراوية، وفي منطقة الوصل الأدمي البشراوي وفي الأدمة العليا كبيرة الحجم نسبياً أو مصنعة للملانين، أما الخلايا الأعمق بمستواها فتصبح دائرية الشكل وأصغر حجماً أو مغزلية الشكل والتي تصنع الميلانين بكمية قليلة أو لا تصنعه البتة، ويعتبر التحول باتجاه الخباثة في وحمات الوصل وحمية الخلايا، بينما يندر نسبياً هذا التحول في الوحمات الآدمية. هل هناك أشخاص لا توجد لديهم حبة الخال في أجسامهم؟ - نعم، ولكن نسبتها عند النساء أكثر من الرجال، وفي ذوات البشرة البيضاء أكثر من السود، وعلى حسب دراسة توجد في شعب أستراليا أكثر منها في أوروبا. كيف تعطي حبة الخال جمالاً وروعة في جسم الإنسان، وفي أي منطقة تتكاثر؟ - عند النساء تتكاثر في منطقة الأرجل، والرجال في الجزع، وعند أصحاب البشرة السوداء تظهر أكثر من البيضاء في مناطق اليدين والأرجل وتحت الأظافر ويقل وجودها في المناطق المغطاة مثل المقعدة أو المناطق التي لا تتعرض للشمس داخل الذراع. متى تكون مشكلة، وكيف تتم إزالتها ؟ - يفضل استئصال الوحمات وحمية الخلايا مع حواف نسيجية سليمة بسبب الاعتبارات الترويفية وكثرة التخريش الناجم عن الملابس والذي يخشى بسببها حدوث الميلانوم الخبيث فيما بعد، وتزال بالجراحة، ويمكن تركها من دون إزالتها اذا كانت في منطقة غير مكان الاحتكاك. أو يمكن للمريض متابعتها بالعين المجردة. عندما تنتشر في جسم الإنسان بشكل لافت للنظر... هل تنبئ عن أمراض جسدية في المستقبل؟ - المظاهر السريرة التي تدعو للإشتباه بالتبدلات الخبيثة هي: 1- زيادة في مساحة الوحمة أو ارتفاعها. 2- زيادة كثافة الصباغ وخصوصاً إذا لم يكن متجانساً. 3- علامات التراجع البؤري. 4- تشكل حال صباغية حول وحمة مصطنعة، ووحمية الخلايا مرتفعة قليلاً. 5- وجود تفاعلات التهابية في الوحمات المصطبغة وحمية الخلايا. 6- حدوث الحكة. 7- التآكل والنزف. ويجب إحالة المريض إلى الطبيب الاختصاصي إذا كانت هناك اشتباه بأنه خبيث، وانتشار حبة الخال نادر وقد تصاحب بعض الأمراض مثل حدوث الأمراض الفقاعية أو حرق الشمس. ... والشبان والفتيات يختلفون في سبب التسمية يختلف عدد من السعوديين على سبب تسمية حبة الخال بهذا الاسم، فهناك من يرى أن لشقيق الأم علاقة مباشرة بالتسمية، ولكن آخرين يستبعدون هذا الأمر لعدم وجود نظرية علمية واحدة تشير إليه. يقول الباحث الاجتماعي في جامعة الملك سعود رائد النصار:"عندما كنت صغيراً لم أعرفها جيداً، وعلى رغم أنني فقدت البصر في وقت متأخر إلا أنني الآن أصبحت أعرف لونها الأسود الداكن، ويؤكد أن هناك سراً في تسميتها". أما محمد البسام فلم يخطر على باله شيء عن تسميتها إلا أن لديه الكثير منها"أشعر أن حبة الخال لها حكاية قديمة لا أعرفها، ومثلها مثل الحكايات الشعبية القديمة". تقول أم محمد:"أبنائي يتشاجرون كثيراً خصوصاً عندما يعد كل واحد منهم حبات الخال في جسده، والمشكلة أن ابنتي عيده لا توجد فيها حبة خال، وهي تحب الخال كثيراً، ولكي لا تشعر بالحرج أمام أشقائها، فهي تكتم غيظها وتذهب إلى غرفتي لتستخدم الكحل وتبدأ بوضع النقاط السوداء في كل منطقة في جسدها معبرة لأشقائها أن خالها يحبها أكثر منهم". تعتقد تمارا العنزي أن هناك من يطلق عليها اسم"شامة"أو"حسنة"، تقول:"لا أعلم سبباً لتسميتها حبة الخال، ولكن حينما كنت أدرس في المدرسة كانت إحدى الصديقات معي في الصف لديها حبة خال كبيرة بحجم حبة الفستق، وكنت أشعر بالضيق إذا صادفتني في طريقي، أو حاولت الجلوس معي، وبدأت أبتعد عنها بطريقة ديبلوماسية، وأتحجج بمليون حجة للهروب منها".