استطاع خمسة طلاب سعوديين شاركوا في الملتقى العلمي العاشر الذي عقد في عاصمة تشيلي سانتياغو، خطف الأضواء في الملتقى، إذ كانت مشاركاتهم مميزة وتدل على مواهب عالية في الابتكار العلمي، وساعدت ابتكاراتهم على تصنيف السعودية ضمن الدول العشر الفائزة في الملتقى. وتركزت بعض اختراعات الوفد السعودي المشارك على تعزيز الجانب الأمني، وذلك لما يعيشه العالم في الفترة الحالية من هواجس أمنية. وأكد الطالب سلمان المجري، الذي فاز اختراعه "الحاجز الأمني" بجائزة الملتقى، بعد منافسة قوية من نحو 1200 مشاركة أخرى مثلت نحو 45 دولة، أن الأحداث التي يعيشها العالم، والتي لم تسلم منها السعودية، كانت سبباً في اختياره ابتكاراً يعنى بالجانب الأمني، وقال المجري عن اختراعه:"يعطي الحاجز الأمني إذا تم قطعه، إشارة إلى غرفة المراقبة تفيد باختراق المنطقة، وهو ما يحد من سلبيات النظام الأمني الحالي، الذي يعتمد على الشبك، وتطلق إشارات الإنذار بمجرد تعرض"الشبك"لأي لمس، وإن كان ذلك ناتجاً من كراتين نقلتها الرياح أو غيرها، وهو ما يجعل بعض أجهزة المراقبة يلغي تلك الخاصية لعدم فاعليتها، والاكتفاء بالمراقبة الرقمية، إلا أن ابتكاري الذي يحمل اسم الحاجز الأمني، يلغي العيوب السابقة لبعض أجهزة المراقبة". وفي الجانب الأمني أيضاً، جاء اختراع الطالب سلطان القصير بجهاز تحكم عبر القارات، يمكن مستخدمي الاختراع من الاطلاع على ما يدور في منازلهم ومكاتبهم أثناء وجودهم في أي مكان حول العالم، والتحكم في الأجهزة المبرمجة مسبقاً في الاختراع، وقال القصير عن مشاركته:"يمكِّن جهاز تحكم عبر القارات، من التحكم في الأجهزة الإلكترونية الموجودة في المنزل أو المكتب كافة، بمجرد اتصال بواسطة الهاتف النقال أو الثابت، أو حتى عبر الشبكة العنكبوتية". وأضاف أن الاختراع يعتبر في ظل الظروف الراهنة من الأساسيات، إلا يدخل في إطار الرفاهية، إذ يمكِّن مستخدميه من تشغيل أجهزة التكييف والإنارة، قبل الوصول إلى البيت باتصال واحد، بل يدخل كذلك ضمن دواعي السلامة، إذ يمكن إطفاء الأجهزة الإلكترونية والتأكد من سلامتها عن بعد". وكذلك جاء اختراع الطالب صالح المسعود عن سلامة المباني، ويعمل على مساعدة سكان الأدوار العليا في أي مبنى قد يتعرض إلى حريق للخروج من المبنى من دون أضرار، وقال المسعود عن الهدف من ابتكاره:"غالباً ما يتعرض سكان الأدوار العليا لإصابات خطيرة في حالات الحرائق، إذ تصعب عليهم مغادرة المبنى، على عكس سكان الأدوار الأرضية". وبدوره، أشاد رئيس البرامج العلمية في منطقة الرياض رئيس الوفد السعودي المشارك يوسف أبا حسين باختراعات الطلاب السعوديين، خصوصاً اختراع المجري الذي حصل على الجائزة، مشيراً إلى أن المشاركة السعودية في الملتقى كانت فاعلة، واستطاعت أن تلفت الأنظار إليها، وقال:"على رغم قوة المنافسة التي تخللت الملتقى العلمي العاشر، إلا أن المشاركة السعودية خطفت أنظار المشاركين والقائمين على الملتقى، وتؤكد وجود السعودية الدائم في المحافل العالمية". وأشار إلى أن هذا الإنجاز المميز لا يعتبر الأول من نوعه، إذ سجلت للسعودية مشاركات مشرفة سابقة، في كل من موسكو، وجنيف، وغيرهما. وأضاف أبا حسين أن دور وزارة التربية كبير في هذا المجال، لأنها توفر مراكز علمية في إداراتها كافة لكشف المواهب العلمية الدفينة لدى طلابها ومنسوبيها. ... وغواصة سعودية في البحر بعد شهرين يستعد طالب السنة الأولى في قسم الفيزياء في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن مهند أبودية، لإطلاق اختراعه غواصة الذي لفت انتباه الجميع بعد عرضه للمرة الأولى في سانتياغو التشيلية، في بحر العرب بعد شهرين تقريباً للتجربة الميدانية. وتمكن أبودية من اختراع غواصة سعودية بإمكانها النزول في أعماق البحر بنسبة 75 في المئة، عن جميع الغواصات العالمية التي لا يمكن لها التعمق في البحار والمحيطات مثل هذا الاختراع. وقال أبودية ل"الحياة": إن هذه غواصته عندما عرضت في تشيلي نالت رضا الجميع، ما جعل كثيراً من الأساتذة والاختصاصيين في البحار، يدعونني لإلقاء محاضرة أمام الطلبة وعدد من المختصين، عن الاختراع. وأضاف أن هذا الاختراع لو كان في المعرض تقويم لنال المركز الأول على مستوى الاختراعات المشاركة، وكان غالبية الزوار مهتمين به يتناقشون عنه وكيف خطرت الفكرة على ذهني. وأشار إلى أن حبه للفيزياء هو السبب الرئيس في اختراع هذه الغواصة، فكان في البداية يقوم بتجربتها من طريق استئجار المسبح، لكي يكون بعيداً من أسرته وأقاربه وأصدقائه لكي لا يحدث أي ضرر لهم، وبلغت كلفة هذه الغواصة ما يقارب 2000 ريال. ... فقدانهم بعض أغراضهم لم يؤثر في مشاركتهم لم يحد ما تعرض له الوفد السعودي من فقدان بعض الأمتعة وتعرض بعضها الآخر للتلف، من معنويات الفريق السعودي المشارك في الملتقى العلمي العاشر، إذ تكاتفت الجهود لمدّ يد المساعدة للزملاء الذين تعرضت أجهزتهم للتلف. ووصف نائب رئيس الوفد طلال المحيدب، تضافر هذه الجهود بالقتال الجماعي من أجل العلم السعودي، كون جميع الطلاب كانوا يعملون بروح واحدة، وكان يجمعهم تمثيلهم للسعودية، أكثر من تمثيلهم لأنفسهم، وقال:"لولا تغلب حب الوطن على حب الذات، لما حقق الوفد نجاحه، إلا أن الفريق بكامل أعضائه كانوا حريصين على إثبات وجود الفريق، بغض النظر عن الشخص الذي سيرشح اختراعه، وكان هاجسهم الوحيد، اختيار ابتكار سعودي ضمن المشاركات الكثيرة، والمنافسة القوية". وأعرب الطلاب عن حزنهم لما تعرضت له عاصمة الضباب في الحادث الإرهابي الأخير، الذي صادف توجههم إلى ألمانيا، إلا أنهم نفوا أن تكون نظرة العالم الغربي للعرب والسعوديين نظرة تخوف، إذ أشاروا إلى الترحيب الذي كان يلقاه الوفد في أي مطار يحل به، وأي مدينة يزورها، وأفاد بعضهم أن عدداً من الأميركيين والأوروبيين الذين تعرفوا إليهم أثناء الملتقى، كانوا كثيري الأسئلة عن عادات وتقاليد الشعب السعودي، وكانت نظرات الإعجاب تكسو محياهم، عند كل إجابة.