أكد المخترع السعودي مهند جبريل أبودية أنه سيواصل عمله وجهده لنشر ثقافة الاختراع في المجتمع السعودي, واعتزامه إتمام مخترعه الخاص بتصميم غواصة تمتاز بقدرتها على تحمل الضغط الشديد تحت أعماق المياه, والذي كان قد بدأ فيه قبل تعرضه لحادث أدى لفقدانه لساقه اليمنى وبصره قبل عامين. وتناول مهند في لقاء تلفزيونى ظروف الحادث الذي وقع له داخل مدينة الرياض في عام 2008, والجرم الطبي الذي ارتكبه أحد المشافي والذي تسبب في بتر ساقه، والبطء الشديد في إجراءات التقاضي، وضعف التعويض المتوقع الذي قد يحصل عليه. وأكد أن ذلك الحادث المأساوي كان بداية لمرحلة جديدة في حياته وأعطاه دفعة وقوة على تحمل التحدي، لأنه يشعر بأن أمامه الكثير من الأشياء التي يتعين عليه إنجازها والوقت يمر, وهو لا يأمل أن لا يتكرر له مثل هذا الحادث مرة أخرى. وتناول أبودية خلال اللقاء جهوده لنشر ثقافة الاختراع في المجتمع السعودي, وتغيير الأفكار النمطية في تلك المسألة، ومن بين تلك الجهود أنه ألف عدة كتب لتعليم عملية الاختراع ونشر ثقافته, وأيضاً القيام بجولات للمرور على أكثر من 3000 طالب وطالبة في المدارس لحثهم على الاختراع والابتكار, وكسر حاجز الخوف بينهم وبين ثقافة الاختراع, وأيضاً المشاركة في تأسيس المركز السعودي لثقافة الاختراع والذي تحول اسمه حالياً إلى "مركز اسطرلاب للتدريب". وأوضح أبودية أنه في حال نجاح تجربته في السعودية في تعزيز ثقافة الاختراع فإنه سيواصل جهده خارج المملكة لتحقيق حلمه المتمثل في إيجاد مليون مخترع مسلم محترف. وكشف أبودية خلال المقابلة عن أنه قدم تسعة اختراعات حتى الآن منها ستة قبل فقدانه البصر وثلاثة بعده, وقال إنه للمفارقة وقبل تعرضه للحادث، كان قد قدم اختراعين للمكفوفين ليكون بعد ذلك هو أحد المستفيدين منهما, وهما اختراع قلم للكتابة مخصص للمكفوفين يساعدهم في الكتابة على السطر بخط مستقيم, واختراع آخر باستخدام آلية معينة في بلوتوث الجوال تمكّن المكفوف من العثور على أغراضه داخل المنزل وتحديد مكانها. وقال أبودية إنه يوجد في السعودية 800 مخترع, ولكن الاختراعات لاتزال غير مطبقة ولم تتحول لمنتج فبقيت في البيت أو مجرد ميداليات يتم الحصول عليها في المعارض، ولكن لا تترجم إلى منتج نهائي. وإلى جانب اختراعاته يواصل مهند الذي يعد أول طالب كفيف يدرس الهندسة في المملكة دارسته بشكل عادي رغم صعوبة التجربة