المعاناة التي يجدها الإعلامي والصحافي تحديداً من مسؤولي الملاعب المحلية ترك الكثير من علامات التعجب على هذا التجاهل والتعامل الغريب، الذي أصبح قاسياً بحق أصحاب هذه المهنة"مهنة المصاعب"، المطالبين دائماً بالوجود أمام ومع الحدث، ليتمكنوا من نقل الصورة الواضحة، وبصدقية المهنة الصحافية لمسؤوليهم في الأقسام الرياضية ومن بعد لمتابعي صحفهم. وما حدث قبل وأثناء وبعد مباراة الهلال والاتحاد الأخيرة للصحافيين يعتبر دليلاً ثابتاً على استمرار هذا التجاهل والتطنيش للدور الصحافي. وقعت المفاجأة - بل لنقل المصيبة - قبل بداية المباراة، إذ امتلأت المقاعد الخاصة بالصحافيين بجماهير الفريقين، في موقف أحرج هؤلاء الصحافيين، وأجبرهم في الوقوف طوال المباراة، في منظر لا يليق بأصحاب هذه المهنة ودورهم الصحافي. وعلى رغم صعوبة الموقف السابق على الصحافيين إلا أنهم أصروا على مواصله دورهم الإعلامي بكل أمانة، حتى وهم يسجلون مرئياتهم وملاحظاتهم على المباراة، وهم واقفون لاعتقادهم أن هذا الوضع يبقى ضمن بند صعوبة المهنة! لكن ما حدث بعد نهاية المباراة للصحافيين لا بد من أن يعاد النظر فيه بمحاسبة المتسبب في وضع الصحافيين تحت رحمة"التوسل"لرجال الأمن، لتتاح لهم فرصة متابعة الأحداث، عقب المباراة بأخذ التصريحات مثلاً من مدربي ولاعبي الفريقين وإدارتهم. ومن يشاهد بعض المشجعين داخل الملعب عقب اللقاء وهم يتراكضون نحو لاعبي وإداريي فريقهم، ويقدمون واجب التهنئة بشكل جعل هذه الوجوه مألوفة ومعروفة للمتابعين، لكثرة الظهور والوجود على أرضية الملعب مباشرة! وفي الطرف الآخر تجد الصحافيين مبعدين بقرار غريب وعجيب، بإبقائهم بوضع"الوقوف"خلف السياج الحديدي، وهم يحملون البطاقات الخاصة بتعريف شخصياتهم، سيعرف وسيتأكد أن التنظيم في هذه الملاعب خصوصاً استاد الملك فهد فيه الكثير من الاختراقات! وينتظر الصحافيون تدخلاً عاجلاً من إدارة الإعلام والنشر بالتنسيق مع مسؤولي الملاعب المحلية واستاد الملك فهد تحديداً في حفظ مكانة الصحافي المحلي وإعطائه حرية التنقل بعد المباراة، لتأدية واجبه بكل أريحية، بعيداً عن مبدأ"التوسل"والبحث عن الواسطة، في عملية دخول الملعب عقب اللقاء مباشرة. وعلى رغم التبريرات التي قد يتحدث عنها البعض، ويفاجئنا بها مسؤولو الملاعب خلال الأيام المقبلة، إلا أنها لن تكون كافية ومقنعة، والجميع يرى سوء التنظيم، وسوء معاملة الصحافيين في داخل هذه الملاعب. في الختام، أتساءل هل الاعتراف بالتقصير في حق الصحافيين سيكون الحل المرضي أم أن التخطيط المستقبلي لتنظيم عملية الدخول والخروج من الملاعب وبالتنسيق مع المرجعية الخاصة بالصحافيين هل الحل؟