لا أذكر آخر مرة ذهبت بها لملاعبنا بالمملكة رغم دعوات الصديق حمود الغبيني مرة بعد مرة ، يمكن أن أضع خمس عشرة سنة أو أكثر لم أحضر بها إلى الملاعب السعودية ، لأسباب كثيرة منها الوقت وانني أفضل مشاهدة المباراة التلفزيونية حتى يكون الخيار لي متعددا بأي قناة وأي معلق أو بدون معلق أفضل ، وأيضا والأهم بيئة " الجمهور " الذي يحضر طبعا لا أعمم ، وتسمع من العبارات والكلمات ما يجرح كل ذوق وأخلاق لأي من الفريقين ، وأيضا أين تقف بسيارتك ، وكيفية دخول الملاعب فقد تتعرض لتفتيش ذاتي وكأنك متجه برحلة جوية إلى مطار نيويورك أو شارل ديغول بفرنسا وهي في النهاية مباراة كرة قدم ، وحين تبحث عن تذكرة لدخول الملعب فيجب أن تكون مفتول العضلات ولك أن تنسى النظام والطابور والالتزام فلا بد من قوة جسمانية ومزاحمة تخرج منها معطوب الملابس وكل ما يتبع ذلك ، كل ذلك حين يدور في ذهنك قبل دخول الملاعب الرياضية ومعاناة يعكس أي جاذبية موجودة لدينا فتحتاج ساعتين لكي تصل لمقعدك وناهيك أين مقعدك سيكون، لدرجة أن كثيرا من الأندية تمارس الان شراء التذاكر وتمنح الجمهور الحضور المجاني ، لماذا المجاني أرجو ألا يقال أنه نوع من الدعم ؟ لا يعيق مبلغ 20 أو 30 ريالا دخول مباراة واتحدث عن غالب الجمهور، ولكن فتش عن سبب العزوف للجماهير . وهذا يعكس أننا في ملاعبنا نفتقد التنظيم والجاذبية لها أو أن تكون ملاعب على أعلى طراز ، هل رأيتم كم مسافة بين المدرج والملعب مقارنة بالانجليزية والأسبانية ؟ . من يحضر ملاعبنا الرياضية كجمهور وهي متشابهة في تسويق منتجات غريبة تقف أمامها بكل اندهاش وحيرة ، وتمنيت الاتحاد الدولي وبلاتر حين يأتي أن يحضر ويدخل الملاعب من جهة الجماهير بعمومها لا الخاصة منها ، فسيجد أن ساحات الملاعب وهو ما أشاهده في ملعب الملز بالرياض مثلا حين يكون يوم مباراة ، فماذا نشاهد ؟ نشاهد على الأرض من يبيع " الفصفص " و " البليلة " ويضع " طناجر وقدورا ونارا وغازا " ضخمة وأين " بالشارع " العام في كل ملاعبنا يمارس ؟ ولا تسأل عمن سمح ومن وضع وأين لجنة الاستثمار بالاتحاد السعودي لكرة القدم أو الاتحاد بكاملة ، ملاعب رياضية تعيش حولها " أسواق " عشوائية لا تتمتع بأي أاضباط أو تنظيم لها ، ومنظر غير حضاري بكل معنى الكلمة ، وتشاهد من يبيعك تذاكر المباراة بسوق سوداء وأين أمام بوابة الملاعب، ومن يبيع شالات وشعارات الأندية والأندية ولجنة الاستثمار اخر من يعلم ، أسواق يهدر بها كل صورة حضارية لمعنى كرة قدم ، وقد حضرت مرة في أسبانيا وملعب " فالنسيا " وحتى " برشلونة " وفي بريطانيا في " مانشستر " حين تضع المقارنة ، سنعرف الفارق في كل شيء ،من التسويق في الملاعب الرياضية من استثمار الملاعب نفسها ، تنظيم ، تسويق ، كم هائل من العمل الاحترافي المخطط بجودة عالية جدا ، وحين تستحضر ملاعبنا " والفصفص والبليلة " تشعر بأسى وألم شديد مما يحدث ، والأغرب تجد ملاعبنا لا يوجد بها أي لوحات إعلانية تسويقية، هدر مالي ضخم لم تستغل ملاعبنا بمحلات وأكشاك ومقاهِ وحدائق وشاشات كبيرة وغيره، وبأسلوب ipo مئات الملايين لم تحصل بسبب سوء التخطيط والاستثمار ، وكل ما يعمله مسؤولو الاستثمار لدينا هو الظهور الاعلامي وتسويق أننا " الأفضل " ولكن نقول لهم هذه لغة انتهت وعفا عليها الزمن ، ويكفي ما يحدث من هدر مالي وترويج شخصي لم يحقق على الأرض شيئا والأرقام هي المتحدث الرسمي .