وجهت واشنطن انتقادات لاذعة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، داعية إياه إلى «التنحي فوراً... قبل أن يجر بلاده أكثر في مسار شديد الخطورة». ودانت في بيان صادر عن البيت الأبيض اغتيال المعارض الكردي مشعل تمو والاعتداء على المعارض رياض سيف. وندّد الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان ب «اغتيال المعارض الكردي مشعل التمو... والاعتداء الوحشي على القيادي في المعارضة رياض سيف» وقال إن «الولاياتالمتحدة ترفض بقوة العنف الموجه ضد المعارضين السلميين أينما حصل وتقف متضامنة مع الشعب السوري الذي يستحق الحقوق العالمية» المتعارف عليها. واعتبر أن الاعتداءات «تظهر أن وعود الأسد للحوار والاصلاح فارغة... وعلى الرئيس الأسد التنحي الآن قبل أن يجر بلاده أكثر نحو هذا المسار الشديد الخطورة». وفي رسالة ضمنية إلى كل من روسيا والصين، لفت البيان إلى «أن أعمال العنف حصلت بعد ثلاثة أيام فقط من فشل مجلس الأمن من تمرير قرار في وجه القمع الوحشي يدعو إلى إرسال مراقبين دوليين لحقوق الإنسان إلى سورية». وشدد على أن واشنطن «تستمر في جهودها لحشد المجتمع الدولي لدعم الطموحات الديموقراطية للشعب السوري والعمل مع الحلفاء والشركاء لممارسة الضغط على نظام الأسد». ويترافق البيان الأميركي مع تكثيف واشنطن تعاونها مع الحكومة التركية لتنسيق الخطوات المقبلة التي يتوقع أن تشمل عقوبات من أنقرة على دمشق. ويبدي مسؤولون أميركيون ارتياحاً نسبياً لنتائج العقوبات المفروضة حتى الآن وينوهون بالارتباك داخل الحكومة السورية في شأن الاستراتجية الأنسب لمواجهتها، خصوصاً بعد رفعهم حظراً عن الواردات كانت الحكومة أقرته سابقاً. ويطاول التنسيق، بحسب مصادر موثوقة، الجانب الأمني وخططاً احتياطية تدرسها الجهات الأميركية مع الجانب التركي. وتزداد مخاوف المراقبين الأميركيين من وقوع سورية في حرب أهلية مع استمرار الأزمة، وتداعيات ذلك على استقرار المنطقة. وكانت وزارة الخارجية الاميركية اعتبرت أن نظام الأسد يصعد من تكتيكه ضد المعارضة عبر شن هجمات في وضح النهار. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند: «مما لا شك فيه أنه تصعيد في تكتيك النظام... لقد اعلمنا سابقاً بحصول أعمال تعذيب وضرب وغيرها... لكن ليس في وضح النهار وفي الشارع، وهو يحصل بهدف واضح هو الترهيب». ورحبت نولاند بتصريحات الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف الذي قال للأسد أول من أمس إن عليه إما القيام بإصلاحات أو الرحيل. وأضافت: «هذا أمر إيجابي جداً. إلا أننا نريد أن نرى مزيداً من البلدان تنضم إلينا، ليس فقط لزيادة الضغط السياسي والكلامي على النظام بل ايضا للتضييق عليه اقتصادياً». وأوضحت أن «هناك المزيد من الخطوات التي يمكن أن تتخذها دول مثل روسيا لزيادة الضغط على الأسد».