عمت حال هستيريا وبكاء متواصل طالبات الثانوية العامة "القسم العلمي"، في معظم مدارس مدينة الدمام، وربما مدارس السعودية، بعد اختبار مادة"الكيمياء"، أمس. وتبادلت طالبات بعد وصولهن إلى المنازل الاتصالات الهاتفية لتعرف كل واحدة مصير زميلتها، وبالتالي يعرفن مدى صعوبة المادة، وعما إذا كانت الطالبة منهن الوحيدة في كونها وصفت أسئلة الاختبار ب"الصعبة والمعقدة"؟ بل و"المملة"من وجهة نظر إحدى الطالبات. وتقول إيمان الدوسري:"على رغم أن مذاكرة مادة الكيمياء تطلبت ساعات طويلة، فإنني لم أتمكن من حل الأسئلة السهلة التي لا يمكن حلها حتى لو تصفحت الكتاب ورقة ورقة وقت الاختبار. وهذه حالي وحال زميلاتي". وتحكي الدوسري:"بعد مرور ساعات المغرب من اليوم الذي سبق الاختبار بدأت وزميلاتي نترقب الوقت أكثر من التركيز على المادة نفسها. وتعرضت إلى حال هستيريا بين بكاء وضحك وصراخ بسبب حجم المادة الذي يتزايد مع نفاد الوقت، وهذه الحال حضرت بعد الاختبار أيضاً". وتضيف:"لم أنم سوى ساعة ونصف الساعة، ما أرهقني خلال تقديم الاختبار، وساعد على عدم التركيز على الأسئلة التي تتطلب جهداً كبيراً". وأما الطالبة رقية هادي التي تلاشت المعلومات من ذاكرتها"عقب استلام الأسئلة مباشرة"، فتشير إلى أن"الأسئلة معقولة وباتت متفقة مع الأطر المنهجية المحددة التي مرت علينا خلال العام الدراسي. لكن بعض الأسئلة تطلبت إجابات محددة وبسيطة، وكانت علاماتها عالية جداً، ما قد يؤثر في النتيجة، خصوصاً أن السهر لتغطية المنهج الطويل، أدى دوره في النسيان وعدم التركيز الذي يتطلبه هذا النوع من الأسئلة". واعتبرت رقية وايمان وزميلاتهما أن"أسئلة الكيمياء ومعادلاتها بخرت فرحتهن بسهولة أسئلة مادة الحديث التي اختبرنها قبل الكيمياء بيوم". ومن جهة أخرى، عانت طالبات"القسم الأدبي"من المشكلة ذاتها، في مادة الجغرافيا على رغم تفاوت الأسئلة، إلا أن الوقت وقف عائقاً أمامهن. ولم تؤثر دموعهن في عقارب الساعة حينما نفد الوقت ودقت الساعة. وفي مدرسة ثانوية في القاعدة الجوية، تباينت وجهات نظر الطالبات بشأن أسئلة الجغرافيا التي وصفنها ب"غير الموضوعية". وتقول إيمان القحطاني، من المدرسة ذاتها:"إن الأسئلة جاءت من ضمن المنهج المقرر، لكنها غير مباشرة، وأوقعت الطالبات في الحيرة لأن الأسئلة تميزت"بلف ودوران"وصعوبة غريبة". وتحكي موقفاً لزميلتها أدهش مشرفات القاعات عندما"أخذت تبكي بصوت مرتفع وتقول: الأسئلة من المادة، لكن لا ندري ماذا يريدون وأي إجابة ستكون صحيحة لأنها مبهمة". ولا تنكر الطالبات توفر الراحة النفسية داخل أسوار القاعات ومحاولة المشرفات تهدئة الطالبات بأسلوب خفف من حدة قلقهن. لكن كل ذلك لم يساعد إحداهن على محاولة فهم طلب أكثر من سؤال.