اهتز مجتمع مدينة مكةالمكرمة على وقع ورود خبر مقتل ضابط سعودي برتبة مقدم من أفراد رجال المباحث العامة في مكةالمكرمة صباح أمس، متأثراً بجراحه بعد أن أطلق مجهولون عليه النار ولاذوا بالفرار.وفيما أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، أنه لم تعرف إلى الآن أهداف ودوافع وهوية مرتكبي الجريمة، تدور الشكوك والمعلومات الأولية المتوافرة إلى أنهم من المنتمين إلى الفئة الضالة. وتعود تفاصيل حادثة اغتيال المقدم مبارك فالح السواط 42 عاماً، حينما كان يغادر منزله في الساعة السابعة والنصف من صباح أمس السبت متوجهاً إلى مقر عمله، وفاجأه مسلحون مجهولون كمنوا له أسفل سلالم منزله الواقع في حي الشرائع إلى الشرق من مدينة مكة، وأطلقوا عليه وابلاً من الرصاص. وبحسب معلومات حصلت عليها"الحياة"من مصادر مطلعة، فإن عدد الرصاصات التي اخترقت جسد الضابط الشهيد قدرت بأكثر من 20 رصاصة تقريباً، لم يكتف المجرمون بها بل مثلوا بجثته حيث وجدت عليها آثار طعن في الجسد وقطع في اليدين عند فحصها من جانب اختصاصي الطب الشرعي، وسلمت جثة الشهيد بعد خضوعها للتشريح إلى أسرته التي كان وقع الصدمة عليها كبيراً، حيث انهارت والدته فيما نقل شقيقه إلى المستشفى، وأقيمت الصلاة على الفقيد في المسجد الحرام بعد صلاة المغرب يوم أمس ثم ووري الثرى. وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن الجناة لاذو بالفرار في سيارة خضراء اللون من نوع كامري، ثم تركوها بعد مسافة قصيرة من منزل الضابط المغدور، إذ استولوا على سيارة بيضاء لأحد المواطنين من نوع مرسيدس تحت تهديد السلاح، في محاولة منهم للتمويه على رجال الأمن في حال ملاحقتهم، واتجهوا بعد ذلك إلى مدينة الطائف 80 كيلو متراً تقريباً إلى الشرق بحسب الترجيحات الأولية. وتأتي هذه الحادثة في الوقت الذي ما زالت القطاعات الأمنية تلاحق بقية عناصر الفئة الضالة، بعد أن نجحت في تحقيق نجاحات كبيرة تمثلت في القضاء على غالبية المنتمين لقائمة ال26 التي لم يبق منها سوى عنصرين هاربين هما المطلوب عبدالله الرشود الذي ترددت أنباء غير مؤكدة عن مقتله على يد رفاقه. إضافة إلى المطلوب صالح العوفي الذي تعتبره مصادر عدة قائداً لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب. يشار إلى أن الضابط الشهيد مبارك السواط، كان يعمل في قوات الطوارئ الخاصة المكلفة تنفيذ عمليات دهم أوكار الفئة الضالة وملاحقة عناصرها ، قبل أن ينتقل إلى قسم التحقيقات في إدارة المباحث العامة في مكةالمكرمة، وهو أب لثمانية أطفال 4 أولاد و4 بنات.