أغلقت سلطات الأمن السعودي أمس ملف مقتل الضابط مبارك فالح السواط بعد 72 ساعة فقط على الحادث، وتمكنت من قتل منفذَي الجريمة وهما من"الفئة الضالة"، بعد مطاردة ومعركة استمرتا ثماني ساعات، على الطريق البري بين مكةالمكرمةوجدة، وأخيراً حي الأمير فواز السكني. وعلمت"الحياة"أن سلطات الأمن حددت هوية القتيلين وهما عبدالعزيز الثبيتي وكمال فودة، فيما أكد مصدر رسميّ في وزارة الداخلية السعودية أن"المتابعة الأمنية لحادث الاعتداء على الضابط الشهيد مبارك السواط، أسفرت عن تحديد هوية شخصين من الفئة الضالة، نفذا هذه الجريمة". وتابع أن قوات الأمن تمكنت في وقت مبكر صباح أمس من"رصد السيارة التي تقلهما قرب محافظة جدة، فلاحقتهما لكنهما بادرا بإطلاق النار، فكان الرد عليهما بالمثل وتعطيل سيارتهما". وذكر انهما استوليا على سيارة مواطن ومن ثم"لجآ إلى أحد المباني، فحوصرا وأسفر تبادل النار معهما عن مقتلهما، كما أصيب في المعركة ثلاثة من رجال الأمن، أحدهم اصابته خطرة". وكانت"الحياة"أمس شاهد عيان على مطاردة المطلوبَين على الطريق البري بين مدينتي مكةالمكرمةوجدة، ثم الاشتباك مع دوريات أمنية، وتمكن رجال الأمن من تعطيل سيارتهما، وهي من طراز جيب"نيسان"، ما أجبرهما على التوقف في حي الأمير فواز، وسلب أحد المواطنين سيارته، وهي من طراز"كامري 2001"تحت تهديد السلاح. وتمكن المطلوبان من الهرب إلى حي كيلو 14، وهو حي شعبي، ما ساعدهما على الاختباء وقتاً اطول، لكن رجال الأمن عثروا عليهما بعد خطة انسحاب تكتيكية، ليفاجأ المطلوبان بعودة الجهاز الأمني بعد شروق الشمس إلى الموقع الذي حلقت فوقه مروحيتان. في الجانب الآخر تمركز"قناصة"ليضربوا طوقاً أمنياً، فبادر المطلوبان الى إطلاق النار عشوائياً على رجال الأمن، واصيب الجندي موسى الزهراني في رأسه إصابة بليغة، فيما كانت اصابة اثنين آخرين بسيطة. وساهم وجود مروحية للقوات البحرية في التصدي لأحد المطلوبَين حين احتمى بجبل مجاور للحي ثم قُتل، في حين سقط الآخر الذي اختبأ في أحد منازل الحي برصاص القناصة، وانتهت العملية في الساعة السابعة والنصف صباحاً. وبعد كشف هوية عبدالعزيز الثبيتي، طوّقت قوات الأمن أمس منزله في حي الدهاس في مدينة الطائف، في محاولة للتعرف إلى شخصيته، إذ اتضح أنه طالب جامعي مختفٍ منذ ثلاثة أشهر. وكان الضابط مبارك السواط 42 سنة قتل في مكةالمكرمة فجر السبت الماضي، حين باغته مسلحون اسفل منزله في حي الشرائع، وأطلقوا عليه وابلاً من الرصاص. ووجدت آثار طعن في جثة الضابط، وهو برتبة مقدم.