صب أنصار الأهلي غضبهم الحاد على لاعبي الفريق الأول لكرة القدم والجهاز الفني بقيادة المدرب البرازيلي جينينيو اثر خسارتهم غير المتوقعة من الاتفاق، الذي يقبع في المركز قبل الأخير في سلم الاستحقاق المحلي، كأس دوري خادم الحرمين الشريفين، ما جعل الأهلي يفقد أمله في دخول المربع الذهبي، وتلاشت آماله عندما نقلت ساعة ملعب الأمير عبدالله الفيصل نتيجة النصر والاتحاد التي لُعبت في التوقيت نفسه، إذ شهدت تفوقاً نصراوياً كبيراً، وهي النتيجة التي تمنع دخول الأهلي، وكان تفريطه في تقدمه أمام الشباب بالتعادل هو بارقة التلويح للخروج من المنافسة، لاسيما ان الأهلاويين عاشوا على أمل الحسابات المعقدة، وبالتالي فرّط أبناء القلعة في اللقب الرابع، خصوصاً أنهم فشلوا من قبل في تحقيق ذلك ثلاث مرات هذا الموسم في الاستحقاقين المحليين كأس الأمير فيصل بن فهد وكأس ولي العهد والاستحقاق العربي كأس دوري أبطال العرب. والحقيقة تقول ان الأهلي فرّط في المنافسة مبكراً لأسباب عدة، منها تفريط المهاجمين في استغلال الفرص التي تهيأت لهم أمام الخصوم في المواجهات المبكرة، والخطط الفنية السيئة التي انتهجها المديران الفنيان البرازيلي فلادمير أولاً وابن جلدته جينينيو في ما بعد، وإصرار الثاني على اللعب 5-3-2 بمناسبة ومن دون مناسبة، إضافة إلى إصابات اللاعبين المتلاحقة والأخطاء التحكيمية التي عزف عليها الأهلاويون طويلاً. وأدرك صنّاع القرار في وقت لاحق ان التعاقد مع جينينيو لم يكن في مستوى الطموحات بعد سلسلة من المقابلات التي كشفت ضعف إمكاناته الفنية، ولكن لم يكن الوقت مسعفاً لاستبداله، كون الفريق يخوض غمار ثلاثة استحقاقات محلية وعربية وآسيوية، ما يخلق المزيد من الإرباك للفريق. وتؤكد المصادر المقربة من"البيت الأهلاوي"أن أمر اقالة المدرب البرازيلي الحالي من منصبه جهزت منذ أيام عدة، وفي انتظار الإعلان عنها في وقت مناسب واستخدامها كأحد الأوراق التي يمكن بموجبها امتصاص حدة الغضب الجماهيري، علماً بأن هناك مطالب قوية داخل أروقة النادي بالتخلي عن المدرسة البرازيلية والاتجاه إلى المدرسة الأوروبية في ظل الاخفاقات التي سجلها المدربون البرازيليون مع الأندية السعودية باستثناء واحد أو اثنين على الأرجح. وهو ما أكده المدرب الألماني - من أصل تركي- محسن اورتغال قائلاً:"تقحم الأندية السعودية نفسها في المدرسة البرازيلية، وتعاقدها مع المدربين البرازيليين وهي المدرسة التي تخلت عنها أندية أوروبا المحترفة، واتجهت إلى المدرسة الأوروبية، وحققت معها نجاحاً جيداً، وهناك بعض المدربين البرازيليين الجيدين ولكنهم في أندية بلدهم، أما من حضر منهم إلى أندية الخليج همهم الأكبر جمع الأموال"وأكد المشرف العام على الفريق وجدي الطويل أنه"لم يكن الاستعداد جيداً منذ بداية الموسم وكان ضعف الإعداد أبرز اخفاقات الفريق، ولم يستفد اللاعبون من الدروس التي مروا بها في اللقاءات الماضية، خصوصاً اللقاء الذي جمعهم بالصفاقسي على الملعب ذاته، إذ خسروا عليه بنتيجتين متساويتين في الكم، بسبب تكرر الأخطاء نفسها من قبلهم وقبل المدرب جينينيو، ونقدم اعتذارنا للجماهير الأهلاوية الوفية"وحاول المدير الفني تبرئة ساحته، وعدم قدرة فريقه على دخول المربع الذهبي إلى"ان اللاعبين يعانون من توتر مع مطلع الشوط الأول وخاضوا مواجهة غريبة واستعجالهم التسجيل مع ابرز العوامل التي أثرت سلباً في أداء الفريق، وأجريت تبديل اللاعبين اليساندرو ومحمد المسعد بناء على رغبتهما، واستغل الضيف أخطاءنا، لاسيما انه لعب بأسلوب منظم"وأكد جينينيو أن الطريقة التي يلعب بها 3-5-2 هي المثلى، ونجح خلالها في تحقيق 18 هدفاً، كونها تحرر الظهيرين ولاعبي الوسط"وأشار إلي ان أمر استمراريته مع النادي خلال المرحلة المقبلة مرهون بصناع القرار بالنادي. المنطق وحده يتحدث عندما نفق على باب الحقيقة، وبكاء الأهلاويين على الألقاب الأربعة التي فشلوا في تحقيق لقب أي منها لم يعد ينفع. وليعلموا ان هذا من صنيع أنفسهم، والمعني بذلك في المقام الأول اللاعبون ومدربهم. خصوصاً في ظل الامتيازات التي ينعمون بها، والتي ميزتهم عن بقية الأندية، منها الالتزام بدفع رواتبهم الاحترافية أولاً بأول من دون تأخير، وتذليل كل الصعوبات التي تواجههم داخل النادي وخارجه، ناهيك عن الحضور الجماهيري الدائم لتدريبات الفريق، وكذلك في مؤازرته في الملاعب، وكان لهذا الجمهور صبغة جيدة في تحفيز اللاعبين، وليس هناك ما يبرئ ساحة اللاعبين وعدم تحقيقهم أي إنجاز من الألقاب الأربعة الماضية، وبالتالي هم ملزمون بعكس الصورة ورد الجميل والعرفان بمثله للأمير خالد بن عبدالله الذي استطاع ان يوفر لهم كل متطلباتهم وكذلك للجماهير التي آزرتهم في كل مناسبة وللأجهزة الإدارية وأعضاء الشرف كافة. والمنطق الذي يفرض نفسه هو تحقيق آخر ألقاب الموسم الرياضي الحالي والمتمثل في كأس أبطال آسيا فهو الحل الأمثل للتعويض، كونه يحمل لقب أكبر قارات العالم، ويؤهله للمشاركة في كأس العالم للأندية الأبطال، ناهيك عن المردود المالي الضخم الذي سيجلبه لخزانة النادي، هل يعوض الأهلاويون ذلك ام يواصلون فشلهم؟ سؤال الجميع ينتظر اجابته في الدور ربع النهائي في الاستحقاق الآسيوي.