ترى هل يمكن الربط بين الموظف وطاحونة الدقيق؟ حتى لا يذهب تفكير كثيرين بعيداً، سأختصر الإجابة ب"نعم"، فهناك وجه شبه لا يمكن إغفاله. الموظف في بداية تعيينه يكون في قمة نشاطه وعنفوانه، وكذلك الطاحونة عندما تكون جديدة فهي تطحن الدقيق بسرعة ودقة أكثر، وتكون مرضية لصاحبها وللزبون. لنعد إلى الموظف الذي تقل حماسته شيئاً فشيئاً، ولذا يبدأ البحث عن الحوافز التي تبقيه نشطاً ومثمراً ومنتجاً، مثل آلة الطحين التي تحتاج إلى الصيانة وتبديل بعض القطع القديمة غير الفاعلة لتعود إلى حالها السابقة، أو على الأقل قريباً منها. لكن ماذا عن الموظف عندما يهمل من المدير من حيث الترقيات والزيادات والدورات التدريبية، التي يتم توزيعها بحسب"الأقربون أولى بالمعروف"ولكل قريب نصيب بدلاً من"لكل مجتهد نصيب"، حتى لو كان هذا على حساب ظلم الآخر. هنا تتغير نفسية الموظف، ويصبح الإحباط واقعه المعاش، وبالتالي تقل إنتاجيته، بل حضوره، وتخسر المنشأة من دون أن تدري، لأن الموظف سيحضر إلى العمل لتضييع الوقت وقراءة الصحف، وفي النهاية يتسلم الراتب من غير عناء، وعندما يسأل من زملائه أن يحلل راتبه يقول أنا أعمل على قدر راتبهم. هذه هي حال الطاحونة عندما تهمل وتترك من غير صيانة فإن إنتاجها يقل وتقل جودتها وتكون غير فاعلة وصيانتها مكلفة، وتصبح كما في المثل العربي"جعجعة الطاحونة من غير طحين". الأحساء - حسين الحاجي