استمرت ازمة الاسمنت امس من دون أي بوادر انفراج في أبها وخميس مشيط في ظل انعدام تام له في أسواق المنطقة، ما حتم تشكيل لجنة ثلاثية بأمر الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير لبحث أسباب الأزمة من قبل الإمارة وفرع وزارة التجارة في منطقة عسير وشركة أسمنت الجنوب. وأشار مدير فرع وزارة التجارة محمد أبو خرشة إلى بوادر انفراج بعد زيادة الطلب على العرض، مستبعداً تدخل التجار في مثل هذه الأزمات لرفع قيمة كيس الأسمنت الواحد والتي تجد متابعة يومية لعدم تجاوزها السعر المقرر. إلى ذلك سارع مسئولون في شركة أسمنت الجنوب المورد الوحيد في المنطقة إلى تأكيد بقاء إنتاج الشركة على وضعه المعتاد من دون تقليص تراوح بين 13 و15 ألف طن من الأسمنت. وتملك الشركة مصنعين في جازان وبيشة، ويتوقع أن تفتح مصنعاً ثالثاً في محافظة المجاردة في تهامة عسير بعد أن حققت أرباحاً للربع الأول من العام الحالي بلغت 153.5 مليون ريال وزيادة في المبيعات قدرت ب 30 في المئة. في المقابل واصلت السوق السوداء على امتداد طريق الطائف نشاطها من ساعات الفجر الأولى موصلة سعر الكيس الواحد إلى 25 ريالاً. واشتكى علي العكاسي من تأخره في إتمام عمارته في حي المشهد عقب الانعدام التام للاسمنت، وأكمل أمس اسبوعه الثاني منذ وقفه العمل وتسريحه العمالة حتى انفراج يعتقد أنه سيطول، ووجّه اتهاماً للتجار باحتكارهم التوزيع بكمية قليلة انعكست على زيادة الازدحام والاختناقات. وقال موزعون طلبوا عدم ذكر أسمائهم إن هناك تخفيضاً في الكميات التي انتجها المصنع حيث تبقى التريلات أكثر من 48 ساعة للتحميل، مؤكدين ان الأسعار الحالية للاسمنت هي أسعار أسواق سوداء ستتلاشى إثر صدور قرار مجلس الوزراء بتطبيق الرسم الجمركي 5 في المئة على الاسمنت بدلاً من الرسم الحالي للحماية20 في المئة، كما سيؤدي هذا القرار إلى إعادة التوازن إلى سوق الاسمنت وانفراج أزمة ارتفاع أسعاره، مشيرين إلى أن السبب الحقيقي للأزمة يرجع إلى ارتفاع الطلب على الاسمنت بسبب النهضة العمرانية الكبيرة التي تشهدها السعودية حالياً وتوافر سيولة لإقامة مشاريع عقارية.