وفقاً لما نشر في "المدينة" ، مازالت اسعار الاسمنت في مختلف مناطق المملكة تواصل ارتفاعاتها، وسط تأكيدات المواطنين ان هناك ازمة وفجوة بين العرض والطلب هي التي تسبب تلك الزيادات. وعلى الرغم من تباين زيادة السعر بين منطقة واخرى إلا ان هناك اتفاقًا على ان “سماسرة” وعمالة وافدة هي التي خلقت سوق سوداء لزيادة السعر، وسجل سعر بيع كيس الاسمنت في محافظة بلجرشي 25 ريالا وهو اكثر الارتفاعات التي شهدتها اسعار الاسمنت منذ الازمة، في حين وصل السعر في مدينة الطائف 18 ريالا. وبلغ سعر الكيس الواحد في بعض نقاط البيع في محافظة بلجرشي الى 25 ريالا في حين تقدم عدد من الاهالي بشكوى للمحافظة للتدخل لحل ازمة الاسمنت بعد ان اثبت فرع وزارة التجارة الباحة عدم قدرته السيطرة على سوق الاسمنت وكبح جماح ارتقاع الاسعار “على حد تعبيرهم”. وعزا عبدالله زايد (مقاول) ارتفاع اسعار الاسمنت الى ضعف الرقابة وجشع بعض التجار، كما ان هناك سوقًا سوداء مقامة خارج نقاط البيع المعروفة، مؤكدا وجود كميات كبيرة من الاسمنت مخزنة في مستودعات بعض التجار الامر الذي اوقف مشاريعنا بسبب الزيادات غير المبررة، وأضاف: تقدمنا بشكوى لمحافظة بلجرشي للوقوف على الامر. ويقول احمد خميس اصطفت عشرات السيارات في الايام الماضية للحصول على الاسمنت، ولكن لم نجد ما يكفي فجميع الكميات المعروضة مجحوزة مسبقا من تجار الاسمنت وأن الاتفاع في الأسعار سببه شح المعروض وضعف الرقابة من فرع وزارة التجارة بالباحة. وحذر علي بردان (صاحب محل للخرسانة الجاهزة) من انعكاس ارتفاع اسعار الاسمنت على تأخر وتعطيل المشاريع واحداث مشاكل بين المقاولين واصحاب تلك المشاريع جراء تغيير العقود لتتوافق مع الارتفاعات الاخيرة للسوق، وأكد بردان، ان العمالة الاجنبية هي من يقف خلف هذه الارتفاعات وطالب بردان إدارة الجوازات ومكتب العمل بالباحة ووزارة التجارة بتكثيف الحملات الرقابية والتفتيشية على سوق الاسمنت. * قائمة الانتظار وفي الطائف لم يختلف وضع زيادة الاسعار كثيرا، إذ سجل سعر كيس الاسمنت 18 ريالا، وأكد المواطن محمد الغامدي ان هناك ارتفاعات مبالغ فيها لاسعار بيع الاسمنت، لافتا إلى أن تسارعا قويا في الارتفاعات وصل بالسعر إلى 18 ريالا وفي بعض الاحيان 17 ريالا ولا ندري ما المشكلة؟. سالم الحارثي اكد ان الكميات المعروضة قليلة جدا ولكي نحصل على ما نريد من الاسمنت لا بد ان نتقدم الى احد مكاتب التوزيع ونسجل طلب حجز الكمية وننتظر مدة لا تقل عن اسبوع كامل اما اذا كان الطلب محدودا فالحصول عليه يتطلب حضورا مبكرا وبسعر عال. واقترح نواف العتيبي تشكيل لجان عاجلة من اهل الاختصاص وفرض عقوبات فورية والتشهير بمن يتلاعب بالاسعار او من يعمل على خلق ازمة في مواد البناء خاصة ان الاسمنت من اساسيات عملية البناء والتشييد، وطالب السلطات المختصة التدخل لوقف نزيف الارتفاعات، مشيرا إلى ان استمرار الوضع على هذا الحال فإن الاسعار ستصل إلى 20 ريالا للكيس في الطائف مع بداية الاسبوع. من جهته اكد محمد شحاته “مسؤول في مركز لبيع الاسمنت”، هناك ازمة كبيرة في سوق الاسمنت لافتا إلى أن التريلات تذهب من الموقع بالطائف، الى المنطقة الشرقية والرياض ونجران والبعض منها الى القصيم لتحميل الاسمنت وجلبه الى الطائف، وان الاسعار التى يتم البيع بها من المصنع في حدود 12.5ريال، ولكن -حسب قوله- تكلفة التحميل والتنزيل والمسافات الهائلة التى تقطعها التريلات، من اسباب زيادة الاسعار. وقال: رحلة التريلا تستغرق من 5 الى 6 ايام حتى يتم وصولها، ومن هنا يمتد الحجز على الاسمنت الى اكثر من اسبوع، وهو ما اوجد شحا وزيادة في الطلب، حيث يتم تسجيل الاسماء، ويتم الصرف باسبقية الحجز. الشكاوى ترفع للإمارة و«التجارة» من جهة اخرى اكد وكيل محافظة بلجرشي علي الميموني متابعة المحافظة لشكوى المواطنين وانه تم الرفع لفرع وزارة التجارة ولمقام امارة منطقة الباحة للنظر في شكاوى المواطنين.