"اشمعنى الحب؟" لم يفكر كثيراً، فيصل علي الجساس طالب في جمعية الأطفال المعوقين وبسرعة نطقت شفتاه الصغيرتان:"يعني أحب خالد الحربي وعبد الرحمن الراجح"، يفكر"طيب عادي أقول من المعلمات؟"وحينما أخذ إشارات الموافقة مني قال:"أحب أبله حنان وندى". فيصل كيف تشعر أنهم يحبونك؟ - أشعر أنهم يحمونني. حينما يعانقك خالد بم تشعر؟ - أشعر بأنه صديقي. ومن يقبلك في المنزل؟ - أبي وأمي يحبوني، ويقبلوني مرتين أو مرة، يومي الخميس والجمعة. هل عرفت الآن معنى الحب؟ - نعم يعني تحب... يعني بوسة. ماذا تقول لكل من يحب فيصل؟ - أقول لهم شكراً من قلبي. هل تخجل عندما يعانقك أو يقبلك أحد، وأنت بين الناس؟ - لا أبداً لا أخجل، وأحياناً أنا أضمهم"تعودت". اذا كانت لديك ورود حمراء، وبيضاء، وزرقاء، وخضراء، ووردية. لمن تهديها؟ - الحمراء إلى أبله حنان، والبيضاء إلى أمي، والزرقاء أبي والخضراء أخي عبد المجيد والوردية أختي روان. بعد أن تحدث فيصل عن معنى الحب بالنسبة إليه تقول فلوة العريفج طالبة في الصف الثاني:"أسمع كلمة أحبك كثيرا في المنزل، بخاصة من أمي ومعناها أحبك، وأشعر عندما أسمعها من أمي بأنها تخاف عليّ وتهتم بي، وتحبني مرة مرة، وتحبني أكثر واحدة في البيت، لأني حلوة". تقبلها والدتها خمس مرات حينما تذهب للمدرسة في الصباح والظهر، وتقبلها أيضا عندما تنجز شيئاً ما مثلً حفظها القرآن الكريم،"أفرح كثيراً عندما تقبلني أمي وأبي اللذان لا يملان من تقبيلي". لأنها تفتح لي قلبها "أحب أمي عشانها تفتح لي قلبها"، فيصل الفيومي طالب في الصف الثاني الإبتدائي يقول"أمي ساعدتني لألتحق بدار تحفيظ القرآن وتعلم الكاراتيه وهي دائما تتحدث معي وتفتح لي قلبها وتعاملني كصديق لها"، فالحب بالنسبة لفيصل"حاجة حلوة". يسمع كلمات مثل"أحبك، وأشتقتلك"كثيراً في المنزل بخاصة من والدته، وحين ينام"تقول لي أمي يالله نام يا حبيبي، وتقبلني في الصباح والمساء، لا لا... يفكر تقبلني ثلاث مرات"، وحينما تقبله يشعر بأنها تفتح له قلبها، يقول: "إن قلبي ينبض كي يوزع الدم فيه، والحب موجود داخله، أما لماذا وضعوه في القلب؟ فلأنه حب، ومعناه القلب الكبير وجميع من حولي في البيت يحبني من دون أدنى شك". عبير علي العلواني طالبة في الصف الثاني الابتدائي تقول: "ما أعرف شمعنى الحب"ولكن والدتها تعانقها مرتين في الساعة التاسعة ليلاً"تضمني، لأن من يوم وأنا صغيرة تضمني، تدرين... أحس بالحنان". حينما تقبلها والدتها تشعر أيضا بالحنان"يوم تبوسني أمي الساعة التاسعة والنصف ليلاً عشان ساعدتها في تنظيف الملابس"أيضاً والدها يضمها كثيرا"الحب يعني الضمة وبس". أما هدى علي العلواني شقيقة عبير فلها رأي مختلف فالحب بالنسبة إليها هو"يحبني أي أحد"، ومع ذلك هي لا تعرف بالضبط المعنى الحقيقي أو لا تذكره، هي مشغولة بترتيب حقيبتها ولوقت متأخر وسيارتها خارج الجمعية تنتظرها،"بابا وماما يحبوني ويدلعوني، يعني يشترون لي كل شيء أريده". تأخذ من والدها قبلة في السيارة عندما تذهب كل صباح للجمعية، وعندما تعود لمنزلها يستقبلونها بالعناق كل يوم.