بعيداً عن تخصصها في برمجة الكومبيوتر وإدارة الأعمال التي حصلت عليها من الولاياتالمتحدة، اتجهت أمينة الجاسم منذ نعومة أظافرها إلى عالم الألوان والخيوط السحرية. لتنسجها في ديوان "قصائد أنثوية" بخيوط ذهبية وزينته بالإكسسوارات والأحجار الكريمة. نثرت قصائدها في عاصمة الموضة بيروت، وبعد أن رست أركانها في الوطن العربي تنوي الاتجاه إلى العواصم الأوروبية. تؤكد الجاسم أن بدايتها مع التصميم بدأت منذ طفولتها لكنها لم تستوعب أن ما كانت تخطه على الورق سيحدد مسيرتها العملية، وأكملت دراستها الجامعية في الولاياتالمتحدة في تخصص برمجة الكومبيوتر وإدارة الأعمال، ثم بدأت تصمم ملابسها بعد تخرجها بنفسها، وتتابع كل صغيرة فيها مع الخياط. عندها طلبت صديقاتها منها أن تصمم لهن ملابسهن،"فأدركت أن لدي شيئاً مميزاً أحبه واستلذ به في العمل. وباستطاعتي تطويره ليصبح عملاً مهنياً، أكمل فيه مشواري في الحياة، وطورت عملي معتمدة على نفسي، فكنت أتابع كل ما يقع بين يدي في مجال هذه المهنة. وأجريت دراسات عن الثوب العربي وتاريخه، وحاولت تطويره ليواكب العصر الحالي لكن باحتشام وذوق". وتشير إلى أنها لم تواجه رفضاً من مجتمعها للعمل مصممة أزياء بل على العكس، فالجميع شجعها، لأنها أوجدت للمرأة شيئاً لم يكن موجوداً من قبل"كنت أول من طرح فكرة الأثواب الجاهزة في السعودية، لذلك وجدت هذه الفكرة استحساناً لدى المجتمع، خصوصاً أنني أحمل رسالة المحافظة على الثوب العربي، وعلى رغم أنها تكلفني الكثير إلا أنني أفتخر بتلك الرسالة التي أحملها على عاتقي". وتعتقد الجاسم أنپالمرأة السعودية تحب الموضة والأزياء، على رغم اهتماماتها الأخرى الثقافية والاجتماعية"لذلك ومنذ بدأت مشروعي وأنا أعمل جاهدة كي أعيد للثوب العربي روح العصرية. وأبث فيه تجديداً يواكب الموضة بالألوان والقصات، بحيث لا تخرج عن طابع الاحتشام، وأرى المرأة تقدِّر هذا التوجه، لأنها محبة للتجديد في ضوء التقاليد". وتعتبر الجاسم أن الوجود في دور الأزياء العالمية في روما أو باريس ليس شرطاً للنجاح. ويجب على المصمم أن ينجح في بلده أولاً"لذلك أجريت عروض أزياء في جدة والظهران والخبروالرياض، وفي الجنادرية، لإظهار الزي السعودي من مناطقه جميعها"، ثم ينطلق إلى العالم العربي، ليثبت نفسه ويكون قاعدة جماهيرية، ثم يبدأ في الانطلاق إلى العالم الغربي، ليثبت نفسه بعمله وإبداعاته في غير أرضه وأمام جمهور ليس جمهوره"لذلك كانت خطتي أن أستمر في الظهور في عاصمة الموضة بيروت. وهذا كفيل بتعريف المؤسسات الغربية المهتمة بالموضة بأعمالي. وكثير منهم اتصلوا بي خلال الأشهر الماضية، كما أن الكثير من المواقع الأجنبية عن طريق"رويترز"كتبت الكثير عن عروضي الأخيرة في مهرجان"لوكس"للأناقة الذي أقيم في بيروت. وهناك خطط مستقبلية قريباً لعمل عرض لأزيائي العربية في إحدى العواصم الأوروبية". وعن الأفكار التي تستوحي منها تصاميمها قالت الجاسم:"عشقي للشرق بكل سحره، من صحراء وبحر وجبال. والحضارات الشرقية بألوانها الزاهية ولمساتها الغنية، لذلك تجديني بين أثواب جداتنا القديمة. وألوان قوس قزح، أعيش الواقع والخيال والحلم، لأرسم وأصمم وأنفذ. وأكمل اللوحة بروتوشات ولمسات تضعها في إطارها الصحيح". وأطلقت الجاسم اسم"قصائد أنثوية"على مجموعة من الأزياء. واعتبرته ديواناً يضم 40 قطعة شعرية متناثرة. وحاولت التركيز فيها على الأثواب بخياطتها الراقية، لتشكل فساتين سهرة ذات طابع عربي. واستعملت البساطة في تصميمها. وأقول إن أثوابي هي السهل الممتنع. وينبع ابتكار الجاسم من التراث وينتهي بخطوط الموضة بألوانها وأشكالها العامة."لكنني لا أتبع كل شيء في الموضة، فكثير من الأحيان أتبع حدسي، وأختار ألواني التي تكون ناجحة. ولكنني مؤمنة بفكرة التقاء الأرواح. وأحياناً أصمم فكرة وأنفذها، وأجدها بعد ستة أشهر موجودة في كتالوج أزياء، لمصمم مشهور في أوروبا". وعما يميز أمينة الجاسم عن بقية المصممين والمصممات الخليجيات قالت:"هي ليست كلمتي ولكن ربما تكون كلمات زبائني. وهي الجودة التي تبقى معهم سنوات عدة ولا تتغير. والتطريز الراقي المتجدد المتابع للموضة بالألوان المميزة، والثياب السهلة الغنية بالحيوية وإدخال بعض الإكسسوارات والفضة والأ حجار شبه كريمة والياقوت والفيروز". وتؤكد الجاسم أنها تحب أن تفهم ما تريده الزبونة وتدرس شخصيتها قبل أن تصمم لها"ثم تبدأ مرحلة التصميم وأنا أتخيلها تتحرك أمامي، وهذا يساعدني كثيراً لاختيار المناسب لها حسب جسمها وشخصيتها. ولكن هناك خطوط لا أستطيع أن اجتازها في خضوعي لرغباتهن. وهي أن تخرج الزبونة عما يناسبها. وهنا ربما أخطئ في الخضوع لرغبتها وتصميم قطعة لا تناسبها. والشيء الآخر عندما تخرج عن خطي كمصممة بأن تطلب مني تصميم ثوب لا يمثل اسمي". الجاسم تدعو للتخصص والدراسة لدى الجاسم متاجر خاصة في الخبروجدة. وتعرض مجموعاتها في "هارفي نيكولز" الفيصلية في الرياض. وعندها خطط في الخارج ما زالت قيد التنفيذ. وبحسب الجاسم فإن"الأسعار تختلف بحسب التصميم ونوع العمل الذي يحتاج إليه الفستان. ولكن مجمل الأسعار تتفاوت من 600-12 ألف ريال 160-3 آلاف دولار ما بين ثوب عربي إلى فستان سهرة. أما فساتين الزواج فتبدأ من 37 ألف ريال 10 آلاف دولار وصممت ثوب"عروس نجد"الذي يمثل لي معزة خاصة، وأخذ مني جهداً كبيراً في تنفيذه. وكان سعره 37 ألف ريال 10 آلاف دولار". وترى الجاسم أن الآونة الأخيرة شهدت بزوغ أسماء مصممين ومصممات سعوديات على السطح، وتتمنى أن يبدعوا، وتضيف"ربما لم تظهر إبداعاتهم بعد، لأن الكثير من المشاغل تكون تجارية من أصحابها، أكثر من أن تكون مهنية. لكننا بحاجة ماسة إلى أن تكون المرأة قادرة على التصميم عن طريق الدراسة، ومن ثم التخصص من خلال العمل".