ذهبوا وبقيت ذكراهم حاضرة في المشهد. في كل منزل تركوا طفلاً صغيراً أو والداً مسناً... يقول أفراد عائلاتهم وأصدقاؤهم، إنه لا يوجد أغلى من النفس إلا الوطن الذي احتضنها... إضافة إلى معلومات عن بعضهم: الشهيد الرائد خالد بن عبد العزيز بن إبراهيم الحميدان يقول عنه والده: كان خالد ثاني أولادي السبعة، وقد سأل شقيقاً له أسئلة غريبة قبل يومين من استشهاده وكأنه كان يحس بأنه على وشك الرحيل. وتلقينا خبر استشهاده بالصبر وطلب المغفرة له ولمن كان معه. الشهيد الرقيب الأول عبد الله بن حسين البقمي خدم الدولة 18 عاماً، وله من الأولاد ثمانية، أربعة ذكور وأربع إناث، أكبرهم حسين 14 عاماً. ويقول عنه شقيقه خالد: كان أخي يتصف بالأخلاق الحميدة ودماثة المعشر. الشهيد الرقيب الأول نايف بن لفي المطيري يقول عنه شقيقه الأكبر فهد، انه كان معروفاً بإقدامه وإخلاصه وكان يتشرف بالمشاركة مع زملائه في المهمات من أجل نشر الأمن ومكافحة الفئة المارقة الضالة. الشهيد وكيل رقيب فرحان بن عايد مبرد الويباري الشمري التحق بالحرس الوطني قبل 15 عاماً وترك والديه المسنين و7 أشقاء وزوجة وثلاثة أبناء، ناصر 7 سنوات، ونوف 9 سنوات وريم 3 سنوات. الشهيد فرحان يقول والده:"مصابنا قضاء الله وقدره وابنائي كلهم فداء للوطن الغالي للقضاء على الفئة الضالة وعلى هؤلاء الارهابيين". ويضيف"كان رجلاً صالحاً يمتاز برجاحة العقل والاتزان، وكان مستقيماً يؤدي عمله بكل نزاهة وشجاعة وإن شاء الله في جنات الخلد". الشهيد النقيب طلال بن عبد الرحمن المانع حصل على ثلاثة أوسمة من وزارة الداخلية نظير جهده وتميزه، ويقول شقيقه محمد: كان أخي يعتبر الشهادة أعلى وسام يمكن أن يحصل عليه إنسان، وقد خلف - رحمه الله - نوافاً وكان ينتظر حين وفاته مولوده الثاني". وأضاف:"تخرج الشهيد منذ عشر سنوات ومنذ ذلك الوقت وهو في تفانٍ واخلاص، وهذا ما جعله من المتميزين وفي رقي مستمر". الشهيد وكيل رقيب تركي بن محمد بن غراف العتيبي "رحل من هذه الدنيا رافعاً رأسه ورأس كل مواطن يحمل حباً لهذا الوطن بين جوانحه"... هذه كلمات غراف شقيق الشهيد، وهو يعبر عن الفخر بوسام الشهادة الذي حصل عليه شقيقه، ويضيف:"كان عمره سبعة وثلاثين عاماً، ذهب وترك زوجته وثلاثة أبناء نعدهم ليحذوا حذوه ويرووا ثرى هذه البلاد بدمائهم كما روّاها والدهم". ويذكر أنه"في كثير من الأوقات عندما نحذّره من أخطار الطرق خصوصاً في هذه الأحداث كان يقول بكل انشراح صدر أنا ميت ميت عن طريق هؤلاء أو في فراشي"، وقال بنبرة حزن:"تركي كان في إجازة مرضية إلا انه أصر على أن يقطعها وكأنه على موعد مع الاستشهاد". الشهيد العريف سالم بن رشيد الموسى أحد أقارب الشهيد يصفه بالقول:"كان طيب القلب رؤوفاً رحيماً واصلاً لذويه، يحترم الكبير ويقدر الصغير، حريصاً في عمله مثابراً على مهامه دقيقاً في مواعيده، خصوصاً في استلاماته العسكرية وتفانيه في مجال عمله وتقديره للزي العسكري الذي تشرف به"ويضيف:"كان الشهيد يبلغ من العمر خمسة وثلاثين عاماً يعمل في إدارة أمن طرق عنيزة، وله ثلاث بنات وولدان ويعول والدته وله ست أخوات متزوجات". الشهيد الجندي أول إبراهيم بن علي سعد القرني توفي متأثراً بجراحه بعد إصابة في الرأس في مبنى الإدارة العامة للمرور، الذي تعرض إلى تفجير من أحد الإرهابيين يوم الأربعاء 2/3/ 1425. يقول والده:"قدمت ثلاثة من أبنائي فداء للوطن". ويضيف:"قبل سنتين استشهد أكبر أبنائي سعد الذي كان يعمل طياراً برتبة رائد وقد تحطمت طائرته، والابن الثاني خالد كان يعمل في البحرية برتبة رقيب ولاقى وجه ربه وهو كذلك على رأس العمل". ويضيف والد الشهداء الثلاثة:"الشهادة نعمة عظيمة ولكنني آسف أن من قام بتنفيذ الأعمال المشينة الارهابية هم من أبناء الوطن"، مشيراً إلى أن تلك الفئة الضالة قد عاشت وتربت وتعلمت في هذا الوطن، ولكنهم أنكروا هذا الجميل وسلطوا أعمالهم المشينة على وطنهم ومواطنيهم. الشهيد النقيب إبراهيم محمد الدوسري "الحمد لله على كل حال، فما حصل كان مكتوباً وهذا أمر الله وحسبنا الله ونعم الوكيل". هذا حديث هذال شقيق الشهيد, الذي يتابع كلامه:"كان الشهيد على وشك السفر بعد أيام من الحادث مع شقيقه بكر، الذي يعاني من إصابة أقعدته على الكرسي المتحرك، للعلاج على نفقة الأمير عبد العزيز بن فهد، ولكن قدر الله وما شاء فعل والحمد لله على كل حال". ويضيف:"للشهيد سبع إخوة، أما أبناؤه فهم أربعة، منهم ثلاث بنات". وقال أحد اقاربه:"عاش الشهيد يتيماً منذ الصغر حيث توفيت والدته ثم والده وهو لا يزال صغيراً، إلا أنه ظل يكافح في حياته حيث درس الثانوية التجارية، ثم التحق بالجامعة ثم التحق بكلية الملك فهد الأمنية وتخرج برتبة ملازم، وبعد التخرج عين الشهيد في إدارة أمن المنشآت، ومن ثم نقل إلى الأمن العام، وكان يرحمه الله محبوباً من الجميع صغيرهم، وكبيرهم وكان إنساناً عاقلاً والكل يثني عليه". الشهيد العقيد عبد الرحمن الصالح "منذ أن باشر العمل وهو ملتزم بعمله وحقوق الله وحقوق الدولة والمواطنين وزملائه في العمل"، بهذا يصفه شقيقه محمد الذي قال:"استشهد في سبيل الله ثم الوطن وهو مرابط في عمله من أجل خدمة وطنه ومواطنيه، ونتمنى من الله أن يتقبله مع الشهداء وهو الذي لقي ربه على أيدي القتلة الإرهابيين الذين يسعون لتفكيك الوطن وزعزعة أمن البلد". وأوضح أن للشهيد سبعة أولاد ولله الحمد"ونرجو من الله أن يصلحهم لما فيه خير وطنهم وأهلهم ونرجو من الله أيضاً أن يجعل كيد الأعداء في نحورهم وأن ينصرنا الله بنصره". الشهيد الجندي يوسف بن عايض الجابري العمري الحربي استشهد رجل الأمن الجندي يوسف بن عايض الجابري العمري الحربي أثناء مطاردة لمطلوبَيْن أمنياً في حي الهلال في بريدة ويبلغ من العمر 22 عاماً، وكان التحق بالوظيفة العسكرية قبل عامين، واحتفل بزواجه قبل شهر ونصف من استشهاده وسط حضور حشد من زملائه، الذين شاركوه فرحته. وهو أكبر أشقائه ويعتبر القائم بأمور أسرته من الناحية المادية، ولديه ثلاثة اخوة ناهس وخالد وفهد وشقيقاته ست أخوات، وجميعهم طلاب. ويعمل والده سائقاً في القاعدة العسكرية في حفر الباطن. الشهيد الجندي مصلح بن سعيد القرني عبر والد الشهيد عن شعوره بالصدمة لرحيل ابنه مصلح، مشيراً إلى أن ما خفف من وقعها أن ابنه كان يدافع عن أمن وطنه ضد الفئة الضالة، وقال:"كان الشهيد أكبر أشقائه المكونين من ثلاثة أبناء وأربع بنات وهو يعولهم، وكان باراً بوالديه وأسرته، وكان يتمنى أن يبني منزلاً يجمع شمل أسرته في قرية الشرى في مركز ثربان في محافظة القنفذة التابعة لمكة المكرمة". ويضيف:"كان حريصاً على إتمام أشقائه تعليمهم وكان يلبي احتياجاتهم المدرسية دائماً". وقال أيضاً:"يبلغ الشهيد من العمر 23 عاماً وهو خريج حديث من الثانوية العامة، التحق بعدها بالأمن العام قبل 3 سنوات وكان ينوي الزواج صيف العام المقبل، بعد عقد قرانه على كريمة إحدى الأسر". الشهيد الرقيب مفلح سعد الرشيدي "لا شك أننا فجعنا بوفاة الشهيد مفلح ولكننا مؤمنون بقضاء الله وقدره وهذه سنة الحياة، وما يخفف من مصابنا هو أن مفلحاً كان يؤدي عمله بكل تفان وإخلاص". هذه كلمات أحد أقارب الشهيد الذي أضاف:" يبلغ الشهيد من العمر 47 عاماً، وأكبر أبنائه حسن يبلغ من العمر 25 عاماً ويعمل معلماً في حفر الباطن"، وتحدث ابنه والعبرات تخالجه مفجوعاً بوفاة والده:"ماذا عساي أقول وأنا مفجوع بأبي... لا شيء أستطيع أن أقوله سوى رحم الله أبي وتقبله ضمن الشهداء وأعاننا على فقده". وأضاف:" لدى الوالد رحمه الله 13 ابناً و11 بنتاً من زوجتين وليس لهم غيري أنا من يعول المنزل بعد الوالد أسكنه الله فسيح جناته ولا شك أن وضعنا سيكون صعباً". الشهيد ساير فرحان النومسي 45عاماً "لا أستطيع ان أتكلم وكيف يتكلم من فجع في أبيه وقدوته... أسأل الله أن يرحمه ويتقبله مع الشهداء"، هذه كلمات عبدالله الابن الاكبر للشهيد، وأضاف:"عمر والدي 45 عاماً وله 18ابناً وبنتاً ووالدتي وزوجة ابي". وقال:"كلنا فداء للدين ثم الوطن والشهيد كان مثالاً لرجل الأمن المخلص الذي لم يتوان عن خدمة دينه ووطنه بكل شكل من الاشكال، وكل ما أستطيع قوله هو أن أدعو الله أن يرحم أبي ويديم على وطننا نعمة الأمن والأمان والاستقرار وأن يرد كيد الكائدين إنه هو السميع العليم". الشهيد وكيل الرقيب مريف ساكر الرشيد "غفر الله له وأسكنه فسيح جناته، لقد أقعدنا لصلاة الفجر وودعنا جميعاً على أن يعود عندما ينتهي عمله، وهو يحثنا على طاعة الوالدين وأن نكون في خدمة المنزل حتى عودته... ولكنه للأسف لم يعد، لقد رحل إلى بارئه وأسأل الله العلي العظيم ان يتقبله مع الشهداء"، هذه كلمات ماجد الابن الاكبر للشهيد بعد سماعه نبأ فقد والده، وأضاف:"أدعو الله ان يجعلنا عند حسن ظنه كما كان يريدنا أن نكون، فقد كان دائماً يحثني على الاجتهاد في دراستي لكي أتفوق وأدخل إحدى الكليات العسكرية لأخدم الوطن من هذه البوابة". الشهيد عبدالله بن سعد العجوني الرشيدي شهيد الواجب عبد الله بن سعد العجوني الرشيدي، استشهد في مستشفى قوى الأمن في الرياض يوم الأربعاء 23/ 7/ 1425ه، متأثراً بإصابته التي أصيب بها في حادثة الراشدية في بريدة يوم السبت 19/7/1425ه، بعد مطاردة أمنية مع زميله الشهيد يوسف الحربي، وكانت إصابته خطيرة حيث أُصيب في رأسه وأجري له العديد من العمليات الجراحية إلا أن المنية كانت أقرب. "استشهاده وسام شرف واعتزاز لنا جميعاً"كانت هذه عبارة والد الشهيد الذي أضاف:"أفنى ابني عمره مدافعاً عن وطنه وباراً بوالديه وراعياً لهما، مضيفاً أنه استشهد في ميدان الشرف مدافعاً عن دينه ثم حكومته ووطنه". وقال:"التحق الشهيد عبدالله 25سنة بالسلك العسكري منذ ثلاث سنوات، وهو الثاني في الترتيب العمري بين تسعة إخوان وثماني اخوات... هو الموظف الوحيد بينهم... وأنا متقاعد عن العمل في مرور منطقة حائل". الشهيد الرقيب أول محمد بن علي القحطاني الرقيب أول محمد بن علي القحطاني 42 عاماً، الذي استشهد ليلة الجمعة 30/ 4/ 1425ه أثناء تتبع مجموعة من الإرهابيين على امتداد طريق صلاح الدين شارع الستين سابقاً في حي الملز في الرياض، يذكر أن عملية التتبع هذه أسفرت عن مقتل عبد العزيز المقرن زعيم عصابة التكفير والتفجير وثلاثة من أعوانه، منفذي قتل الأميركي وهجومي الخبر والمحيا. وقال أحد أقربائه:"كان يتصف بالأخلاق الحميدة إضافة إلى حبه الكبير لفعل الخير واهتمامه الكبير بأمه"وأضاف:"لديه من الأبناء خمسة هم خالد 11سنة وأحمد ثماني سنوات وأسامة سنتان وبنتان هما خلود وخولة". الشهيد فهد بن محمد العليان "لقد زادني إعزازاً وافتخاراً ان يلقى ابني وجه ربه وهو يذود عن حياض وطنه ويحافظ على أمن مجتمعه وحمايته، وهو أقل ما يجب أن يقدم لهذا الوطن"هذه كلمات والد الشهيد بعد سماعه خبر موت ابنه في المواجهة التي حدثت مساء الثلاثاء 4/ 10/ 1425ه في محافظة عنيزة. كان الشهيد يعمل برتبة جندي في قسم الصيانة في مديرية شرطة منطقة القصيم بمهنة سائق. وهو متزوج وليس له أولاد، وكان ينتظر مولوده قبل استشهاده. ويبلغ من العمر 27 عاماً ويعمل والده سائقاً في إدارة التربية والتعليم.