استعادت عائلات الشهداء، الأحزان والأفراح معا، بعد أن نفذت الجهات المختصة حكم شرع الله على قتلة أبنائها. واسترجع والد ووالدة الشهيد عيد ماطر مبارك الشهراني آخر أيام نجلهم الوكيل رقيب في قوات الطوارئ الخاصة بعسير والذي استشهد في تفجير مسجد الطوارئ في أبها العام الماضي. استرجع الأبوان ذكرياتهم مع ابنهما البار، وصدى صوته في كل أرجاء المنزل، كان بارا ومتسامحا مع الجميع، ودودا وكريما وصبورا. يتفقد إخوته وأخواته. .. لا تنتظروني! الشهيد عيد هو الثالث بين خمسة ذكور وأربع بنات. ويقول والده: أعتز بشهادته في أحد معاقل الدفاع عن الوطن. أما الوالدة فقالت وهي تكفكف دموعها: ولدي استشهد في ساحة البطولة والفداء. وفي صباح يوم استشهاده طلب مني العفو والسماح ثم قال: "لا تنتظروني اليوم سأتأخر عليكم".. وآخر اتصال كان قبيل دخوله المسجد متأهبا للصلاة بعد أن توضأ. وأضافت أم الشهيد أنها تعرفت على جثته بعد أن تلقت خبر رحيله.. توجهت إلى الموقع وتعرفت على جثته.. رحمه الله فقد كان ينوي خطبة ابنة إحدى الأسر قبل الحادث بأسبوع وتأجلت المناسبة لأسبوعين.. ثم استشهد. ومن المواقف التي لا تنساها أم الشهيد عيد أنه صادف أسرة محتاجة في طريقه في ليلة شتوية باردة فعاد واشترى لهم أغطية ومواد غذائية واستأجر لهم غرفة لمدة يومين. سندي الأول أحمد عسيري والد الشهيد عبدالعزيز أحمد عسيري يعتز باستشهاد نجله في ميادين الشرف والبطولة. وأضاف أنه الأول بين ثلاث بنات وولد واحد، وتلقى الخبر بعد صلاة العشاء: «ابني كان السند الأول لي في العائلة حيث التحق بالدوريات الأمنية قبل سنتين وهو من خيرة الشباب ومن البارين بي وبوالدته أسأل الله له الرحمة والمغفرة». هاتف قبل الرحيل والد الشهيد مشعل علي مغرم العسيري قال ل«عكاظ» إنه يحتسب نجله شفيعا بعدما راح ضحية للإرهاب في حادث مسجد طوارئ عسير. معربا عن امتنانه لوقفة الدولة مع الأسرة ورعايتها لكل أفرادها. وقال: «كان رحمه الله ذا خلق، وفي آخر اتصالاتي معه قبل استشهاده كان يسأل عنا وعن والدته وإخوانه، رحمه الله رحمة الأبرار ووسع عليه في قبره وجعله روضة من رياض الجنة». وفي ذات السياق، قال والد الشهيد أحمد عمر محمد أبو شوشه «ابني استشهد وهو في ميدان الشرف. وفي حياته ضرب أروع الأمثال في المثابرة والتفوق حتى انتهى من المرحلة الثانوية.. وأول مرتب ناله من عمله صرفه على المحتاجين ولله الحمد على ذلك». ويختم والد الشهيد عبدالله عائض آل سعد العسيري «نحن راضون بقضاء الله وقدره.. ابني مات شهيدا، وندعو الله أن يكون شفيعا لنا».