الحرية ستجفف منابع الإرهاب { محمد آل زلفة* في ظل الخيبات الكثيرة، والإحباطات التي تشهدها الساحة الثقافية العربية، والسعودية جزء منها، وفي ضوء انحسار الثقة بطبقة الانتلجنسيا، هل في وسعنا اليوم الحديث عن دور ما، يمكن للمثقف السعودي أن يضطلع به، في مواجهة الإرهاب؟ مهما تكن درجة إيمان البعض بفاعلية الدور الثقافي ضعيفة هذه الأيام، غير أنه مع ذلك ينبغي أن نتمسك عن قناعة بالإيمان بدور المثقف. وبعيداً من وصفات الحلول الجاهزة، ماذا يمكن للثقافة أن تفعل في مواجهة إرهاب لا يبقي ولا يذر؟ هل يمكن للكلمات حتى ولو كانت"مجنحة"وفقا للتعبير البلاغي، أن تتقدم خطوة في هذا السبيل؟ موقف الثقافة، وكذا موقف المثقفين وجهودهم الحثيثة، في قضية كهذه، من دون شك مسألة مهمة. فالمثقف ضمناً هو شاعر، نقصد القول"راء"، أي يمكنه أن يرى خلال المستقبل، ليس تخميناً يستند إلى معطيات غير موضوعية، بل بناء على ما يتحقق أو يحدث على قماشة الواقع. لم يتخيل المثقف السعودي، شاعراً أو روائياً مثلاً، ما حدث ويحدث في مشهد القتل العبثي، لم يتنبأ به في رواية أو قصيدة، لكنه هجس به، وحذر منه، لكن في زمن لم يكن فيه صوت المثقف يسمع، ثمة صوت آخر كان يملأ السمع والبصر... والآن هل سيتاح للمثقف أن يقول كلمته، وأن تسمع هذه الكلمة وأن يعمل بها بالضرورة؟. لأنه حتى في أحلك الظروف، ينبغي لنا أن نصدق أن دوراً كبيراً يناط بالمثقف، سواء أكان شاعراً أو روائياً أو قاصاً أو مسرحياً أو كاتباً صحافياً أو... أو... هنا آراء ووجهات نظر، حول ما يمكن للمثقف أو للثقافة أن تصنعه في مواجهة الإرهاب. إن الثقافة الوطنية هي وحدها التي ستجابه الفكر الإرهابي، وكل من يقف خلفه. مضت عقود من الزمن، كانت ثقافتنا الوطنية تصب في مجال واحد، وكانت الجامعات، والمؤسسات والوزارات والجهات الحكومية أو الخاصة المعنية في الشأن الثقافي، لا تلتفت إلى المواطنين المبدعين والمفكرين والمثقفين، بل يعتبرهم البعض خطراً على الوطن، ومن ثم فإن تلك الفئة أقصت كل صوت يتحدث عن الثقافة، وأصبحت الثقافة السعودية ذات اتجاه ثقافي واحد، لا مجال فيه لدخول تنويعات إبداعية أخرى، مثل الفن والغناء والمسرح والتشكيل وما سواه من الإبداعات، التي تراعي قيمنا وعاداتنا الأصيلة. ولكي نتغلب على الإرهاب يجب أن تجفف منابع ثقافة الإرهاب، وهنا يجب على الوسائل الإعلامية أن تعطي مساحة أكبر، لمن تم تهميشهم فترة طويلة، أسميها فترة اختطاف الثقافة. وللأسف فإن ما تقوم به الجهات المسؤولة عن الثقافة، لا يزال قاصراً عن محاربة داء ثقافة الإرهاب. * أستاذ التاريخ في جامعة الملك سعود وعضو مجلس الشورى. الإرهابيون يرون أن كل متغير خطر ضد الإسلام { عبده خال* ظل المثقف السعودي خارج اهتمام القطاعين الخاص والعام، لفترة طويلة من الزمن. في ظل ذلك الغياب برزت ثقافة علماء الدين، الذين بدورهم شكلوا ثقافة المجتمع وفق رسالة أحادية الرؤية، ما جعل نظرة الشك والريبة تنصب من بعض فئات المجتمع، على المثقف، وأقصد به الأديب، والمفكر، والفيلسوف، بصفته يسعى إلى الحرب على الإسلام، وترسخت هذه التهمة من خلال ما عرف بحرب الحداثة والتقليدية. و نجم عن ذلك أن صمت المثقف، خشية على نفسه أو فقدان عمله، وبالتالي ظلت الثقافة الأحادية تستقطب أبناء المجتمع، خصوصاً شرائح الشبان المغرر بهم، ومن هنا صار أولئك الشبان متخاصمين مع الحياة. ونظراً إلى قصورهم الفكري، فهم يرون أن كل متغير هو ضد الإسلام، هذه التوطئة تعطينا ربما تفسيراً لما حدث ولا يزال يحدث. وحينما يقام مؤتمر لمحاربة الإرهاب، ينبغي أن تفتح قنوات لذلك الرأي الأحادي لكي يتحرر من أحاديته، وينظر بصدق إلى رسالة الإسلام السمحة. * روائي وكاتب صحافي. الثقافة خطاب لبناء العقل والحياة معاً { سعد البواردي* إن الثقافة خطاب لبناء العقل والحياة معاً، وإذا ما أعطينا الثقافة حقها، فإن واجباً أساسياً يحتم على الأحياء توظيفها لبناء مجتمع يقدر الحياة الإنسانية. فالثقافة منبر حياتي يستطيع الإنسان من خلاله أن يلبي متطلباته، كي يكون آمناً على واقعه ومستقبله، وعلى أمن ومتطلبات إخوانه المواطنين ايضاً. فالحياة وجود والثقافة خطاب لذلك الوجود، وبالتالي فإنها صوت يجب أن يكون له صدى مسموع، من أجل أن تتجذر الروح الإيمانية والأمنية في الوطن، إذ لا أمن من دون ثقافة توجه المجتمع بكل أفراده، إلى إرساء جذور الأمن والطمأنينة. والثقافة في الحياة عبارة عن أدبيات، يرنو إليها كل مواطن إذ لا حياة من دون أمن ، كما لا حياة من دون ثقافة جادة، تفعل العمل التنموي لبناء مجتمع قوي متماسك وآمن. * شاعر. مشروع وطني حقيقي لمكافحة الإرهاب { فهد السماري* الثقافة الحقيقية والمفتوحة ينبغي أن تعتمد على مصدرين أولهما: المعلومة وأن يكون مصدرها أصيلاً... ثانياً: أن تكون هذه الثقافة مفتوحة للجميع، أي لا تكون حكراً على فئة دون غيرها. وفي اعتقادي أن ذلك الانفتاح يرتكز إلى مصادر عدة: أولها، التفكير وينبغي أن يقوم على أسس حيوية، وعدم بناء أو إطلاق الأحكام إلا بدليل أو سابقة، ثانياً، التحليل الذي ينبغي أن يرتكز إلى معلومات موثقة وأكيدة، ثالثاً، أن يكون منبع هذه الثقافة محلياً أي لا تلجأ إلى مصادر خارجية مشابهة، رابعاً، النضج فعدم النضج الثقافي في رأيي يؤدي إلى التخبط واختلال التفكير لدى الشبان. ولتحقيق ذلك يمكن تبني مشروع وطني حقيقي لمكافحة الإرهاب، تمتزج فيه جميع الاختصاصات الأمنية والاجتماعية والسياسية والثقافية وسواها، وينسق في ما بينها، وأن يستند المشروع إلى استراتيجية عمل يتم رسمها من قبل متخصصين على أن يرتبط المشروع بأعلى سلطة في الدولة. * الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز. مسرحية وطنية تعالج قضايا الإرهاب { مشعل الرشيد* ينبغي أن تتضافر الجهود كافة لمعرفة مسببات الإرهاب، وينبغي أن تستمر تلك المعالجة، وألا تزول بزوال الحدث، وتجاربنا المسرحية المحلية وبخاصة الدراما لم تتحدث عن ظاهرة الإرهاب منذ زمن، وقس على ذلك مختلف المجالات الحيوية الأخرى. فثقافتنا المحلية لا تعطي الظواهر الاجتماعية حقها من الاهتمام، والمسرح أساساً ضعيف لم يقدم نفسه في شكل اجتماعي قوي ومتواصل. وإذا كان أساس المسرح ضعيفاً وجمهوره مغيباً، فلن يقدم أعمالاً قوية، وكيف نطالب المسرح بمعالجة قضايا الإهارب، وهو يحتاج إلى معالجة؟ كالذي يداوي الناس وهو عليل. ولو قدمت أعمال جادة تعالج القضايا الإرهابية، شريطة وجود النجم البارز، فسيكون الجمهور متحمسا لمثل تلك الأعمال الإبداعية. * كاتب مسرحي. الثقافة بصفتها مضاداً فعلياً للإرهاب { أحمد الفراج* لدي قناعة بأن كل الذين قاموا بأعمال إرهابية، شارك في صنعهم ثالوث التربية، وأعني به الأسرة والمدرسة والمجتمع. فلو كانت الأسرة تراقب وتتابع أفرادها في شكل مكثف، لعرفوا أين يذهب أبناؤهم أو من يصادقون على الأقل. أما دور المدرسة، فأنا لا أعفي المناهج، وهي في حاجة إلى تطوير وإعادة نظر، وهنا ينبغي التركيز على دور المعلم، فهو يحظى باهتمام واحترام تامين، من طلابه الشبان خصوصا، وهذه حقيقة لمسناها منذ الصغر، وهذا أمر طبيعي، فالمعلم يعتبر أداة ناقلة.أما البعد الثالث وهو المجتمع، بكل رجاله ومؤسساته الحكومية والخاصة، فأرى أن هناك تقصيراً كاملاً، في ما يتعلق بالبرامج الاجتماعية. ولو كانت لدينا برامج مفيدة وشيقة، فربما قضت على بعض سلوكيات، وتصرفات الإرهابيين منذ بداياتها. * عميد معهد اللغة العربية في جامعة الملك سعود. دور المثقف لا يزال هامشياً { إبراهيم الناصر الحميدان* عند الحديث عن الثقافة، لابد من الحديث عن دور المثقف في المجتمع، ففي مجتمعنا ظل دور المثقف هامشياً، وعلى رغم المساحة الضئيلة التي منحت له، وإمكاناته البسيطة، إلا انه ظل يصدح بآرائه التي تنبذ العنف في كل أشكاله. وحتى الآن لم يعط المثقف فرصة كاملة، للتعبير عن أفكاره وآرائه، بينما ذوو الاتجاهات الأخرى أعطوا الفرصة كاملة. فلو أعطي المثقف الفرصة الإعلامية، من دون قيود، فحينها ستكون البداية الفعلية لاجتثاث ذلك الفكر السرطاني المخيف. * روائي. تسمية الأشياء بأسمائها { فالح العجمي* إن المطلوب من الثقافة في مواجهة الإرهاب، تسمية الأشياء بأسمائها: فلا يمكن أن يتسامح المجتمع الجاد في محاربة الإرهاب مع مصطلحات مثل:"الإخوة"،"المتشددون"و"الشباب"في الإشارة إلى الإرهابيين، الاهتمام بطاقات الشباب، وقد تكون هذه عبارة عامة، لكن المؤسسات المعنية بشؤون الشباب، لن تعدم الوسيلة لامتصاص تلك الطاقة وتوجيهها في ما ينفع الشباب، ويعود بالخير على مجتمعه، خلافا للقنوات المتوافرة حالياً بكثرة. * أستاذ اللغة العربية في جامعة الملك سعود. سلبية المثقفين في مواجهة الفكر المتطرف { محمد العوين* أتهم المثقفين في شكل عام، إلا استثناء يسيراً. لأن نسبة كبيرة من مثقفينا التزمت الصمت، لا تأييداً للفكر الإرهابي، ولا تعاطفاً معه، بل إنهم أوكلوا الأمر إلى السلطة السياسية والأمنية للقضاء على هذه الآفة، وربما ذهب بعضهم إلى أن ما يحدث كان متوقعاً قبل سنوات، بعد أن استشرى المد المتطرف في البلاد، في العقدين الماضيين، من دون أن تنتبه له السلطة، ومن دون أن تعمل برامج مكافحة ووقاية منه... أتهم المثقفين بالقصور، وأدعوهم إلى نسيان ثارات قديمة، والبدء برؤى جديدة واثقة، متفائلة بمستقبل جميل ومشرق، بعد أن نقتلع الأشواك، ونزيح عن طريقنا هذا الأذى الذي أحدثه الفكر الإرهابي المتطرف. * إعلامي. محاربة الفكر المتطرف { عبدالله الوصالي* لمواجهة الإرهاب ينبغي تفكيك فكر وأدبيات الإرهاب، في تزامن مع التفكيك الميداني لخلايا الموت النائمة والنشطة. وغني عن القول أن إتاحة هامش أكبر للمثقف، من أجل سبر الأغوار المولدة للإرهاب، ووضع تصورات للتكوين النفسي والعقدي للإرهابيين، سيكون من أكثر الأمور فائدة. ومن أجل كلمة حق، لا يمكن للمثقف أن يحارب في أرض غير أرضه التي يفهم طبيعتها وتضاريسها، كما أن المثقف ليس آلة يمكن استخدامها لغرض محدود. * قاص. استنباط العبر ورفع الحجاب { جبران الجبران* دور المثقف من أهم الأدوار التي يمكن ممارستها ضد الإرهاب. وإذا كان الإرهاب هو الخطر الذي يداهم السعودية والإسلام، فإن المثقف هو المعني بالرد، وهو المعني بإظهار الصورة الحقيقية للإسلام والوطن. ويرتقي المثقف إلى مرتبة المحارب والمجاهد بقلمه وبمسرحه وبروايته وبمقاله الصحافي، وبالتفنن في كشف خفايا ذلك الغول النائم... ان دور المثقف يصل إلى استنباط العبر ورفع الحجاب، وهو دور لا يقل عن دور العلماء ورجال الأمن. * مسرحي هاجس كل مواطن { عبد الخالق الغانم* إن ظاهرة الإرهاب أصبحت تشكل هاجساً لكل مواطن ومقيم، وهذا الخطر أشبه بالنار التي تأكل الأخضر واليابس، ولا تفرق بين الطفل والشيخ والأم والأب. إذن الجميع في خطر وعلينا مواجهته، ويجب أن نكون سداً منيعاً، أمام هذه الفئة الضالة. فكل مواطن عليه مسؤولية في الحفاظ على هذا الوطن. * مخرج. مناهضة الإرهاب { عبد الإله السناني* الفنان نفسه جزء لا يتجزأ من المجتمع، الذي يسعى إلى محاربة هذا الفكر الهدّام، كفكر دخيل لا أساس له في مجتمعنا، وهذا الفكر يأتي على كل أطرافنا: البيت والمدرسة والشارع ونواحي الحياة الأخرى. وعلى المبدع أن يكون متجرداً ومخالصاً في عمله، وواضحا في أعماله، وكاشفاً لتلك الظاهرة الخطيرة، وذلك في نمط درامي حقيقي. * ممثل ومخرج. صور العمليات الإرهابية { محمد بخش* أناشد المسؤولين في الإعلام التلفزيوني عدم عرض صور العمليات الإرهابية، في الأوقات التي يتجمع فيها الأطفال أمام الشاشة، وأتمنى أن يعطى الأبناء تعريفاً حول الإرهاب في المدارس، وأن يتم تناول هذه القضية، بإعطاء دورات ودروس وتوجيهات احتياطية ضد الإرهاب، وتحذيرهم من تلك الأفكار. * ممثل. كيد الكائدين { سعيد قريش* أتمنى من الجميع التكاتف ضد كل عمليات الإرهاب، بحيث نكون درعاً وسنداً لوطننا، وما نملك أن نقدمه في هذه الأوضاع الأمنية، هو الدعاء والتضرع، بأن يبدد الله نوايا الأشرار وأن يحفظ أمتنا من كيد الكائدين، كما أطالب الجميع بألا يهابوا من الوقوف ضد كل ما يخالف انسانيتنا وديننا.