كشف بنك البلاد ومجموعة سامبا المالية، مدير الاكتتاب، عن نتائج الاكتتاب في بنك البلاد خلال الفترة من صباح يوم الاثنين وحتى نهاية الفترة الصباحية الواحدة ظهراً من يوم أمس الثلثاء. حيث وصل عدد المكتتبين إلى 1.7 مليون مكتتب قاموا باستثمار مبلغ 1.9 بليون ريال. وأشار فريق العمل المشترك للبنكين، في بيان صدر أمس، إلى أن فروع البنوك السعودية المستلمة للاكتتاب، شهدت إقبالاً كبيراً من المواطنين الراغبين في خوض اكتتاب البنك الجديد في اكبر عملية اكتتاب تشهدها السوق السعودية، حيث سجلت الفترة الصباحية ما يزيد على 150 ألف نموذج تصل قيمة أسهمها إلى 950 مليون ريال، الأمر الذي يعكس ثقة المواطنين السعوديين بمستقبل البنك الجديد وجدواه الاستثمارية، ويعبر عن الوعي الاستثماري للمواطنين عبر تحريك رؤوس الأموال وضخها في مشاريع واعدة. وشكل إقبال النساء الكبير على الاكتتاب في مصرف البلاد مفاجأة للمصارف السعودية التي لم تستعد لاستقبال الأعداد الكبيرة منهن، ما سبب تزاحماً لم تحسن الموظفات التعامل معه في أكثر فروع المصارف. وشهدت مدن الدمام والقطيف وحفر الباطن نسبة من المكتتبات في اليومين الأولين لم يبلغها في الاكتتابات السابقة وصلت إلى الضعف، واضطرت بعض الفروع إلى وقف استقبال المكتتبات لعدم وجود أماكن لهن داخل الفرع وعدم إمكان جعل طوابيرهن تصل إلى الشارع. وذكرت وداد عبدالله أنها لم تكن تتوقع هذا الزحام في الفروع النسائية لدرجة أنها قررت تأجيل اكتتابها إلى يوم آخر حتى يقل الزحام. وأشارت إلى أن الفترة المسائية هي الأشد باعتبار ان المعلمات والموظفات لا تتاح لهن فرصة الاكتتاب إلا في الفترة المسائية. وطالبت بان تقوم الفروع بتعيين موظفات مهمتهن توضيح طريقة الاكتتاب للعملاء عبر الهاتف أو الانترنت لفك الزحام، وأشارت إلى ان تصميم أغلب الفروع لم يراع استقبال أعداد كبيرة من المراجعات في وقت واحد. وفي الأقسام الرجالية كانت الأوضاع أكثر سوءاً إذ امتدت الطوابير في اليوم الثاني إلى خارج المصارف وتجمع العشرات أمام أبوابها قبل وقت طويل من موعد دوامها الرسمي. وكان التزاحم على أشده في محافظة الأحساء إذ لم يستطع عشرات المراجعين الدخول إلى المصارف لشدة الزحام أمام الأبواب الرئيسية التي أغلقتها الطوابير الممتدة ما دعاها إلى فتح الأبواب الفرعية المخصصة للطوارئ لتنظيم عملية السير بعد أن تجاوز المراجعون التنظيمات التي وضعتها المصارف. فيما ألقى مكتتبون باللائمة على المصارف واتهموها بسوء التنظيم. ويصف ربيع الدراجي الحالة داخل أحد المصارف بالقول:"لا تسمع سوى صراخ وأصواتاً تطالب بإنهاء معاملاتها وتسليم أوراق طلب الاكتتاب إلى الموظفين غير مكترثين بالنظام". وأضاف:"الموظفون متحيرون لا يعرفون كيف يتعاملون مع هذه الأعداد الكبيرة التي يصعب السيطرة عليها"،. وفي تعبير عن السخط وأيضاً عن الشفقة على الموظفين في المصارف يقول عبدالعزيز الوصالي:"عند كل اكتتاب يحدث هذا الأمر حيث تصبح حالة الموظفين يرثى لها ويسيطر عليهم الوجوم وتكفهر وجوههم وتبح أصواتهم من كثرة الكلام". ويؤكد أن المصارف تتحمل القسم الأكبر من المسؤولية باعتبارها"وعلى رغم حوادث سابقة"لم تستعد بالصورة الكافية لا من حيث عدد الموظفين أو التنظيم، وكان في إمكانها أن تستعين بموظفين في الحراسات لتنظيم عملية الاكتتاب. وذهب سليمان الجزيري إلى القول: إن المصارف وخصوصاً الفروع في المدن المتوسطة أثبتت أنها تعاني من نقص كبير. فقد فقدت السيطرة على المراجعين ووقف الموظفين فيها عاجزين عن فعل أي شيء. ويضيف أن الإدارات الإقليمية والرئيسية لم تفلح في إقناع آلاف الناخبين باستخدام الهاتف أو الإنترنت فقد انهالت قبل بدء الاكتتاب بساعات رسائل الجوال على عدد من المواطنين تدعوهم إلى الطريق السهل"عبر الانترنت"وتميزت أن بعض الأشخاص أرسلت لهم أكثر من ست رسائل وهم من كبار العملاء، إلا ان الزحام في العادة يحصل لصغار العملاء. وفي مدينة حفر الباطن افترش المكتتبون الأرصفة وفرشوا بسطاً أمام بعض المصارف، وفي أحد الفروع تطورت مشادة بين مكتتبين ومدير الفرع إلى التشابك بالأيدي، وقاموا بسحب المدير إلى الشارع مما اضطر رجال الأمن إلى التدخل وتخليصه من بين أيديهم، وكان وجود الأمن أمام المصارف فاعلاً في تنظيم الحركة وضبط النظام.