خلت قائمة الفائزين في الانتخابات البلدية في الرياض، من أسماء أصحاب الحملات الدعائية الضخمة التي قامت أساساً على دعاية مكثفة في مختلف الصحف ووسائل الإعلام، وإقامة ولائم ضخمة للناخبين تكلفت ملايين عدة من الريالات. وكان عدد كبير من المرشحين تفننوا في تقديم المشروبات والمأكولات المتنوعة، وكذلك اختيار مقرات ترشيحهم بين القاعات الفخمة في الفنادق، وصالات الافراح المتميزة، وبناء الخيام الملكية على الطرق السريعة وفي الأحياء الراقية. وذكرت مصادر اقتصادية أن مصروفات عدد من المرشحين تجاوزت 50 مليون ريال، خلال 5 أيام فقط من أيام الحملات الانتخابية العشرة. وحيث إن عدد المرشحين بلغ 646 مرشحاً في 73 مركزاً لنحو 7 دوائر وخلال 10 ايام، فإنهم يحتاجون الى معدل 5 ذبائح لكل مرشح في الليلة الواحدة، وفي حال استبعاد 146 مرشحاً، فان مجموع الذبائح لنحو 500 مرشح سيبلغ 2500 ذبيحة في الليلة الواحدة وبمجموع 25 الف ذبيحة خلال الايام العشرة المحددة للدعاية، وبقيمة تقدر بنحو 1.5 مليون ريال بمعدل 300 ريال للذبيحة الواحدة، بما يوحي بأن الثروة الحيوانية ستتعرض لاستنزاف كبير إذا سار المرشحون في المناطق الأخرى على النهج نفسه. ويعكس ذلك كله ما سجله عدد كبير من المطاعم في الرياض خلال ايام الترشيح من نسبة اشغال تجاوزت 120 في المئة، وذلك بسبب طلبات المرشحين الأثرياء. ويقول ناصر حسين صاحب مطبخ إن تلك الأيام كانت تعتبر أياماً ذهبية لمطبخه إذ لايقل عدد الذبائح المفاطيح التي تطلب كل ليلة عن 15 خروفاً، ما أسهم في رفع دخله الى أكثر من 5 آلاف ريال في اليوم الواحد 50 الف ريال خلال الايام العشرة ، ولم ينف ان هناك حصة من هذه" المفطحات والولائم" فاز بها عدد من المطاعم والفنادق من خلال عقود ثابتة. وفي ضوء الإقبال الكبير على مفاطيح المرشحين، فقد لجأ بعضهم إلى عدم السماح بدخول مقره إلا لمن يحمل بطاقة ناخب للحد من الاستنزاف المالي. وسجلت أسعار الأغنام في الرياض تراجعاً بنسبة تزيد على 20 في المئة بحسب عبد الله آل عائض صاحب مؤسسة لتجارة المواشي. وأرجع ذلك إلى توقف الولائم الانتخابية، متوقعاً أن تنتقل حمى ارتفاع الأسعار إلى المناطق الأخرى. وكشف عن توجهه إلى زيادة كميات الأغنام في فروع المؤسسة في المناطق التي ستشهد انتخابات بلدية قريباً، متوقعاً أن تسجل الأسعار ارتفاعاً بنسبة لا تقل عن 60 في المئة، على رغم أن تجربة الرياض أثبتت أن الوصول إلى أصوات الناخبين لا يمر بالضرورة عبر بطونهم.