أبى المهاجم المخضرم قائد الهلال سامي الجابر أن يرضخ لعامل السن وظل العلامة المشرقة للأزرق والرقم الأصعب في هذا الموسم، وعلى رغم تخطيه الخامسة والثلاثين من عمره إلا أن الذئب الهلالي يقود فريقه مع بداية هذا الموسم في الاستحقاقات المحلية، وكذلك في البطولة العربية للانتصارات وبمستوى أعاد للأذهان الجابر قبل عشر سنوات بمهاراته وسرعته ولياقته، ما جعل الجميع يرفع قبعة التحية لنجم الهلال الأول. وأثبت سامي الجابر أن الذهب لا يصدأ مهما حدث له، فعلى رغم ما حدث للهلال والجابر في الموسمين الماضيين، خصوصاً الجابر منذ نهائيات مونديال العالم الماضي 2002 مونديال النكسة، جعل الجميع يؤكد أن الجابر انتهى كلاعب وتعالت الأصوات مطالبة إياه بالاعتزال وترك اللعبة احتراماً لتاريخه، إلا أن سام 6 كما يحلو لعشاقه تسميته لم يعر تلك المطالب أدنى اهتمام، ومع بداية هذا الموسم ظهر الجابر بثوب جديد، وكأنه ابن العشرين ربيعاً معيداً لأذهان المتابعين سامي الجابر مطلع التسعينات الميلادية. ويرى النقاد والمتابعون أن أموراً عدة، جعلت الجابر يظهر بمظهره الجديد في مقدمها الإعداد الجيد، حيث وضع مدرب اللياقة للهلال البرازيلي مادينا برنامجاً لياقياً خاصاً للقائد الهلالي، الذي له الفضل الأول بعد الله في ما يقدمه الهلال من مستويات راقية، إضافة إلى فكر النجم الهلالي، الذي يحسب له تطبيقه للاحتراف والتزامه وانضباطه الكروي داخل الملعب وخارجه. ومع هذه المستويات الرائعة ارتفعت أصوات أنصار هذا اللاعب ومن قبلهم وسائل الإعلام تطالب المدير الفني للمنتخب السعودي الأرجنتيني جابريال كالديريون بضم الجابر لقائمة الأخضر، الذي يستعد حالياً لخوض غمار التصفيات الآسيوية النهائية المؤهلة لمونديال العالم المقبل 2006 في ألمانيا نظراً لحاجة المنتخب السعودي إلى خبرته. وقد بدا على كالديرون الاقتناع بمستوى القائد الهلالي وقد أوضح في أكثر من مناسبة أنه من الوارد ضم الجابر في أي وقت يرغب مؤكداً أنه لن يهتم بعامل السن. ويحسب للجابر، الذي عرف منذ بروزه في المجال الرياضي بفكره الكروي النير سواء في داخل الملعب أو خارجه، وكذلك فهمه للاحتراف والتزامه به، ما جعل المحللين ينصَّبون الجابر قائد جيله والمتحدث الرسمي عنهم. وفي ظل ما يقدمه الجابر من مستويات كبيرة ومع تلميحاته الموسم الماضي في أكثر من مناسبة أن الموسم الحالي هو الأخير بالنسبة له كلاعب، هل يتنحى الجابر عن عشقه الأول ويعتزل وهو في قمة مستواه أم يكون هناك فصول أخرى من الإبداع يقدمها جابر عثرات الهلاليين.