هل لا يزال سامي الجابر العلامة البارزة في صفوف الهلال؟ هل أفل نجمه وحان وقت الرحيل؟ هل قدماه لم تعدا قادرتين على الركض في الميادين كما كان في ربيع عمره؟ وماذا حدث لأحد أهم مهاجمي الهلال؟ أسئلة تدور في أذهان الجماهير الهلالية بعد المستوى المتواضع الذي قدمه الجابر في هذا الموسم مع فريقه، فهو لم يعد النجم الأبرز في "الكتيبة الزرقاء"، ويبدو أن عوامل أثرت في عطائه، يعد أهمها تقدمه في العمر" فهو دخل عامه الخامس والثلاثين حاليا،ً وكان يناديه عشاقه سابقاً "الذئب الأزرق" و"مدمي الشباك" و"سام 6" وغيرها من الألقاب التي لم ينلها من فراغ، بل بعد الإنجازات العريضة التي حققها لفريقه ومنتخب بلاده. ولا يختلف الهلاليون على كونه أفضل مهاجم مرّ على تاريخ الهلال منذ تأسيسه قبل ما يقارب أربعين عاماً بعد الإنجازات العريضة التي تحققت للفريق في عهده" إذ تجاوزت 15 بطولة في عشرة أعوام وكانت له اليد الطولى في استحقاقات عدة محلية وخارجية. وترى فئة أخرى من النقاد أن الجابر ما زال قادراً على العطاء في الملاعب وبإمكانه اللعب لمدة عامين على الأقل، بعدهما يعلن رحيله. ويشير هؤلاء النقاد إلى أن اللاعب يعيش حالياً أيام النضج الكروي وأن الفريق سيستفيد من خبرته الطويلة، خصوصاً أنه يتحلى بصفات القائد" يقول محلل قناة "أوربت الرياضية" محمد حمادة إن الجابر يحتاج إليه الهلال في أحلك الظروف ولا يستغني عنه وأوضح "مشاركته أساسياً أمر ضروري ولو استند على عكازين في الملعب". وشدد المؤيدون على أن بقاء الجابر في الملاعب يقتصر على مشاركته على شوط واحد فقط، فهم يرون أن لياقته لم تعد تسعفه ليلعب مباراة كاملة. ماذا حدث له؟ استغرب الهلاليون الانخفاض المفاجئ لمستوى سامي الجابر في هذا الموسم، ففي العام الماضي كان أحد أهم لاعبي فريقه وفي أقل من ستة أشهر تبدل الحال، وهبط أداؤه بشكل لافت. القريبون من اللاعب كشفوا عن حقيقة الظروف التي أبعدته عن مستواه. قبل بداية الموسم الجاري خضع الجابر لتدريبات مكثفة في أحد النوادي الخاصة ليقف على قمة جهوزيته قبل انطلاق منافسات الموسم الجديد، ولاسيما بعد أن تفرغ لخدمة فريقه الهلال بعد اعتزاله اللعب دولياً. ومع بداية الموسم أظهر اللاعب قدرة بالغة على قيادة فريقه ولكنه تعرض لإصابة في رقبته كادت ستبعده قسرياً عن الملاعب في لقاء فريقه الودي أمام الرائد، ثم طلّق الجابر حياة العزوبية وهو في طور شفائه من الإصابة، ويؤكد الجميع أنه لم يختر الوقت المناسب لذلك" مما أبقاه بعيداً عن مستواه الحقيقي واتضح ذلك جلياً من خلال عطائه في الملعب. وقبل تلك العوامل التي أسهمت في انخفاض مستواه، لم يمنحه المدرب الهولندي السابق آد دي موس فرصة اللعب أساسياً" الأمر الذي دعا الجابر للانفجار غضباً وخرج إلى وسائل الإعلام منتقداً عمل مدربه السابق في خطوة جريئة، فقدم آد دي موس استقالته وعاد إلى بلاده بعد أن وجه للجابر انتقادات لاذعة. وألقى الغالبية من النقاد باللائمة على سامي الجابر وحده وطالبه البعض بإعلان اعتزاله الفوري رغم أنه لاعب من بين 11 لاعباً وكرة القدم لعبة جماعية فإلى جانب اللاعبين هناك الجهازان الإداري والفني والإخفاق يتحمله الجميع، وليس الجابر وحده وهذا ما أكده أحد النقاد المتابعين. ويشير أحد عشاق الهلال أحمد الجبر 40 عاماً إلى أن الجابر ما زال قادراً على العطاء، وأوضح "من يطالب بإبعاد سامي ليس هلالياً بل هو أحد مناصري الأندية الأخرى المنافسة الذين لم يرق لهم الجابر عندما كان في العشرينات من عمره فكيف يقتنعون به الآن؟". ويبقى قرار الرحيل المرّ لدى سامي الجابر، وتؤكد مصادر قريبة أنه سينزع القميص الهلالي مع نهاية الموسم الجاري أي بعد أقل من شهر رغم أن عقده الاحترافي بقيت فيه سنة كاملة. فهل يفعلها الجابر أم يستمر مع الهلال موسماً جديداً؟