اضحي الرحيل في كرة القدم أصعب القرارات التي يتخذها اللاعب ويقف عندها كثيراً حتى أن هناك من شبه هذه اللحظة بالموت بالنسبة للنجم لأنه في كثير من الأحيان لا يستطيع اختياره لسبب أو أخر. والملاعب السعودية ليست ببعيدة عن الكرة العالمية وخير شاهد على ذلك ماجد عبد الله الذي واصل اللعب حتى سن الأربعين ولم يبتعد إلا وهو لم يعد يكاد يستطيع الركض وكذلك يوسف الثنيان الذي يختلف عن ماجد عبد الله والقائمة تطول بالأسماء فهد الغثيان وسعيد العويران وغيرهما. ويعد قائد الهلال حالياً سامي الجابر 35 عاما مثالاً حياً وهو من شغل الوسط الرياضي منذ بداياته الكروية وتعرض لهجوم من الإعلام والجماهير ومثلها من التأييد مقارنة باللاعبين الآخرين إلا انه لم يعر ذلك أدنى اهتمام ولم يلتفت لذلك وفضل الصمت وواصل التألق وحينما يصل الهجوم لذروته يتمكن من أن يسكتهم داخل الملعب وأصبح المثل الأعلى لأبناء جيله واتفق الخبراء والمحللون على أن الجابر يملك فكراً كروياً يضاهي اللاعبين العالميين لما يحمله من التزام احترافي داخل الملعب وخارجه وفجأة ومن دون مقدمات في الموسمين الماضيين. ومع هبوط مستواه غير القاعدة التي رسمها لنفسه وسار عليها لأكثر من 15 عاماً وتجلى عن الدفاع عن نفسه داخل المستطيل الأخضر وكثرت مشاكله مع ناديه ليكثر ظهوره الإعلامي ويقل داخل الملعب في محاولة لتغطية هبوط مستواه كما انشغل بالأعمال التجارية مما كلفه الابتعاد عن الأزرق في أوقات كثيرة ضارباً بمصلحة ناديه عرض الحائط. وجاء الجابر هذا الموسم ليواصل ما نهجه في السابق ليضع أكثر من علامة استفهام بعد أن تأخر عن الالتحاق بالفريق لتظهر الأيام الماضية مشكلة أخرى وهي سفره للعاصمة اللبنانية بيروت نهاية الأسبوع المنصرم مستغلاً الإجازة القصيرة التي منحها الجهاز الفني للاعبين دون إذن الإدارة ليثيرر إشكالا واسعا داخل البيت الهلالي. ووسط تصرفات القائد الهلالي الأخيرة يقف عشاقه ومحبوه في حيرة من أمرهم تجاه ما يقوم به ويمنون النفس بأن يبتعد عما يقوم به حالياً وان يعود لسابق عهده ويحاول استعادة بريقه الماضي ليكون ختامها مسكاً للجابر الذي أعلن عن نيته الاعتزال النهائي نهاية الموسم الرياضي الجاري. ومع هذه الآمال الزرقاء يبرز سؤال محير لا يملك الإجابة عنه سوى الجابر: هل يتمكن من استعادة مستواه ويضع حداً لما يصدر منه أخيراً ليودع الملاعب وسط محبة وعشق الملايين من الجماهير والرياضيين أم لا؟