تنطلق اليوم منافسات دور ال16 لكأس ولي العهد، بأربعة لقاءات وصفها النقاد بأنها من طرف واحد، باستثناء مواجهة الاتفاق والنصر التي ستكون الأكثر إثارة وندية، فيما يحل الاتحاد ضيفاً ثقيلاً على الرياض، ويلتقي الأهلي وأبها على ملعب الأول، فيما يستضيف الفريق الوحداوي نظيره الفيصلي. الاتفاق - النصر يستضيف الاتفاق النصر وهما يعانيان تذبذباً حاداً في الأداء وتواضعاً في النتائج، ومباراة الليلة فرصة مواتية لمصالحة جماهيرهما من خلال المنافسة على تحقيق البطولة الأقل مباريات، فالفوز في ثلاثة لقاءات يجعل الفريق يلعب على نهائي البطولة، لذا سيكون الصراع على أشده، فالنصر يدخل المباراة وسط ظروف فنية متدنية جراء الإخفاقات الأخيرة بعد الخسارة الثقيلة أمام الشباب والتعادل أمام الوحدات الأردني في البطولة العربية وهو أشبه بالخسارة، ويسعى مدربه خالد القروني إلى إعادة صياغة الخطوط مجدداً وترميم منطقة الوسط التي باتت ممراً سهلاً للخصوم مع غياب تام للمهام الهجومية. وعلى الطرف الآخر يدخل الاتفاق المباراة بظروف مشابهة أو أكثر صعوبة بأداء ضعيف وسلبية تامة في كل الخطوط على رغم وجود أسماء بارزة أمثال صالح بشير وعبدالرحمن القحطاني وإبراهيم المغنم إلا أن الهوية الفنية لا تزال غائبة، ما جعل الفريق يقف في مراكز متأخرة في سلم ترتيب الدوري، وقد تكون الفرصة سانحة في مباراة الليلة للعبور إلى ربع النهائي وهو يلعب على أرضه وبين جماهيره وخصمه لا يفوقه قدرات فنية. الرياض - الاتحاد كل المعطيات والفرضيات تعطي الاتحاد أفضلية تجاوز مضيفه الرياض عطفاً على القدرات الفنية التي تصبّ في مصلحة الاتحاد الزاخر بالنجوم ذات الصفة الدولية، إلا أن ذلك غير كاف للتأهل، فمثل هذه اللقاءات لا تعترف بأي اعتبارات تسبق صافرة البداية، فالرياض لدى لاعبيه خبرة كافية بالمباريات الكبيرة وينجح دائماً في الإطاحة بكبار الفرق، إلا أن انشغال جهازيه الفني والإداري بالسعي إلى ضمان العودة إلى مصاف دوري الأضواء يقلل من الاهتمام بمسابقة كأس ولي العهد فالمدرب نايف العنزي فضل إراحة أحمد الصحبي ونايف السويلم على رغم جاهزيتهما الفنية، واكتفى بوجود بندر الزيد وحمد القميزي كلاعبي خبرة في منطقة المناورة والاعتماد على سعيد القحطاني وحيداً في المقدمة، وعدم المبالغة في تحرك ظهيري الجنب فيصل الدريهم وعبدالعزيز العنقري لمواجهة التفوق المهاري للفريق الخصم. أما الاتحاد فهو المرشح الأقوى للانتقال إلى ربع النهائي بأقل مجهود عطفاً على الخطوط المتماسكة والبديل الجاهز، ويعتمد يورانيسكو على فرض الإيقاع الذي يناسب فريقه من خلال الهيمنة على منطقة المناورة، مستفيداً من إمكانات محمد نور ومناف أبو شقير وسعود كريري وعبده حكمي، إضافة إلى انطلاقات أحمد الدوخي الأكثر فاعلية في الشق الهجومي مع وجود جوب ومحمد أمين في المقدمة وهو ثنائي يملك القدرة على الوصول إلى شباك الخصم من أقصر الطرق، ولن يؤثر غياب السيراليوني محمد كالون في ظل تواضع الفريق المقابل. الأسلوب الاتحادي يمتاز بالإيقاع السريع والاندفاع الهجومي، ما يجبر خصمه على التفرغ للدفاع عن مرماه والاعتماد على الكرات المرتدة التي تصطدم بصلابة حمد المنتشري وأسامة المولد. الأهلي - أبها لن يواجه الأهلي صعوبة في تجاوز ضيفه أبها صاحب الإمكانات المتواضعة فالفريق الأهلاوي يتفوق كثيراً من كل النواحي ولدى لاعبيه القدرة على تحقيق الفوز وهو يلعب على أرضه وتحت أنظار جماهيره، إذ يتألق المغربي عبدالحق العريف بالتنقل يميناً ويساراً، ويقود معظم الهجمات وإلى جواره الشاب أحمد درويش، إضافة إلى حيوية خط الوسط في وجود تيسير الجاسم وصاحب العبدالله وصالح المحمدي وفهد الزهراني، وينطلق حسين عبدالغني ومحمد مسعد على الأطراف لمساندة الهجمة بكل اقتدار، ما يفتح ثغرات عدة في صفوف الفريق المقابل، على أن العلة الأهلاوية تكمن في تواضع أداء متوسط الدفاع كما هي حال مستوى حراسة المرمى. وأوضاع الفريق الأبهاوي لا تساعده على التطلع إلى مجاراة مضيفه وقد تتوقف آمال محبيه عند الخروج بنتيجة مرضية وبأقل عدد من الأهداف، والأسلوب الأمثل لسفير الجنوب في مثل هذه المباريات الاعتماد على قفل المناطق الخلفية بأكثر عدد من اللاعبين ومحاولة استثمار الكرات المرتدة. الوحدة - الفيصلي وفي مكةالمكرمة يخشى الوحدة غموض الفيصلي ويتسلح بعاملي الأرض والجمهور، والفريق الوحداوي يلعب كرة جميلة تعتمد على حماسة وقتالية العناصر الشابة، إضافة إلى دكة احتياط عامرة بالبديل الجاهز، ومدربه لطفي البنزرتي نجح في خلق توليفة مناسبة قادرة على تحقيق النتائج الإيجابية، فلديه خط وسط مليء بالحيوية والنشاط، إذ يتألق ماجد الهزاني وهاني الجفري والمخضرم طلال الخيبري صاحب النزعة الهجومية وله بصمة دائمة على الهجمات الوحداوية، إضافة إلى تحركات علاء كويكبي بين الوسط والهجوم والمساندة الدائمة من محمد اللحياني وكامل الموسى ما يعزز خطورة عيسى المحياني وباتريك كزادي في خط المقدمة، والفريق الوحداوي يزداد قوة عندما يلعب على أرضه وتجد لاعبيه يقدمون أفضل مستوياتهم تحت أهازيج جماهيرهم التي باتت تنتظر عودة الفريق للمنافسة على البطولات بعد غيبة طويلة جداً، ونرى أن التشكيل الحالي هو الأقرب لاستعادة العصر الذهبي للفريق. وعلى الضفة الأخرى يتطلع أبناء الفيصلي إلى تحقيق مفاجأة قد لا تكون صعبة، فالتأهل إلى المرحلة الثانية من المسابقة يعتبر إنجازاً كبيراً في مقاييس الفريق القادم من فرق الدرجة الأولى بعد تصفيات صعبة. ويتألق في صفوف الفريق هدافه ماجد المطيري وبدر هوساوي والمدافع إبراهيم الشويع أهم عناصر الفريق ويغيب نجم خط الوسط عمر عبدالعزيز. وغموض الفريق قد يساعد مدربه على مفاجأة مضيفه وفرض الإيقاع الذي يناسب إمكانات لاعبيه والخروج بنتيجة المباراة التي تنقل فريقه إلى ربع النهائي.