تدخل مسابقة كأس ولي العهد مساء اليوم منعطف دور الثمانية، الذي من المنتظر أن يشهد ذروة الإثارة، إذ يضم بين جنباته"دربي"الغربية بين الاتحاد والأهلي وهو لقاء من العيار الثقيل، وفي المباراة الأخرى يحل النصر ضيفاً ثقيلاً على الفريق الوحداوي. الأهلي - الاتحاد تتجه أنظار الجماهير الرياضية مساء اليوم صوب استاد الأمير عبدالله الفيصل في جدة، إذ يقام هناك"دربي"المنطقة الغربية بين الأهلي والاتحاد، وهو لقاء من العيار الثقيل جداً، ويحمل في طياته الشيء الكثير من الأهمية لعشاق الفريقين، فالإثارة والندية هما السمة الدائمة والعنوان الأبرز للقاءاتهما، وتتلاشى كل المقاييس والمعايير التي تسبق صافرة البداية، فهذه المباراة ذات طابع ومذاق خاص، حتى وصفها النقاد بالبطولة المصغرة، وتزداد الإثارة والمتعة في لقاء الليلة كونه لا يقبل القسمة على اثنين، ولا بد من فائز وآخر خاسر، لذا فالجماهير على موعد مع سهرة كروية لن تخلو من الأهداف بأي حال من الأحوال. وتتفاوت درجة الجاهزية بين الطرفين، فالاتحاد يحمل على عاتقه المشاركة العالمية، ومعنويات لاعبيه في أعلى درجاتها، كما أن صفوفه في أتم الجاهزية، باستثناء عدم اتضاح مشاركة السيراليوني كالون، خلاف ذلك، فأجندة يوردانيسكو متخمة بالأسماء البارزة ذات الصفة الدولية في المراكز كافة، وبات الاتحاد الأكثر جاهزية بين الأندية والأوفر حظاً دائماً في ترشيحات النقاد لنيل البطولات، ومدربه الروماني يوردانيسكو صاحب رؤية فنية جيدة، ويجيد التعامل مع أصعب اللقاءات، ويدرك تماماً أهمية لقاء الليلة في قواميس عشاق العميد كإدراكه قوة خصمه، ولدى الروماني خطوط خلفية منيعة بوجود الحارس مبروك زايد، ودفاع يقوده أفضل لاعب آسيوي حمد المنتشري، خلاف ظهيري الجنب أحمد الدوخي وعدنان فلاتة، وقيامهما بأدوار مزدوجة دفاعاً وهجوماً، وتظل قوة الفريق وسر انتصاراته في منطقة، الوسط إذ يتألق محمد نور كضابط إيقاع، ويبني المدرب كل أساليبه التكتيكية على تحركات نور، إضافة إلى اندفاع مناف أبو شقير من اليسار والسويد من اليمين ومحاولات كريري من العمق، ما يجبر الخصم على ترك مساحات كافية تتيح لمحمد أمين وجوب التحرك بحرية داخل المنطقة المحرمة والوصول إلى المرمى من أقصر الطرق. وفي المقابل، يدخل الأهلي اللقاء بمبدأ أكون أو لا أكون، فالفريق عانى كثيراً في السنوات الأخيرة من تذبذب الأداء وسوء النتائج وغياب عن سماء البطولات، وجاءت خطواته في الموسم الحالي الأكثر سوءاً، وتتطلع جماهيره إلى النهوض الحقيقي من خلال هذه المباراة، بعد التعديلات الأخيرة التي أجريت على الجهازين الإداري والفني، والمدرب الصربي موسكوفيتش، يسعى جاهداً لتحقيق ما عجز عنه الآخرون، والفوز في هذه المباراة سيرفع من أسهمه بين جماهير القلعة، وقد تولد هذه الظروف عنصر التحدي والقتالية لدى لاعبي الفريق، كون الفوز سينسي الجماهير كل الأحزان السابقة، والعلة الوحيدة التي يعاني منها الأهلي تواضع خطوطه الخلفية، في ظل قلة خبرة حارس المرمى ياسر المسيليم وسوء أداء متوسط قلبي الدفاع بوجود وليد عبدربه ونايف القاضي، إضافة إلى عدم تأكد مشاركة قائده حسين عبدالغني، ما يجعل العبء الأكبر على رباعي خط الوسط بوجود تيسير الجاسم وصاحب العبدالله في مهام دفاعية أقرب منها إلى الشق الهجومي، فيما يقوم نجم الفريق المغربي عبدالحق العريف بمهام مزدوجة، وينجح في خلخلة الدفاع المقابل، وعلى الطرف الآخر يتحرك الشاب تركي الثقفي، وفي المقدمة هناك الثنائي طلال المشعل والمغربي جواد أقدار، وسيكونان ضيفين ثقيلين على دفاع الاتحاد. النصر - الوحدة وفي مكةالمكرمة، يستضيف الوحدة نظيره فريق النصر في ظروف متشابهة ومستويات متقاربة، ويتطلع أبناء مكة للاستفادة من عاملي الأرض والجمهور، والاقتراب من تحقيق حلم الوصول إلى النهائي بعد غياب سنوات طويلة جداً، ويرى عشاق الفريق الوحداوي أن الجيل الحالي هو الأجدر باستعادة أمجاد فريقهم، لما يضمه من أسماء شابة مملوءة بالحماسة والقتالية، ومن خلفهم مدرب محنك، فالتونسي لطفي البنزرتي نجح في توظيف إمكانات اللاعبين وخلق توليفة هي الأنسب، فالخطوط باتت أكثر ترابطاً، وتزخر منطقة الوسط بأهم عناصر الفريق بوجود هاني الجفري وماجد الهزاني وطلال الخيبري وعلاء كويكبي، ويمتاز هذا الرباعي باللياقة البدنية العالية والقيام بأدوار مزدوجة دفاعاً وهجوماً، فالكويكبي ينطلق يميناً والخيبري يساراً في حال الهجمة، لتزداد خطورة كزادي وعيسى المحياني، إضافة إلى بعض مشاركات ظهيري الجنب كامل الموسى ومحمد اللحياني. وعلى الضفة الأخرى، يدخل النصر بالطموح نفسه،ومدربه خالد القروني لديه خلفية عريضة عن لاعبي الفريق الوحداوي، فسبق له الاشراف التدريبي على المجموعة نفسها، ويعتمد القروني في أسلوبه الفني على قفل المناطق الخلفية قبل التفكير في بناء الهجمات، ويغيب عن لقاء الليلة ضياء هارون والبرازيلي جيري لايقافهما، ويوجد في منطقة الوسط عبدالعزيز الجنوبي وبدر الحقباني وفيصل سيف وسعد الزهراني، ويفتقد هذا الرباعي القدرة على صناعة اللعب كما يجب، ما يضطر سعد الحارثي في معظم الأحيان إلى العودة لاستلام الكرات، ويستعين القروني بالمحترف البرازيلي ليما، الذي تعوّل عليه الجماهير النصراوية آمالاً عريضة لتكوين ثنائي مميز مع سعد الحارثي.