في محاولة لإكسابهم مهارات التدريس، تفرض جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية على طلاب المستوى الأخير، تطبيق مادة التربية في المدارس الحكومية، مستثنية قسمي الإعلام والاقتصاد. إلا أن سوء التنسيق بين الجامعة والوزارة والمدارس، وعدم اهتمام المسؤولين بهذا الأمر، أدى إلى ظهور مشكلات عدة، يواجهها الطلاب المطبقون. وانقسم الطلاب بين من يرى أن شيئاً أفضل من لا شيء، وبين من يقول:"إما الإتقان أو لا شيء". وفي هذا السياق، يشير الطالب في كلية اللغات والترجمة عبدالله سعد السعد، إلى أن الخريج الذي لا يجد وظيفة في مجالات غير التدريس، يكتسب من خلال التدريب في المدارس خبرة بسيطة. لكن زميله في كلية أصول الدين خالد إبراهيم لا يوافقه الرأي، ويطالب بأن يكون الفصل الدراسي كاملاً للتدريب فقط، من دون دراسة في الجامعة، حتى يتمكن المطبِّق من اكتساب المهارات كما ينبغي. ويضيف:"هناك مشكلات نواجهها في المدارس مع الإدارة، التي تكلفنا بتدريس مواد بعيدة من تخصصاتنا، مثل الفنية والرياضة البدنية، لسد النقص في أعداد المدرسين". وذكر طالب الشريعة عبدالرحمن، أن طلاب المدارس"ينظرون إلينا على أننا مجرد ضيوف لفترة بسيطة، ولذلك لا يحرصون على متابعة الدروس التي ندرسها لهم". وأضاف:"ما ندرسه نحن لا يمكن تطبيقه في الواقع". أما الطالب في كلية اللغة العربية سلطان مساعد، فيرى أن اشتراك المعلم الأصلي والمطبق في المادة يقلل أهميتها. ويضيف:"الطلاب يسيئون معاملتنا". وطالب الجهات المعنية بإجراء دراسات حول هذه المشكلة. أما الطالب الماليزي في كلية أصول الدين خيرالدين، فيذكر أن طلاب المدارس"لا يحسنون معاملة المطبقين الوافدين، لكونهم غير معتادين على الفصحى في شرح المواد". ويطالب الطالب الهندي سيد نذير، بإعطاء الطلاب الوافدين فرصة التدريب في مدارس السفارات، أو التدريس المصغر، الذي يلقي فيه الطالب محاضرة أمام زملائه، مستفيداً من التقنيات الحديثة. ويرى المسؤول في قسم التربية في الجامعة الدكتور سالم حسن الهيكل،"أن الدراسة النظرية غير العملية، ولذا لا بد من أن يحصل الطالب على التدريب ليتمكن من التعامل مع الواقع، وليكون في المستقبل مدرساً ناجحاً". ويضيف أن الأمر يختلف في مجال التربية في جامعة"الإمام"عن زميلاتها التي فيها كليات مستقلة للتربية. ويوضح أن"جامعة الإمام تهدف إلى تخريج المدرسين في كل الكليات، وقسم التربية يشرف على طلاب الجامعة تحقيقاً لهذا الهدف". ويقر الدكتور سالم بأن بعض المدارس لا تتعاون مع الجامعة بالشكل المطلوب في التطبيق، ويرى أن على وزارة التربية والتعليم الاهتمام بهذا الأمر. ويضيف أن التفاعل بين طلاب المدارس والمطبقين"يخضع لقدراتهم العلمية، فإذا كان المطبق متمكناً ومجتهداً، ويأخذ العملية بجدية، فالطلاب يتفاعلون معه ويسعدون بوجوده، بل ويفتقدونه عندما يفارقهم". ويضيف أن مشكلة الطلاب الوافدين تكمن في"ضعفهم اللغوي، وعليهم أن يثبتوا وجودهم وقدراتهم العلمية". ويؤكد الحاجة إلى"التعاون الحقيقي بين الوزارة و الجامعة والمدارس لتحقيق ما نتمناه".